وأوضح الباحثون أن سبب تمتع أسماك القرش هذه من طول العمر هو "أمر غامض"، وتتضمن بعض النظريات معدل النمو البطيء لسمك القرش وانخفاض معدل الأيض، لكن الأبحاث مستمرة حول البحث في هذا الموضوع.
ويأمل العلماء أن يساعد الكشف عن أسرار عمر هذه الأسماك، البشر على العيش حياة أطول وأكثر صحة.
وقال كامبليسون، وهو طالب دكتوراه في جامعة مانشستر ومؤلف الدراسة: "الفهم الأفضل لتشريح وتكيف الأنواع الطويلة العمر مثل قرش "غرينلاند" قد يسمح لنا بتحسين صحة الإنسان".
عملية التمثيل الغذائي البطيئة مدى الحياة
توجد معظم أسماك القرش في غرينلاند في المحيط المتجمد الشمالي والمحيط الأطلسي الشمالي، وهي تسبح ببطئ، ويمكن أن يصل طولها إلى ما بين 8 و23 قدمًا وتزن إلى ما يصل إلى 1.5 طن.
تتغذى هذه الأسماك المفترسة على سمك السلمون وثعابين البحر والفقمات وحتى الدببة القطبية، إذا أتيحت لها الفرصة. ومع ذلك، من المحتمل أن تستمر دون طعام لفترات طويلة. يمكن لسمكة يبلغ وزنها 493 رطلاً أن تأكل ما بين 2 و6 أونصات من الطعام يوميًا، وفقًا لدراسة أجريت عام 2022.
أظهر البحث الجديد الذي أجراه كامبليسون، أن معدل الأيض لدى أسماك القرش قد لا يتباطأ مع تقدمها في السن، ما قد يساعد في تفسير سبب عيشها لفترة طويلة.
وأشار إلى أن الأمر نفسه لا ينطبق على معظم الحيوانات.
وأكد الباحثون أنه لا يزال هناك الكثير من العمل الذي يتعين القيام به قبل أن يتم تطبيق هذا النوع من الأبحاث على البشر.
وأردف كامبليسون: "الشيخوخة نظام معقد بشكل لا يصدق، وما زلنا لا نملك إجابة محددة حول كيفية عملها بالضبط".
وتابع: "نريد أن ننظر عن كثب إلى بعض هذه السمات المميزة لتحديد ما إذا كان قرش غرينلاند يظهر أي علامات للشيخوخة التقليدية".
في حين أن عملية الشيخوخة الملحوظة لأسماك القرش في غرينلاند، سمحت لها بالبقاء على قيد الحياة لقرون عدة، إلا أنها يمكن أن تكون أيضًا سيفًا ذو حدين مع التغير السريع لبيئتها، بحسب مجلة "ساينس أليرت" العلمية.
وقال كامبليسون إن هذا النوع، الذي يعتبره الاتحاد العالمي للحفاظ على البيئة "شبه مهدد"، ربما يكون بطيئا للغاية في التكيف مع التغيرات في المناخ والتلوث البحري وغيرها من الضغوطات.