وأضاف محمد لـ"سبوتنيك"، أن "صحيفة (معاريف) قالت إن نجاح المسيرة في الوصول إلى العمق الإسرائيلي يؤكد انهيار الجدار الحديدي للأمن الإسرائيلي ويعد الشرارة الأولى لسيناريو الحرب الإقليمية الشاملة في المنطقة، والتي ستكون بمثابة تهديد وجودي لإسرائيل".
وأضاف الخبير في الشؤون الإسرائيلية أن "صحيفة (هآرتس) ذكرت أن هجوم أنصار الله الحوثيين على تل أبيب، يؤكد انتهاء العصر الذهبي للقوة الإسرائيلية، وأن العمق الإسرائيلي سيكون ساحة المواجهة القادمة، كما يؤكد سقوط مقولة الردع الإسرائيلية وقدرة الجيش الإسرائيلي على حسم وإدارة الحروب في فترة زمنية قصيرة ونقل المعركة إلى أرض العدو".
تسويات بدل التورط في حرب خاسرة
وأشار محمد إلى أن "تصريح بن غفير بأن الخط الأحمر لإسرائيل تم اختراقه، يعد اعترافاً صريحاً بعجز إسرائيل، وفشل جيشها في توفير الأمن للإسرائيليين من جهة، ومن جهة ثانية يشير إلى احتمال دفع الأوضاع في اتجاه التصعيد في المنطقة سواء في لبنان أو جبهات أخرى".
وأوضخ الخبير السوري أن "رأي وموقف الغالبية العظمى من الإسرائيليين تفضل التسويات السياسية بدلاً من التورط في حرب خاسرة ستكون بمثابة كارثة استراتيجية لإسرائيل ستكون لها عواقب وخيمة وستشكل تهديداً وجودياً حقيقياً على إسرائيل".
حرب الساحات مسمار أخير في نعش إسرائيل
وعن حديث نتنياهو حول تنفيذ عمليات أو هجمات في اليمن، يرى الخبير السوري في الشؤون الإسرائيلية أنه "ليس أكثر من حرب نفسية بهدف ممارسة الضغط ومحاولة تهدئة مخاوف الشارع الإسرائيلي الذي تساوره مخاوف وجودية، في ضوء حقيقة أن الجيش الإسرائيلي، وباعتراف كبار ضباطه ومعظم الخبراء العسكريين، غير مستعد لحرب متعددة الساحات وأن هذه الحرب قد تكون المسمار الأخير في نعش إسرائيل".
نتنياهو قد يختار المسار السياسي تفاديا للهزيمة العسكرية
وقال محمد: "من غير المستبعد أن يدفع الهجوم على تل أبيب قادة إسرائيل إلى إعادة دراسة موقفهم في ضوء إدراكهم للقيود التي فرضتها المواجهة الحالية في غزة ولبنان واليمن، والأمر المهم في هذا السياق اعتراف قادة المؤسسة العسكرية باستحالة هزيمة حماس في غزة، أو اجتثاث ثقافة المقاومة التي تجذرت في الشعب الفلسطيني وسقوط الرهان على القوة العسكرية".
وأشار الخبير السوري إلى أن "نتنياهو قد يختار مرغماً الذهاب إلى المسار السياسي لتفادي الهزيمة العسكرية والقبول بحل لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في غزة حتى من جانب واحد كما يطالب قادة المؤسسة العسكرية".