شاطئ مدينة صور في جنوب لبنان جمال طبيعي وتحديات متزايدة في ظل الحرب... صور وفيديو

يعرف شاطئ صور بجماله الطبيعي وسحره الخلاب، ويجذب آلاف الرواد سنوياً للاستمتاع بأجوائه الهادئة ورماله الذهبية، لكن هذا العام، يطل الموسم الصيفي في ظل ظروف غير عادية، إذ يتزامن مع حرب تشهدها البلاد، مما يضع تحديات جديدة أمام الزوار والسكان المحليين على حد سواء، فهل تأثر الموسم بشكل كبير؟
Sputnik
قال نائب رئيس بلدية صور، صلاح خليل صبراوي، لـ"سبوتنيك"، إن "مدينة صور من أجمل المدن التي تقع على شاطئ البحر الأبيض المتوسط، وفي المدينة يوجد شط يمتد لمسافة ثلاثة كيلومترات من أجود أنواع الرمل، والمدينة تقوم على السياحة وهي سياحية بامتياز كونها لا تحتوي على مصانع ومزارع. لدينا البحر الذي يلف المدينة من ثلاث جهات".
وحول موسم الصيف وعائدات الشاطئ على المدينة، شرح صبراوي:

نعتمد كثيراً على موسم البحر، والبلدية تعتمد على هذا الموسم عبر إنشاء 100 خيمة سابقاً، واليوم انخفض العدد إلى 49 خيمة بثلاثة قياسات، 8، 10، و12 متراً، كما تعمد البلدية على إنشاء فريق كبير جداً لاستقبال الموسم، وهو مؤلف من الحرس للأمن وفرق إنقاذ محترفة من أبناء المدينة.

شاطئ مدينة صور في جنوب لبنان جمال طبيعي وتحديات متزايدة في ظل الحرب
وتابع: "هذا الموسم لا يعود بالنفع للبلدية فقط بل للمدينة كلها، على سبيل المثال، بائعي اللحم وصيادي الأسماك وبائعي الخضار يعملون لأنهم يبيعون منتجاتهم للخيم التي تحتوي على مطاعم، إلى جانب شركات المياه والمرطبات وغيرها، وبالتالي، الشاطئ يخلق دورة اقتصادية في المدينة، ويشكل رافعة مادية للبلدية ومحمية شاطئ صور، خاصة في ظل الوضع الاقتصادي الذي يمر به لبنان، نحن نقول الحمد لله إننا نملك شاطئ صور".
شاطئ مدينة صور في جنوب لبنان جمال طبيعي وتحديات متزايدة في ظل الحرب
وأضاف:

هذه السنة لم تكن كالسنوات التي مضت، السنوات الذهبية كانت قبل جائحة "كورونا"، وبعد الجائحة هنالك سنوات أغلقنا فيها الشاطئ بشكل كلي، ومن بعدها بدأنا نستعيد النشاط ولكننا لم نصل إلى الأرقام القياسية للسنوات الذهبية، على سبيل المثال، كان يدخل إلى الشاطئ ما بين 3500 و4000 سيارة خلال يوم الأحد، أما الآن فتسجل هذه الأرقام في نهاية الأسبوع، ومجموع عدة أيام. لم يعد يقصد المدينة الزوار من خارج المدينة، والحضور يقتصر على المهجرين من القرى الحدودية التي تدور فيها المواجهات. الزوار كانوا يقصدون الشاطئ من جميع المناطق اللبنانية، واليوم انخفض عددهم بسبب الوضع الأمني والحرب الدائرة.

شاطئ مدينة صور في جنوب لبنان جمال طبيعي وتحديات متزايدة في ظل الحرب
وحول أهمية المحمية وتنوعها البيئي، قال مدير محمية شاطئ صور الطبيعية، علي بدر الدين: "صور مميزة لأن لديها محمية شاطئ صور الطبيعية التي تبلغ 128 كيلومترا مربعا حتى المياه الإقليمية، وعلى البر تبلغ 3.8 كيلومتر مربع، وهي تتقسم إلى ثلاثة أقسام، سياحية، وعلمية، وزراعية".
وتابع:

نحن لدينا عدة تصنيفات متوسطية ومحلية، ومنهم منطقة محمية ذات أهمية خاصة، أي أننا نتميز ببعض الأنظمة البيئية وتنوع بيولوجي مهم، على سبيل المثال الكسبان الرملية والتجمعات المرجانية والنباتات، إلى جانب السلاحف التي تضع بيضها في المنطقة العلمية. بالإضافة إلى أننا منطقة مهمة للطيور المهاجرة، وتم تصنيفنا تراث وطني من قبل وزارة السياحة في المنطقة الزراعية التي تحتوي على برك رأس العين ذات القيمة التاريخية.

شاطئ مدينة صور في جنوب لبنان جمال طبيعي وتحديات متزايدة في ظل الحرب
وعن الاعتداءات الإسرائيلية ومدى تأثيرها على المحمية، قال: "لا بد أن العدو الإسرائيلي بالحرب التي يشنها علينا تأثيرها على البشر هو الأولوية، ولكن أيضاً يوجد تأثير على الأنظمة البيئية، على سبيل المثال، الفوسفور الذي يستخدمه له تأثير مباشر لأنه يحرق النباتات والأشجار ومساكن وأماكن تعايش الكائنات، ويوجد تأثير غير مباشر وهو على فترات طويلة، حيث تتأثر التربة لأنها لن تصلح للنبات والأشجار وتحتاج إلى وقت طويل للتعافي. نحن في مدينة صور تأثرنا، ولكن ليس واضحاً إلى حد الآن مدى التأثير، خاصة لأن المواجهات تنحصر على الشريط الحدودي. بطبيعة الحال، سيحدث خلل بيئي يؤثر على التوازن في الكائنات الحية".
شاطئ مدينة صور في جنوب لبنان جمال طبيعي وتحديات متزايدة في ظل الحرب
تنتشر على الشاطئ الخيم الخشبية التي تشكل استراحات ومطاعم لاستقبال الزوار، وهي خيم يتم استثمارها ودفع بدل للبلدية. يقول غالب حسن صفي الدين، مالك أحد مستثمري الخيم على شاطئ صور:

لا شك أن الوضع الأمني يتعرض لضغوط كبيرة بسبب الأوضاع في الجنوب، ولكن إعلان بلدية صور والمحمية افتتاح الموسم هو بحد ذاته تحد كبير وصمود، الإقبال جيد إلى حد ما، ولكن ليس بنسبة 100%، يوجد تأثير على حركة الزوار بنسبة تتراوح ما بين 25 و30%، والتأثير الأكبر هو على صعيد الزوار من خارج مدينة صور.

وتابع: "الطيران الإسرائيلي يعمد إلى خرق جدار الصوت دون أن يقصف، لأن المعادلة اليوم تغيرت والناس تعلم جيداً أنه بحال قصفت إسرائيل المدنيين سترد المقاومة بقصف المدنيين، قوة الردع التي خلقتها المقاومة شجعتنا على الاستثمار هنا والعيش حياة طبيعية في المدينة وضواحيها".
ورغم التحديات الأمنية والاقتصادية، يظل شاطئ صور رمزاً للصمود والجمال الطبيعي، ومحوراً اقتصادياً وسياحياً مهماً للمدينة وسكانها، تبقى صور قادرة على جذب الزوار وإحياء دورة الحياة فيها، مستندة إلى تاريخها العريق وثرواتها الطبيعية، متطلعة إلى مستقبل أكثر استقراراً وازدهاراً.
مناقشة