وفاز ولد الغزاوي إثر حصوله على أكثر من 56 في المئة من الأصوات، حسب النتائج التي أعلنتها اللجنة المكلفة بالانتخابات في موريتانيا.
وشهدت العلاقات بين البلدين مرحلة من التوتر دفع إلى فرض رسوم جمركية، حيث تناولت تقارير صحفية في البلدين في 6 يناير/ كانون الثاني 2024، فرض موريتانيا لضرائب جديدة على شاحنات البضائع المغربية التي تعبر معبر الكركرات، باتجاه الأراضي الموريتانية، وقيمتها نحو دولار واحد عن كل طن.
تنسيق مشترك
وكان وزير الخارجية الموريتاني، محمد سالم ولد مرزوق، قال في يناير الماضي، خلال لقاء مع نظيره المغربي ناصر بوريطة، إن كل الإشكالات العالقة مع المغرب "سنجد لها حلا"، في إطار التنسيق المشترك بين البلدين".
ويراهن المغرب على انخراط موريتانيا في مشروع الغاز النيجيري، الذي يحتاج إليه لسد احتياجاته الداخلية، والاستفادة من عائدات مرور الخط عبر أراضيه إلى أوروبا.
وعرفت المبادلات التجارية بين المغرب وموريتانيا دينامية مهمة عام 2022، إذ ناهزت قيمتها 300 مليون دولار، محققةً بذلك نسبة نمو بلغت 58 في المئة بالمقارنة مع سنة 2020.
سيناريوهات مرتقبة
يتوقع الخبراء تحسن العلاقات، استنادا إلى أن ما شابهها لم يكن جوهريا خلال الأشهر الأخيرة.
في الإطار، قال الأكاديمي المغربي أوهادي سعيد، إن التقارب المغربي-الموريتاني في السنوات الأخيرة كان يوحي بتطوير غير مسبوق للعلاقات الاقتصادية والسياسية.
وأضاف في حديثه مع "سبوتنيك"، أن العديد من الملفات تمثل أولوية للبلدين بعد انتخاب الرئيس الموريتاني ولد الغزاوي لولاية ثانية، في مقدمتها مشروع أنبوب الغاز النيجيري.
وتابع: "يجب التذكير أن البلدين عاشا على وقع أزمة المواد الفلاحية المغربية المصدرة إلى موريتانيا، وقد اتضح فيما بعد أن الشعبين مستفيدين من تجاوز هذا الخلاف المرحلي مما يعد بانتعاش المبادلات التجارية البينية، وتطور ملحوظ للصادرات الفلاحية المغربية إلى دول أفريقيا جنوب الصحراء في أمن وسلام".
مشروعات استراتيجية
وشدد على أن أهم مشروع استراتيجي يتجاوز العلاقات الثنائية هو أنبوب الغاز النيجيري -المغربي، والذي يبقى رهن الانخراط الفعلي للجمهورية الموريتانية.
وأوضح أن بعض المشاريع الاستراتيجية الأخرى لتسهيل ولوج الأسواق الأفريقية وتمكين الدول الأفريقية، تهدف لتحسين مداخيلها وذلك للاستفاذة من النموذج المغربي.
وتابع: "يبقى السؤال المطروح، هو كيفية تدبير الرئاسة الموريتانية وعلاقاتها المعقدة مع الجمهورية الجزائرية في ظل تقارب أكبر للمملكة المغربية، وهو ما سيظهر في الشهور القادمة حين تتبدى مآلات الانتخابات الرئاسية الجزائرية في سبتمبر المقبل".
ويرى أنه من المنتظر أن تنتعش العلاقات المغربية الموريتانية في مجالات الفلاحة والصيد البحري والطاقة بأنواعها، والبنيات التحتية والاتصالات، بالإضافة إلى الصناعات المعدنية.
وأشار إلى أنه من المرتقب أيضا أن تنتعش الاستثمارات المباشرة المغربية في موريتانيا، وفتح أسواق واعدة في مجال السيارات والنسيج، مع اعتبار أن كل التوجهات تبقى رهينة بالوضع الإقليمي.
إعادة تصحيح الوضع
في الإطار، قال الخبير السياسي المغربي، علي السرحاني، إن العلاقات بين البلدين وطيدة رغم كل ما شابها الفترة الماضية ظاهريا.
وأضاف في حديثه مع "سبوتنيك"، أن ما جرى بين موريتانيا والمغرب، الفترة الماضية، يعود لطبيعة علاقات موريتانيا مع دول الإقليم، والذي يتطلب منها التوازن والحياد.
ولفت إلى أن العلاقات التجارية بين المغرب وموريتانيا توضح حكم العلاقة بين البلدين، وأن رفع الجمارك من قبل موريتانيا على الصادرات المغربية جرى مراجعته، وتم تجاوز الأزمة.
وشدد على أن انتخاب الرئيس الموريتاني لولاية ثانية، يمكنه أن يسهم في قراءة بعيدة للعلاقات الثنائية، مع مراعاة أن العلاقة بين موريتانيا والصحراويين المغاربة هي علاقة عرقية تتعلق بالقبائل، وليس فيها من أزمة بالنسبة للمغرب.