زيارة الرئيس التشادي لطرابلس… تغيير للتحالفات أم إعادة توازن جديد؟

استقبل رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية عبد الحميد الدبيبة، أمس الثلاثاء، الرئيس التشادي محمد إدريس ديبي، في العاصمة طرابلس، وناقشا العديد من الملفات المشتركة بين البلدين، وأهم التحديات في الوقت الراهن.
Sputnik
ووفقا لمنصة "حكومتنا"، تناول الطرفان خلال الاجتماع القضايا ذات الاهتمام المشترك بين البلدين، مع التأكيد على ضرورة التنسيق والتعاون لمواجهة التحديات المشتركة في المنطقة، خاصة فيما يتعلق بملف الهجرة عبر المتوسط وسبل إيجاد حلول مستدامة للتصدي لتحديات الهجرة غير النظامية.
من جانبه، أشار الرئيس التشادي إلى أهمية "منتدى الهجرة عبر المتوسط"، الذي تستضيفه العاصمة طرابلس، اليوم الأربعاء، كـ"آلية فعالة للتعاون الإقليمي والدولي في هذا المجال"، بحسب المنصة.

تمركز مغاير

ويرى خبراء أن زيارة ديبي لطرابلس، رغم تحالفه القوي مع الشرق الليبي، يمثل علامات استفهام، تحتاج لمزيد من الوقت لمعرفة ما إن كانت بمثابة إعادة تموضع أم أنها خطوة عابرة تأتي في سياق "منتدى الهجرة عبر المتوسط".
مقرر "الوطنية لحقوق الإنسان" في ليبيا يحذر من الرؤية الأوروبية لمعالجة أزمة "الهجرة غير الشرعية"
بشأن الملفات الشائكة بين البلدين وأهم التحديات التي تفرضها أزمة الهجرة غير الشرعية، أوضح الأكاديمي التشادي إسماعيل محمد طاهر، أن "الرئيس التشادي ذهب إلى طرابلس في خطوة مغايرة للتحالف القائم بينه وبين الطرف الليبي الآخر، في الشرق".
وأضاف في حديث مع "سبوتنيك"، أن "الرئيس التشادي لديه تحالفات وعلاقات مع بعض الدول العربية والطرف الشرقي الليبي، الذي يقف في مقابل الطرف الموجود في طرابلس، وهو ما يطرح تساؤلات حول الخطوة".
ولفت الأكاديمي إلى أن "هناك العديد من المناطق التي تتحرك فيها الجماعات الإرهابية تضر بتشاد، الأمر الذي يتطلب جبهة أمنية واحدة لمواجهتها، غير أنها مستبعدة"، وفق رأيه.

أسباب الهجرة غير الشرعية

يرى طاهر أن "حديث الرئيس التشادي في خطابه عن أسباب هجرة الشباب إلى الدول الأوروبية، تؤكد على ضرورة معالجة أزمة الهجرة بشكل مغاير، لكن التحديات تفرض نفسها، في ظل عدم جدية بعض الأطراف وعدم قدرتها على ذلك".
في السياق، قال المحلل السياسي التشادي أبو بكر عبد السلام، إن "العديد من الملفات تمثل أهمية في جدول زيارة الرئيس التشادي محمد إدريس ديبي، إلى ليبيا اليوم".

ملفات ذات أولوية

وأضاف في حديثه مع "سبوتنيك"، أن "أهم الملفات التي تمثل أولوية في الوقت الراهن، ما يتعلق بأزمة الهجرة غير الشرعية، والتي تخلق فجوات أمنية بين البلدين، تزيد من تعقيد الأوضاع الراهنة".
نائب وزير الداخلية التشادي يوضح لـ"سبوتنيك" أسباب التوتر على الحدود مع ليبيا
وأوضح عبد السلام أنه "خلال الزيارة، ناقش الجانبان ضرورة الحد من تدفق المهاجرين غير الشرعيين وسبل معالجة الملف بآليات صحيحة، بالإضافة إلى العديد من الملفات منها ما هو مرتبط بأمن الحدود والعمليات غير المشروعة التي تتم عبرها".
وأشار إلى أن "أزمة الحدود والجماعات الإرهابية، تعد من أبرز الملفات الشائكة، والتي باتت تحتاج إلى تعاون وثيق، خاصة أن هذه الأزمة قديمة ومتجددة، وتتطلب تأسيس قوة مشتركة بين البلدين لحماية الحدود والقضاء على الإرهاب، بالإضافة لوضع خطة لإيجاد فرص العمل للشباب الذين يقررون الهجرة غير الشرعية، لإيجاد البديل لهم".
وأشار إلى أن "شروع وزراء داخلية الدول المشاركة في المنتدى بدراسة الوضع الأمني الآن في مسألة الهجرة غير الشرعية، يمثل نقطة هامة على طريق معالجة الأزمة، مع ضرورة عدم الاكتفاء بالجانب الأمني".
وشدد على أن "أهم التحديات التي تواجه البلدين، تتمثل في غياب الأمن بين الشريط الحدودي الرابط بينهم، فيما تسعى تشاد لسد هذه الفجوة التي يتسلل عبرها العناصر المتمردة، الذين يتخذون من الشريط الحدودي الليبي معقلا لهم، كما تهتم تشاد بهذا الأمر أكثر من ليبيا نفسها وتحاول إغلاقه حال إمكانية ذلك".
ومن المقرر مشاركة الرئيس التشادي، رفقة عدد من الوزراء وكبار المسؤولين وممثلي الدول والحكومات المعنية بقضية الهجرة، في "منتدى الهجرة عبر المتوسط"، الذي انطلقت أعماله في طرابلس، اليوم الأربعاء.
مناقشة