مسؤول سوداني سابق لـ"سبوتنيك": الاتصال بين ابن زايد والبرهان قد يدفع باتجاه وقف الحرب

أكد المدير الأسبق لإدارة الإعلام في الرئاسة السودانية، أبي عز الدين، أن "الاتصال الذي تم بين الفريق البرهان (عبد الفتاح)، والشيخ محمد بن زايد، رئيس دولة الإمارات، قد يمثل دفعة لإنجاح مساعي مؤتمري القاهرة وأديس أبابا لوقف الحرب في البلاد".
Sputnik
وقال عز الدين في حديثه لـ"سبوتنيك"، اليوم الاثنين: "قام الشيخ محمد بن زايد، بمبادرة الاتصال بالفريق البرهان، ورغم أن هناك شكوى من السودان ضد الحكومة الإماراتية لدعمها لمليشيا الدعم السريع، إلا أن مبادرة الشيخ محمد بن زايد، بالاتصال قامت بتلطيف بعض الأجواء وتهدئة الرأي العام السوداني الغاضب من عدم إدانة الإمارات لانتهاكات الدعم السريع وعدم وقوفها مع الجيش السوداني بوضوح".
وأضاف: "عقب التواصل ما بين الرئيسين الإماراتي والسوداني، يبدو أن هناك آفاق للحل وللسلام، وأعيب على جامعة الدول العربية أنها لم تقم بأدوار للصلح ما بين السودان والحكومة الإماراتية، طوال هذه الفترة".
السودان يتهم بريطانيا بحماية الإمارات في مجلس الأمن مقابل "مصالح تجارية"
وأشار المدير الأسبق لإدارة الإعلام في السودان، إلى أن "أحد أسباب إثارة نيران الخلاف ما بين الإمارات والسودان، هو الشائعات والفتنة التي خلقها متحدثو تنسيقية حمدوك من إثيوبيا، حول أن جماعة الإخوان التي كانت جماعة معارضة لنظام البشير(عمر، الرئيس السوداني السابق) تساند حاليا الجيش السوداني، في حين أن رئيس التنسيقية دكتور عبد الله حمدوك، كان يلتقي بقيادات جماعة الإخوان في مكتبه بمجلس الوزراء، ولم تقم حكومة حمدوك بحل الجماعة أو مصادرة مقراتها وشركاتها أبداً، وإنما بالعكس ظهر في بيان لمجلس وزراء حمدوك تصريح بلقاء وتنسيق بين الطرفين أكثر من مرة، تلك الفتنة واللعب بكل الحبال، كان من أسباب الخلاف بين الدولتين الشقيقتين".
وشدد عز الدين على أن "الصورة اليوم باتت جلية والحقائق بدأت تتكشف وتظهر بعد إتصال بن زايد، لتهدئة الأوضاع. قد يكون من المناسب أن يلتقي رؤساء السودان والإمارات في مصر، فالرئيس عبد الفتاح السيسي، قادر على تذويب الخلافات بين السودان وحكومة الإمارات، ما قد يشكل دَفعة لإنجاح مساعي مؤتمر القاهرة، الذي أقيم مطلع شهر يوليو (تموز) الحالي، والذي يعوّل عليه السودانيون كثيرا، بموازاة مخرجات اجتماع أديس أبابا، الذي قادته الكتلة الديمقراطية لإيقاف الحرب ومحاسبة المتمردين ومجرمي الحرب وعودة النازحين واللاجئين، ثم إعادة بناء السودان من جديد".
رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان يوضح لـ"سبوتنيك" تداعيات الأزمة الدبلوماسية مع الإمارات
وكان عبد الفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان، قد وجّه لابن زايد، خلال الاتصال الأول الذي جرى بينهما منذ أن توترت العلاقات بينهما، بما وصفه بأنه "اتهام السودانيين للإمارات بمساعدة قوات الدعم السريع في حربها ضد الجيش السوداني"، بحسب قوله.
وقالت وكالة الأنباء السودانية (سونا)، إن "البرهان تلقى اتصالا هاتفيا من رئيس دولة الإمارات المتحدة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وخلال المكالمة الهاتفية أوضح بن زايد رغبة بلاده في المساعدة على وقف الحرب الدائرة في السودان".
من جانبه قال البرهان لابن زايد، إن "دولة الإمارات متهمة من السودانيين وبأدلة وشواهد كثيرة تثبت دعم الإمارات للمتمردين، ودعمها لمن يقتل السودانيين ويدمر بلدهم ويشردهم، وعلى الإمارات التوقف عن ذلك".
وفي وقت سابق، قدمت دولة الإمارات 28 مليون دولار للسودان، من خلال اتفاقيتين أبرمتهما مع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ومنظمة الصحة العالمية وذلك بهدف دعم العمليات الإنسانية ومواجهة الأزمة، التي تشهدها البلاد منذ أكثر من 14 شهرا.
ونقلت صحيفة "البيان" الإماراتية، أن "الاتفاقيتين جاءتا لدعم العمليات الإنسانية للمفوضية في السودان والدول المجاورة والمبادرات الصحية الهامة في السودان، والتي تهدف إلى التخفيف من الظروف القاسية".
السودان يتهم الإمارات بـ"دعم عدوان متعدد الأطراف"... فيديو
ووقّع الاتفاقية، من الجانب الإماراتي، سلطان الشامسي، مساعد وزير الخارجية لشؤون التنمية والمنظمات الدولية، وعن المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين مارك مانلي، رئيس إدارة علاقات المانحين وحشد الموارد، وبحضور لانا زكي نسيبة، مساعدة وزير الخارجية للشؤون السياسية، وفيليبو غراندي، المفوض السامي لشؤون اللاجئين، وذلك في مقر المفوضية في جنيف.
وفي مايو/ أيار الماضي، أعلنت وزارة الخارجية السودانية، أن "السودان يملك أدلة على استقبال مطارات تشاد، لأكثر من 400 رحلة طيران تحمل عتادا حربيا لقوات الدعم السريع من الإمارات".
وحسب وكالة الأنباء السودانية، قال وزير الخارجية حسين عوض علي، إن "تشاد خصصت مطاري أم جرس وأبشي لاستقبال الرحلات الجوية، التي تنقل الأسلحة والعتاد العسكري للميليشيا الإرهابية من دولة الإمارات".
مناقشة