راديو

ما الرسائل من وراء المناورات العسكرية الروسية الصينية؟

أعلنت الصين أنها تجري مناورات عسكرية مشتركة مع روسيا على طول ساحلها الجنوبي، وذلك عقب قمة حلف شمال الأطلسي في واشنطن.
Sputnik
المناورات الروسية الصينية تحمل اسم "البحر المشترك 2024"، وتستمر حتى منتصف الشهر الجاري، وبعد ساعات على إعلان وزارة الدفاع الصينية عن إطلاق هذه المناورات، رفضت بكين البيان الصادر عن اجتماع زعماء حلف شمال الأطلسي الناتو في واشنطن، وقالت إنه "مليء بالأكاذيب" ووصفت تحذيرات الناتو بأنها "غير مسؤولة واستفزازية".
وقالت الوزارة إن التدريبات في المياه والمجال الجوي حول مدينة تشانجيانغ في مقاطعة غوانغدونغ الجنوبية، تهدف إلى إظهار تصميم وقدرات الجانبين في التصدي بشكل مشترك للتهديدات الأمنية البحرية والحفاظ على السلام والاستقرار العالميين والإقليميين".
وأشارت إلى أن هذه التدريبات "ستعمل على تعميق شراكة التنسيق الاستراتيجية الشاملة بين الصين وروسيا في العصر الجديد".

وفي حديثه لـ"سبوتنيك"، قال خبير الشؤون الصينية، جاد رعد، إن "تهديدات الناتو ذات شقين، الأول يتعلق بروسيا وأوكرانيا والثاني متصل بالصين، وهذا يحاول الإعلام الأمريكي تغييبه، لكن وسائل الإعلام الروسية كشفت مؤخرا عن تحدي وصل إلى مواجهة نارية بين مقاتلتين أمريكية وصينية فوق تايبيه مما يعكس توتر الأجواء بين الناتو والصين خاصة فيما يتعلق بتايوان".

وأكد الخبير أن "التصعيد بين الطرفين وارد لكنه لن يصل إلى حد اندلاع حرب تقليدية، لأن الحرب كمواجهة في العلاقات الدولية لم تعد هدفا بحد ذاته، لكن الهدف عادة ما يكون المال والاقتصاد".
وأشار إلى أن المواجهة الحقيقية هي اقتصادية، وكل ما يرافق ذلك من مواجهات عسكرية يصب في خدمة المصالح الاقتصادية"، مؤكدا أن "الغرب وأوروبا عادة ما يقومون بالقرصنة المالية والثقافية وعندما تتأزم الأمور يعمدون إلى التنفيس عسكريا".

من جانبه، أوضح خبير العلاقات الجيوسياسية والاقتصادية، بيير عازار، أن "هذه المناورات أمر طبيعي، خاصة عندما تنعقد في واشنطن قمة للناتو في ظل حرب تدور في أوروبا وباتت روسيا منتصرة فيها".

وأشار إلى أن "هناك مخاوف غربية وأوروبية من أن روسيا باتت قادرة على إعادة صياغة الأمن الأوروبي بعد أن كان الاتحاد الأوروبي يحاول بكل الأشكال عرقلة روسيا عن المشاركة في صياغة الأمن الأوروبي".
وأوضح الخبير أن "هذه العوامل والتوترات ليست جديدة، حيث تحتاج الدول دائما إلى تحفيز القدرات العسكرية للجنود، لكن قمة الناتو اكتسبت أهمية لأن الناتو عاد إلى خطاب الحرب الباردة بعد أن استعادت روسيا قوتها، وبعد أن أعاد الجيش الروسي البلاد إلى وضعها كقوة برية هائلة، وأصبحت اليوم أيضا قوة بحرية فتاكة، وقوة نووية مخيفة لا يمكن لأحد أن يجاريها وكل هذه عوامل أثرت في القمة وبدأت بإعادة صياغة الحرب الباردة بأدوات مختلفة وخطيرة".
إعداد وتقديم: جيهان لطفي
مناقشة