وذكر غابنسكي في مقابلة مع "سبوتنيك عربي"، أنه "يجب مكافحة أمراض القلب والأوعية الدموية في مرحلة الوقاية، وأن النتائج التي نحققها في علاج المرضى الذين يعانون من أمراض القلب والأوعية الدموية لا تختلف عن تلك الموجودة في أوروبا وأمريكا، ويبلغ معدل الوفيات الناجمة عن احتشاء عضلة القلب في معهدنا حوالي 4-6%. ولكن لسوء الحظ، فإن معدل الوفيات الناجمة عن أمراض القلب والأوعية الدموية في روسيا، وخاصة في منطقة سفيردلوفسك، مرتفع للغاية، ونحن ندرك أنه لا يمكن إيقاف هذه الوفيات في المستشفيات فقط. ويجب مكافحة هذه الوفيات في مرحلة الوقاية، أي قبل أن يمرض الإنسان".
ووفقا له، فإنه "عندما يتم إحضار الشباب إلينا، بدءا من سن الثلاثين، وحتى الأصغر سنا، ونحن نفهم أن فرصة التشخيص الوقائي قد ضاعت، فإنه يصاب بنوبة قلبية، وإذا تمكنا من إجراء الفحوصات الوقائية والوقاية من الأمراض الخطيرة، فسنقدم مساهمة كبيرة في اقتصاد الحياة، وفي اقتصاد صحة الناس".
وأشار غابنسكي إلى أنه "قام فريق معهد الأورال لأمراض القلب وجامعة الأورال الطبية الحكومية، تحت قيادتي، بإنشاء برنامج وتقنية فريدة من نوعها "جواز سفر تاجي بشري".
وأضاف: "ما هو الشريان التاجي؟ تسمى أوعية القلب بالشريان التاجي لأنها تغلف القلب كالتاج، وهذا يؤدي إلى أمراض القلب التاجية ومتلازمة الشريان التاجي الحادة، ولذا قمنا بإنشاء هذه التكنولوجيا، وأطلقنا عليها اسم جواز السفر التاجي البشري، أي أنه يستهدف تلك الأوعية التي يمكن أن يتسبب تلفها في أعلى معدلات الوفيات والنوبات القلبية وما إلى ذلك".
وتابع: "هناك العديد من الدراسات في العالم التي تتعلق بالمجالات الوقائية وعوامل الخطر. الدراسة الأولى كانت تسمى دراسة فرامنغهام، حيث تم فحص آلاف الأشخاص وتحديد سبب إصابتهم بأمراض القلب، ووجدوا أن البعض يدخن، والبعض الآخر يعاني من زيادة الوزن أو يعاني من نقص الحركة، والبعض الآخر لا يأكل بشكل صحيح، أي أن هناك عوامل خطر معدلة نشأت بسبب الفعل البشري، وهناك ما يسمى بالعوامل الوراثية التي تنتقل إلى الإنسان عن طريق والديه، ولا نستطيع التأثير على ذلك. لقد جمعنا عوامل الخطر المعدلة هذه. وكان علينا أن نفهم ما إذا كان لهذا علاقة بالأوعية الدموية للقلب".
وحسبما ذكر غابنسكي "لقد توصلنا إلى تقنية تحظى بشعبية كبيرة في العالم وهي تصوير الأوعية القلبية، ويمكن مشاهدتها إما بطريقة غزوية، باستخدام تصوير الأوعية التاجية، أو باستخدام التصوير المقطعي المحوسب الحديث".
وأردف: "ومع ذلك، كنا بحاجة إلى برنامج يجمع بين هذا التصور وعوامل الخطر التي يعاني منها الشخص اليوم. لقد كان برنامجًا مصممًا بشكل فردي. لماذا يعاني من تلف الأوعية الدموية؟ لماذا لديه لوحة تصلب الشرايين؟ لأنه يدخن، لأنه يشرب، لأنه يتناول الأدوية الخاطئة، لأنه يأكل بشكل خاطئ. لكن هذا يتطلب تقنية الذكاء الاصطناعي التي يمكنها تحليل كل هذا ودمجه"، وفقا لغابنسكي.
وأوضح غابنسكي: "بهذا الشكل توصلنا إلى استنتاج مفاده أن كل شخص لديه ما يسمى بالرمز التاجي الخاص به. في المجمل، حددنا ست حالات باستخدام الذكاء الاصطناعي لتحديد ما يجب فعله بعد ذلك مع هذا الشخص".
واختتم الخبير قوله: "بعبارة أخرى، كل شخص لديه إشارة المرور التاجية الخاصة به. نعطيه جواز سفر به رموز خضراء وصفراء وحمراء ورموز أخرى. إذا كان أخضر، فهو صحي تماما. يجب فحصه فقط بعد 5 سنوات. ولكن إذا كان لديه اللون الأصفر، فيجب فحصه كل عام. وإذا كان لونه أحمر فيجب إدخاله إلى المستشفى على الفور. وكل هذا هنا، في مركز واحد. ليست هناك حاجة للتوجه إلى جميع الأطباء، إلى جميع العيادات. كل شيء يتركز في مكان واحد للحفاظ على صحة القلب. ليس مرة واحدة فقط، بل طوال حياتك. كل بياناته مخزنة هنا، وكل ديناميكياته مخزنة هنا. باستخدام جواز سفر المريض، يمكن لأي طبيب، أينما كان، أن ينظر ويحدد التشخيص. هناك حاجة إلى استثمارات لمواصلة تطوير هذا النظام حتى تكون هناك مثل هذه المراكز التاجية في بلدان أخرى".