ويتضمن اقتراح هوكشتين نزع سلاح جنوب لبنان وإعادة قوة "الرضوان" (قوات النخبة في حزب الله) إلى مسافة لا تقل عن 10 كيلومترات من الحدود مع إسرائيل.
كما يتضمن إزالة الأسلحة الثقيلة لـ"حزب الله"، بما في ذلك الصواريخ وقاذفات الهاون والطائرات المسيرة من المنطقة، وفي المقابل، توافق إسرائيل على بعض التعديلات على الحدود بين البلدين.
ورجّح مسؤولون إسرائيليون رفض "حزب الله" اللبناني، للاقتراح الأمريكي القاضي بنزع السلاح من جنوب لبنان، معتبرين أن هذا الرفض سيمنح إسرائيل "شرعية دولية" لشن الحرب.
وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، نقلا عن مسؤولين أمنيين وأعضاء في الحكومة الإسرائيلية، اعتقادهم أن "الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصر الله، سيرفض اقتراح المبعوث الرئاسي الأمريكي، آموس هوكشتين".
ورأى المسؤولون أن رفض الاقتراح سيمكّن إسرائيل من "اكتساب الشرعية الأمريكية والدولية" للحرب.
ولم يعلن الحزب رده على مقترح المبعوث الأمريكي، فيما يرى مراقبون أنه مرفوض في صيغته الحالية، التي تتبنى وجهة النظر الإسرائيلية، بيد أن التركيز يجب أن يكون على تطبيق القرار الأممي رقم 1701.
بداية المفاوضات
اعتبر المحلل السياسي اللبناني، سركيس أبوزيد، أن "هوكشتين ينقل وجهة نظر إسرائيل، ومن الطبيعي أن يطرح كل فريق الحد الأقصى من مطالبه في بداية التفاوض، في المقابل ينتظر الجميع شروط "حزب الله"، والتي سنكون أقوى وأعنف أو معاملة بالمثل".
وبحسب حديثه لـ"سبوتنيك"، فإن "الاتفاق على وضعه الحالي لا يمكن القبول به، ويجب انتظار جواب حزب الله، والذي سيكون على الأرجح بنفس التشدد الذي طرحه الموفد الأمريكي، وقد يطالب إسرائيل بالتراجع لمساحة مشابهة، ونزع أنواع أسلحة متقاربة".
وتابع: "من الطبيعي أن هذه الأمور خاضعة للمفاوضات والحلول الوسطية، والاتفاق كما هو مرفوض من قبل حزب الله، لكن من الطبيعي بعد المفاوضات أن تصل الأطراف إلى حل وسط، ويكون هناك اتفاق أساسه تطبيق القرار 1701، وأن يكون هناك تعامل بالمثل على ضفتي الحدود بين لبنان وإسرائيل".
ويرى أن "المفاوضات لا تزال في بدايتها، وكل فريق يحاول أن يحسن شروطه، ويظهر بأنه القوي ويستطيع أن يفرض الشروط، لكن بالنتيجة ستكون هناك تنازلات متبادلة، حتى يحصل اتفاق وتسوية في جنوب لبنان، وإلا ستبقى الأمور خاضعة للتجاذب والمناوشات، ومعارك صغيرة".
وأوضح أن "المعركة الكبرى مستبعدة بسبب الأضرار التي يمكن أن تلحق بالطرفين، خاصة أن إسرائيل لا يمكنها تحمل الخسائر الكبرى التي يمكن أن يكبّدها لها "حزب الله"، بسبب أنواع السلاح المتطورة التي يملكها، والعتاد الذي يمكنه فعل الضرر لأماكن استراتيجية في إسرائيل".
وأردف أبو زيد: "نحن أمام بداية للمفاوضات فقط، وعندما تصل الأمور لنهايتها ستكون الشروط والشروط المضادة مختلفة ومغايرة".
قرار أممي
من جانبه، قال المحلل السياسي اللبناني، داوود رمال، إنه "في حال ألزم المجتمع الدولي وعلى رأسه أمريكا إسرائيل بتنفيذ القرار الدولي رقم 1701 بجميع مندرجاته، يصبح مقترح هوكشتين تحصيل حاصل، وذلك باعتبار أن القوة العسكرية البشرية والتسليحية لـ"حزب الله" دخلت إلى منطقة الشريط الحدودي مع انطلاق الحرب على قطاع غزة، وأي ترتيبات ستطبق يجب أن تكون على جانبي الحدود".
وبحسب حديثه لـ"سبوتنيك"، فإن "المطلوب هو تثبيت الحدود البرية، والعودة إلى حدود خط الهدنة واتفاقية الهدنة المبرمة منذ عام 1949 بين الطرفين، والتي خرقتها إسرائيل مرارا وتكرارا عبر الاجتياحات البرية والجوية والبحرية".
واعتبر رمال أن "أي عودة إلى ما قبل الثامن من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي من دون تطبيق القرارات الدولية، يبقي النار تحت الرماد وعند أي اعتداء إسرائيلي سيشعل الجبهة مجددا".
وأوضح أنه "بعيدا عن هذا المقترح، يبقى المطلوب تنفيذ القرار الدولي رقم 1701، مع تنفيذ كل الضمانات التي التزمت بها أمريكا تجاه لبنان عند ترسيم الحدود البحرية".
يُذكر أنه في الأيام الأخيرة، صرح مسؤولون إسرائيليون بشكل متزايد بأن "إسرائيل تقترب من اتخاذ قرار بشأن المزيد من الإجراءات على الجبهة اللبنانية"، على خلفية القصف المستمر من قبل "حزب الله" اللبناني.
وصرح الجيش الإسرائيلي، في شهر يونيو/ حزيران الماضي، بأنه اعتمد خططا قتالية لشن هجوم على لبنان.
كما توقع تقرير نشرته مجلة "بيلد" الألمانية، أن يشهد الأسبوع الثالث أو الرابع من شهر يوليو/ تموز الجاري، هجوما إسرائيليا على جنوب لبنان.
يأتي ذلك فيما يتواصل الاستهداف المتبادل جنوبي لبنان، بين "حزب الله" من جهة والجيش الإسرائيلي من جهة أخرى، منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على غزة، في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، حيث يتبادل الجانبان القصف عبر الحدود بشكل شبه يومي.
وتمثل الأعمال القتالية أسوأ صراع بين الجانبين، منذ حرب 2006، ما يؤجج المخاوف من خوض مواجهة أكبر.