مهن الشواطئ في تونس .. ملاذ العاطلين عن العمل لكسب الرزق والهرب من شبح البطالة.. صور وفيديو

هم ليسوا بمصطافين أو زائرين للبحر طلبا للراحة والاستجمام، بل هم أصحاب مهن موسمية تزدهر مع حلول فصل الصيف في الشواطئ التونسية لتؤمن الرزق لأصحابها الذين يعودون فورا إلى البطالة بنهاية الموسم الصيفي.
Sputnik
تستفيد هذه الفئات من تزايد الإقبال على الشواطئ التونسية القريبة من المدينة التي تعتبر الوجهة الأكثر اختيارا من قبل غالبية التونسيين، باعتبارها الأقل تكلفة في التنقل. وهو ما تبحث عنه العديد من العائلات ذات الدخل المحدود التي تعيش وسط العاصمة التونسية.

كراء الكراسي والطاولات والمظلات

على رمال شاطئ سيدي بوسعيد شمال شرقي تونس، ينتشر العديد من الشباب في مدخل الشاطئ يحاولون إقناع الزائرين لإستئجار كراسي وطاولات ومظلات تحميهم من أشعة الشمس.
يقفون في شكل مجموعات ويتقاسمون هدف البحث عن قوت يومهم تحت أشعة الشمس الحارقة.
1 / 7
مهن الشواطئ في تونس ..ملاذ العاطلين عن العمل لكسب الرزق والهرب من شبح البطالة
2 / 7
مهن الشواطئ في تونس ..ملاذ العاطلين عن العمل لكسب الرزق والهرب من شبح البطالة
3 / 7
مهن الشواطئ في تونس ..ملاذ العاطلين عن العمل لكسب الرزق والهرب من شبح البطالة
4 / 7
مهن الشواطئ في تونس ..ملاذ العاطلين عن العمل لكسب الرزق والهرب من شبح البطالة
5 / 7
مهن الشواطئ في تونس ..ملاذ العاطلين عن العمل لكسب الرزق والهرب من شبح البطالة
6 / 7
مهن الشواطئ في تونس ..ملاذ العاطلين عن العمل لكسب الرزق والهرب من شبح البطالة
7 / 7
مهن الشواطئ في تونس ..ملاذ العاطلين عن العمل لكسب الرزق والهرب من شبح البطالة
بعد فتح الحدود... السوق الجزائرية تتحول إلى طوق نجاة للسياحة التونسية
يقول "محمد علي" وهو شاب يشتغل مع أخيه رضا في كراء الكراسي والطاولات لـ "سبوتنيك": "أتنقل كل صيف من محافظة الكاف (شمالي غربي تونس) مسقط رأسي إلى العاصمة لأكسب المال".
يمتهن محمد علي هذه المهنة صيفا ويستبدلها شتاء بتربية الأضاحي ليبيعها قبيل عيد الاضحى.
يضيف: "أحاول أن أكسب المال من خلال هذه المهن الموسمية البسيطة."
يحدثنا محمد علي فيقول: "مع بداية شهر الصيف أنتقل إلى العاصمة لأباشر هذه المهنة وأدخر منها المال ومع نهاية فصل التصيف وتقلب التغيرات الجوية أعود إلى بلدي وإلى بطالتي".
ويتابع محمد: "الشاطئ بمثابة بيت لي وهو آمن إذ ترافقني العديد من العائلات التي تنصب خيامها قبالة البحر هربا من درجات الحرارة المرتفعة وسط العاصمة".
ووراء صفوف المظلات يختفي بيت صغير صنع من الخشب علقت عليه لافتة كتب عليها "تغيير الملابس بدينار" و"الاغتسال بـ 3 دنانير". بجانبه يقف طفل العشر سنوات ليستلم المال فور دخول المصطافين إلى "الكابينه" قبل ذهابهم إلى الشاطئ وبعد السباحة. إنها إحدى المهن الشاطئية التي تزدهر خلال فصل الصيف.
بعد فتح الحدود... السوق الجزائرية تتحول إلى طوق نجاة للسياحة التونسية

"العربة للمثلجات والإبريق للشاي"

