ونقلت صحيفة بريطانية عن أطباء أجانب عملوا في القطاع في الأشهر الأخيرة، قولهم إن "الأسلحة الإسرائيلية الصنع المصممة لنشر مستويات عالية من الشظايا تتسبب في إصابات مروعة للمدنيين في غزة".
وأضاف الأطباء أن العديد من الوفيات وعمليات بتر الأطراف والجروح جاءت نتيجة إطلاق الصواريخ والقذائف المعبأة بمعادن إضافية مصممة لتتشظي إلى قطع صغيرة من الشظايا في مناطق مكتظة بالمدنيين.
إحدى هؤلاء الأطباء، جراحة من كاليفورنيا تدعى فيروز سيدهوا، عملت في المستشفى الأوروبي في جنوب غزة في شهر أبريل/نيسان، تقول إن "نحو نصف الإصابات التي عالجتها كانت لأطفال صغار".
وتابعت: "لقد رأينا الكثير مما يسمى بالإصابات الشظية والتي كانت صغيرة جدا جدا لدرجة أنه من السهل أن تفوتها أثناء فحص المريض".
وأردفت: "أصغر بكثير من أي شيء رأيته من قبل، لكنها تسببت في أضرار جسيمة داخل الجسم".
من جانبها، قالت منظمة العفو الدولية إن الأسلحة الإسرائيلية المستخدمة في غزة تبدو مصممة لزيادة عدد الضحايا إلى أقصى حد، وفقا للصحيفة.
فيما أكد خبراء عسكريون أن الشظايا والجروح تتفق مع الأسلحة الإسرائيلية الصنع المصممة لإحداث أعداد كبيرة من الضحايا على عكس الأسلحة التقليدية المستخدمة لتدمير المباني.
وعبر الخبراء عن اندهاشهم من استخدام هذه النوعيات من الأسلحة على مناطق مكتظة بالمدنيين.
ولا تزال الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، مستمرة منذ أكثر من 9 أشهر، حيث دمرت أحياء بكاملها، وتسببت بنزوح 1.7 من أصل 2.4 مليون نسمة، وأثارت أزمة إنسانية كارثية، بحسب الأمم المتحدة.
وأسفر الهجوم الإسرائيلي على غزة، حتى الآن، عن سقوط أكثر من 38 ألف قتيل وأكثر من 88 ألف جريح، غالبيتهم من الأطفال والنساء، وذلك ممن وصلوا إلى المستشفيات، فيما لا يزال أكثر من 7 آلاف مفقود تحت الأنقاض الناتجة عن القصف المتواصل في أنحاء القطاع.
ومنذ اندلاع الحرب المدمرة على القطاع، في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، أحكم الجيش الإسرائيلي حصاره على قطاع غزة، وقطع إمدادات الماء والغذاء والأدوية والكهرباء والوقود عن سكان القطاع البالغ عددهم نحو 2.3 مليون فلسطيني، الذين يعانون بالأساس أوضاعا متدهورة للغاية.