قام باحثون من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة بدراسة مجموعات من الفئران التي اتبعت نظامًا غذائيًا متطابقًا، ووجدوا أن تلك الموجودة في بيئات أكثر برودة عاشت حياة أطول، على حساب استهلاك المزيد من الطاقة الجسدية من أجل التدفئة.
تشير النتائج إلى أن حصر البحث في تناول الغذاء في حد ذاته لن يكون كافيا لفهم كيفية تأثير النظام الغذائي على الصحة والشيخوخة، كما يقول الفريق الذي يقوده عالم التغذية دانييل سميث من جامعة ألاباما في برمنغهام، وعالم الأحياء شارون ميتشل من جامعة أبردين.
وأوضح سميث: "لا يتعلق الأمر ببساطة بتناول السعرات الحرارية أو المغذيات الكبيرة أو تناول البروتين أو أي مكون واحد".
لا يوجد إجماع حول الآلية الدقيقة التي يكون من خلالها تقليل السعرات الحرارية مفيدًا لصحة القوارض وطول عمرها، وذلك وفقا لدراسة تم نشرها في موقع "ساينس أليرت".
إحدى النظريات هي أن المزايا تنبع من استهلاك كمية أقل من الطعام أو كمية أقل من المغذيات الكبيرة المحددة، ولكن تشير بعض الأبحاث إلى أن تناول كميات أقل من بعض البروتينات قد يكون عاملاً مساعدا، ومن الممكن أيضًا أن يؤدي اختلال توازن الطاقة على المدى القصير أثناء تقييد السعرات الحرارية إلى مكاسب صحية على المدى الطويل.
وسمحت الدراسة لمجموعات من الفئران في بيئات أكثر دفئا بتناول طعام غير محدود لمدة 12 ساعة يوميا. تم "تغذية" الفئران في البيئات الأكثر برودة لتتناسب مع النظام الغذائي لنظيراتها الأكثر دفئًا، للتأكد من حصول المجموعات على نفس السعرات الحرارية والبروتين والمواد المغذية الأخرى.
في تجربة قصيرة المدى، تم حفظ الفئران عند درجة حرارة 10 درجات مئوية، أو 21 درجة مئوية، أو 30 درجة مئوية لمدة 11 أسبوعًا. وأظهرت اختبارات العلامات الحيوية أن الفئران التي تعيش في بيئات أكثر برودة شهدت فوائد هرمونية واستقلابية وفسيولوجية. لقد فقدوا الوزن بسرعة كبيرة أيضًا وحافظوا على فقدان الوزن هذا.
وخلص الباحثون إلى أن "هذه النتائج توفر دليلا قويا على أن تناول الطاقة الغذائية وحدها غير ضروري للتنبؤ بالفوائد الصحية وطول العمر للتدخلات الغذائية المستدامة".