مع منتصف النهار يضرب المصطافون في هذا الشاطئ موعدا مع بائع المثلجات "علي" (68 سنة) الذي تعوّد على هذه المهنة الموسمية كل صيف.
يسمع الأطفال صافرته فيركضون إليه طلبا لمثلجاته التي ترسم ابتسامات عريضة على وجوههم، يختارون النكهات التي يتفنن العم علي في إعدادها وتنويع ألوانها التي تتعدد بين الأصفر والأبيض والأحمر.
يجر العم علي عربته بصعوبة ويتجول بها بين المصطافين طمعا في الانتهاء من بيع مثلجاته قبل أن ينهكه التعب وتأخذ منه الشمس الحارقة مأخذها.
يقول لـ "سبوتنيك": "أحلت على التقاعد منذ سنوات وشعرت بالملل في المنزل فأصبحت أنتظر فصل الصيف لأباشر مهنة بيع المثلجات لأكسب منها المال وأساعد أبنائي لاستكمال دراستهم في الجامعة."
وللشاطئ أجوائه المسائية الخاصة التي يميزها شاي العم حبيب الذي اعتاد التجول على الرمال بإبريقه وسلّته الصغيرة التي يضع فيها النعناع (نبتة تنكه الشاي) وتوزيعه على المصطافين.
ويعد الشاي من أشهر العادات الغذائية التونسية التي لا تغيب عن موائد العائلات. "فما بالك بترشفه على نسمات البحر"، يقول العم حبيبلـ "سبوتنيك".
يتقاسم العم حبيب مهمة توزيع الشاي على المصطافين مع ابنه مرتضى الذي اعتاد مساعدته على جني المال صحبة زوجته التي تتولى مهمة إعداد الشاي.
يجوب كل واحد منهما الطاولات التي يجلس عليها المصطافون، وتعلو أصواتهما بين الحين والآخر "شاي منعنع.. ذوق واتبنن"، وهي العبارة التي يستقطبان بها الزبائن.
في ظل تحديات اقتصادية وسياسية... تونس تمهد الطريق نحو الشرق

حراس الشواطئ

ولا يغيب عن الشواطئ التونسية المنقذون أو كما يطلق عليهم "حراس الشواطئ" الذين يجدون في موسم الصيف فرصة للعمل وكسب الرزق.
وعلى امتداد ساعات النهار، يصطف أغلب المنقذين على طول الشاطئ لأكثر من عشر ساعات للمراقبة وتأمين حياة المصطافين، خاصة في ظل التقلبات المناخية التي تسببت في تواتر حالات الغرق.
أيمن (35 عاما) يشتغل منقذا بشاطئ سيدي بوسعيد منذ أكثر من خمس سنوات، يقول لـ "سبوتنيك": "يظن أغلب الناس أنّ مهنتنا سهلة ولا تحتاج مجهودا كبيرا، ولكننا في الحقيقة نقترب كل يوم من الموت ونواجه بعض المتاعب خصوصاً أنّنا نضطر للنزول إلى البحر أكثر من مرة لتحذير بعض المصطافين من التقدم أكثر نحو أعماق البحر".
ويشير إلى أن الخطر يزداد أكثر مع بداية تغير الأحوال الجوية حيث يتفاجأ المصطافون بقوة الأمواج ويجدون أنفسهم غير قادرين على العودة إلى الشاطئ.
يقول أيمن إن حراس الشواطئ يعرضون أنفسهم للخطر لإنقاذ الأطفال والنساء الذين يجدون صعوبة في مواجهة الأمواج العاتية. ويضيف: "العديد من الشباب لا يستجيبون لنداءاتنا ويواصلون الدخول إلى عمق البحر فيعرضون بذلك حياتنا وحياتهم إلى الخطر".
ورغم ازدهارها خلال فصل الصيف، فإن هذه المهن الشاطئية لا تقتلع أصحابها من براثن البطالة التي توسعت إلى أكثر من 16% خلال الأشهر الثلاثة الأولى من السنة الجارية لتطال بذلك أكثر من 669 ألف عاطل عن العمل بحسب معطيات صادرة عن المعهد الوطني للإحصاء في تونس.
مناقشة