خبير: ماكرون يتحمل مسؤولية الانقسام في الشارع الفرنسي وسيدفع ثمن سياساته الخارجية

رأى رئيس المرصد اللبناني للعلاقات الدولية والاستراتيجية، وليد عربيد، أن "الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، يدفع الآن ثمن سياساته الخارجية الخاطئة وغير المنطقية، فهو خسر قاعدة شعبية كبيرة نتيجة دعمه للنازيين في أوكرانيا والجيش الإسرائيلي في غزة".
Sputnik
وأوضح عربيد، في حديث لإذاعة "سبوتنيك"، أنّ "مجموعة كبيرة تتحكم بقرار ماكرون وتحدد سياساته تجاه أوروبا"، مضيفًا أنّ "ماكرون يريد من أوروبا ان تبقى على حالها، وأن تحتكر باريس وبرلين مسألة اتخاذ القرارات الحاسمة".
واعتبر أنّ "اليمين المتطرف في فرنسا يريد الذهاب نحو اتجاه مختلف، ولا يريد جعل العلمانية تصب في مصلحة الصهيونية العالمية"، مشيرا إلى أنّ زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبين تريد عودة بلادها إلى "فرنسا الأمم"، وهو الشعار الذي أطلقه والدها في السابق.
عربيد الذي حذّر من حساسية الوضع في أوروبا، قال: "فرنسا تدعي أنها دولة حقوق إنسان وعلمانية وديمقراطية وحرية من جهة، وتقاتل أي وجه مسلم من جهة أخرى، والآن تنادي لمواجهة الإسلام الإرهابي وإغلاق الحدود لوقف الهجرة الإسلامية من إفريقيا الى الشمال".

وحول الملف الأوكراني، أشار عربيد إلى أنّ "الأوروبيين رأوا أن أوكرانيا قد تشكل بابا لهم نحو الشرق، وسلاحا لمواجهة روسيا، لذا اتخذت موسكو قرار حماية أمنها القومي وإطلاق العملية العسكرية الخاصة".

وأكّد أنّ "اليمين المتطرف في فرنسا لا يريد أن يؤدي الملف الأوكراني إلى تفجّر الأوضاع في أوروبا، ويريد عودة العلاقات إلى طبيعتها مع دولة روسيا الاتحادية التي لطالما سعت للدفاع عن المواطنين الفرنسيين".
اليمين المتطرف يتصدر الجولة الأولى من الانتخابات البرلمانية الفرنسية
واعتبر عربيد أنّ "اليمين المتطرف هو من يحكم الأمن الداخلي الفرنسي، وأنه لن يرضى بتبعية فرنسا للولايات المتحدة الأمريكية، مؤكدًا أن باريس ستبقى متحالفة مع واشنطن ولكنها لن تنفذ كل قراراتها، ما قد يحدث عدة تغيرات في النظام العالمي".
وأضاف عربيد: "التحالفات والخطابات السياسية بدأت تتبلور في فرنسا، ومن راقب خطاب مارين لوبين بعد صدور نتائج الانتخابات يوم أمس الأحد، يرى أنها ستكون الحاكمة الجديدة للجمهورية الفرنسية، ولكن القرار الأخير سيعود للشعب الفرنسي في المقام الأول".
وأشار إلى أنّ "الأصوات المرتفعة في فرنسة طيلة الساعات الماضية تدل على أن المعركة الانتخابية كانت حامية، لا سيما بعد إلغاء ماكرون الجمعية الوطنية ودعوته إلى إنشاء تحالف كبير يضم اليمين واليسار المعتدل والوسط لمواجهة صعود اليمين المتطرف إلى الحكم".
وشدّد عربيد على أنّ "إيمانويل ماكرون يحاول إقناع الشعب الفرنسي بأن وصول اليمين المتطرف إلى الحكم هو أمر خطير، وأنّه يهدد الداخل الفرنسي ويتناقض مع القيم التي قامت عليها الجمهورية الفرنسية الخامسة".
ولفت إلى أنّ "ماكرون يتحمل القسم الأكبر من المسؤولية حيال الانقسام الحاصل في الشارع الفرنسي، باعتباره من الداعمين الأساسيين لحكومة بنيامين نتنياهو وحربها على غزة، فضلا عن دعمه النازيين في أوكرانيا لمواجهة دولة روسيا الاتحادية".

وإذ ذكّر بأنّ "ماكرون تولى السلطة بدعم من لوبيات صهيونية وإعلامية ومصرفية"، شكّك عربيد في "استطاعة الرئيس الفرنسي جمع الوسط واليسار المعتدل في صف واحد".
وقال: "فرنسا قد تتجه إلى جمهورية خامسة إثر تشتت داخلها السياسي، فالانتخابات لم تعد تهم قسما كبيرا من الفرنسيين، لا سيما المسلمين منهم، والذين تخطت أعدادهم السبعة ملايين نسمة، وأصبحوا من المؤثرين على الحياة السياسة الفرنسية".
مناقشة