وقال صالح، في حديثه لـ"سبوتنيك"، اليوم الأربعاء، إن "الاتفاقات والمشاورات وكل فعل سياسي سلمي يجري مع مليشيا الحوثي، بعيدا عن لغة القوة التي لاتفهم سواها، لن يجدي ولن يجد طريقه إلى التنفيذ إلا إن كان في مصلحة الجماعة الحوثية".
وأضاف القيادي بالانتقالي أن "حسم المعركة مع الحوثي وإضعافه يحتاج لعمل منظم وجهوزية عسكرية تتوحد فيها كل القوات، وفي مقدمتها التشكيلات العسكرية اليمنية الشمالية التي تدعي مناهضتها للميليشيا باختلاف مسمياتها"، معتبراً أنه "بخلاف ما سبق، فإن كل التحركات تعد ضياعا للوقت والجهد وزيادة في تمكين هذه الجماعة على الأرض".
وأشار صالح إلى أن "تقديم التنازلات المتتالية للمليشيا يقوي عودها ويُثبت سلطتها، التي استفادت من حالة التراخي لدى القوى اليمنية في منظومة الشرعية السابقة والحالية".
وأردف أن "موقف المجلس من الحوار والاتفاقات مع الجماعة الحوثية واضح، فالسلام هدف له، لكنه يرى أن هذا السلام يجب أن يكون عادلاً ومشرفا، ولا ينتقص من حقوق وتطلعات شعب الجنوب".
وأعلن المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في اليمن، هانس غروندبرغ، عن اتفاق بين الحكومة اليمنية وجماعة "أنصار الله" لخفض التصعيد المتعلق بالقطاع المصرفي والخطوط الجوية اليمنية.
وقال غروندبرغ، في بيان له، إن "الجانبين اتفقا على استئناف طيران اليمنية للرحلات بين صنعاء والأردن وزيادة عدد رحلاتها إلى ثلاث يومياً وتسيير رحلات إلى القاهرة والهند يومياً أو بحسب الحاجة".
كما أعلن المبعوث الأممي عقد اجتماعات لمعالجة التحديات الإدارية والفنية والمالية التي تواجهها شركة الخطوط الجوية اليمنية، مشيرا إلى أن الطرفين اتفقا على البدء في عقد اجتماعات لمناقشة كافة القضايا الاقتصادية والإنسانية بناء على خارطة الطريق.
وأكد أن الطرفين طلبا دعم الأمم المتحدة في تنفيذ ما تم الاتفاق عليه، مشيرا إلى الدور الهام الذي لعبته المملكة العربية السعودية في التوصل إلى هذا الاتفاق.
كما أعرب غروندبرغ عن جاهزية الأمم المتحدة للعمل مع الطرفين لتنفيذ التدابير التي اتفقا عليها، مشددا على ضرورة تعاون الطرفين من أجل التوصل إلى اقتصاد يخدم جميع اليمنيين ويدعم تنفيذ وقف إطلاق النار على مستوى البلاد واستئناف عملية سياسية جامعة.
ويشهد اليمن تهدئة هشة منذ إعلان الأمم المتحدة، في الثاني من تشرين الأول/ أكتوبر 2022، إثر عدم توصل الحكومة اليمنية وجماعة "أنصار الله" إلى اتفاق لتمديد وتوسيع الهدنة التي استمرت 6 أشهر.
ويعاني البلد العربي للعام العاشر تواليًا، صراعًا مستمرًا على السلطة بين الحكومة المعترف بها دوليًا وجماعة "أنصار الله"، انعكست تداعياته على مختلف النواحي، إذ تسبب في أزمة إنسانية تصفها الأمم المتحدة بالأسوأ على مستوى العالم.
وتسيطر جماعة "أنصار الله"، منذ سبتمبر/أيلول 2014، على غالبية المحافظات وسط وشمال اليمن، بينها العاصمة صنعاء، فيما أطلق تحالف عربي بقيادة السعودية، في 26 مارس/آذار 2015، عمليات عسكرية دعمًا للجيش اليمني لاستعادة تلك المناطق من قبضة الجماعة.
وأودت الحرب الدائرة في اليمن، حتى أواخر 2021، بحياة 377 ألف شخص، كما ألحقت بالاقتصاد اليمني خسائر تراكمية تقدر بـ126 مليار دولار، في حين بات 80% من الشعب اليمني بحاجة إلى مساعدات إنسانية، حسب الأمم المتحدة.