وقال عبد الباقي، في حديثه لـ"سبوتنيك"، اليوم الاثنين، إن "الوضع الإنساني في السودان وصل إلى مرحلة خطيرة جدا، لا سيما بعد توسع دائرة الصراع في ولايات مختلفة. في هذه الصدد تابعنا وشاهدنا مبادرات إقليمية ودولية لمجابهة الأزمة في السودان، لا سيما من دولة مصر وإثيوبيا وسويسرا لجمع أطراف الصراع من القوى المدنية والعسكرية على طاولة المفاوضات ولكن كل المساعي باءت بالفشل مع تزايد حدة الصراع في السودان".
وتابع عبد الباقي: "الوضع الإنساني اليوم وصل إلى مرحلة ربما غير مسبوقة في التاريخ الحديث، حيث أن أعداد الضحايا نتيجة الجوع والمرض ربما تفوق أعداد قتلى العمليات العسكرية. الأزمة أو الكارثة الإنسانية أصبحت اليوم تهدد حياة الملايين نتيجة المجاعة، التي بدأت تضرب مناطق واسعة من السودان وقضت على المحصول الزراعي، الذي كان يساهم في تخفيف حدة الأزمة".
وأشار رئيس منظمات المجتمع المدني في السودان إلى أن "المجتمع الدولي الآن يستخدم العقوبات الاقتصادية للضغط على أطراف الصراع لوقف الحرب، لا سيما على الجيش السوداني بعد رفضه كل المبادرات الدولية والإقليمية الرامية لإحلال السلام في السودان، الأمر الذي أضاف عراقيل جديدة على دخول المساعدات للمتضررين".
وأوضح عبد الباقي أن "الانهيار الجديد لسعر صرف الجنيه السوداني أمام الدولار أتى في إطار عقوبات البنك الدولي والدول الراعية للسلام والأمن الدولي على البنوك السودانية والرأسمالية، هذا بالإضافة إلى خروج البعثات الأجنبية، بالإضافة لتوقف بعض الدول التي كانت تستورد من السودان عن عمليات الاستيراد بعد اتهامها بدعم أحد أطراف الصراع".
ولفت رئيس منظمات المجتمع المدني في السودان، إلى أن "السودان اليوم أصبح معزول دبلوماسيا وسياسيا واقتصاديا، الأمر الذي كان له مردود اقتصادي سلبي وتدهور العملة الوطنية".
واختتم عبد الباقي، قائلا: "طالبنا الأمم المتحدة ومجلس الأمن والخزينة الأمريكية بحظر الطيران وفرض عقوبات على الأطراف التي لا ترغب فىي السلام وتعتمد على استمرارية الحرب، في ظل ارتفاع خرافي لأسعار السلع المحلية بنسبة 56 في المئة، والعديد من الأسر لا تحصل على وجبة واحدة في اليوم".
وفي يونيو/ حزيران الماضي، كشفت منظمة الصحة العالمية التابعة للأمم المتحدة، أن "نحو 15 مليون سوداني، بحاجة إلى رعاية صحية عاجلة ومنقذة للحياة".
ونقل موقع "المشهد السوداني"، عن المنظمة الأممية، بيانا أضافت فيه أن "الحرب السودانية، سببت أضرارا جسيمة بالنظام الصحي في البلاد، حيث يحتاج الملايين إلى الرعاية الصحية، مما أدى بدوره إلى تدهور الحالة الصحية الهشة بالفعل للعديد من الأشخاص الضعفاء".
وكان مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، فولكر تورك، قد ذكر في وقت سابق، أن "نسبة قتل المدنيين في النزاعات المسلحة ارتفعت إلى 72%".
وتطرق تورك حينها إلى الوضع في غزة، في كلمة له في افتتاح الدورة الصيفية لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، قائلا إن "الضربات الجوية الإسرائيلية على غزة تتسبب في معاناة إنسانية كبيرة"، مؤكدًا أن "الوضع في الضفة الغربية والقدس الشرقية يتدهور بشكل كبير".
وبشأن السودان، أوضح المسؤول الأممي أن "السودان يُدمر في حرب بين طرفين"، محمّلًا الطرفين (الجيش السوداني وقوات الدعم السريع) مسؤولية ارتكاب "جرائم حرب" هناك، كما حثّ الحكومة في السودان، على إجراء تحقيق في الانتهاكات ومحاسبة مرتكبيها، بحسب قوله.