وقال وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، في بيان إنه "بناءً على عمليات جدة السابقة التي تم تيسيرها بالاشتراك مع السعودية، تدعو أمريكا القوات المسلحة السودانية و"قوات الدعم السريع" للمشاركة في محادثات وقف إطلاق النار التي تتوسط فيها واشنطن" .
وأشار بلينكن إلى أن هذه المحادثات "تهدف إلى التوصل لوقف العنف على مستوى البلاد، وتمكين وصول المساعدات الإنسانية إلى جميع المحتاجين، وتطوير آلية قوية للرصد والتحقق لضمان تنفيذ أي اتفاق"، وأكد أنه "يجب أن يعود الحكم في السودان إلى المدنيين، ويجب على المدنيين أن يلعبوا الدور القيادي في تحديد عملية معالجة القضايا السياسية واستعادة التحول الديمقراطي في السودان".
وفي حديثه لـ"سبوتنيك"، قال خبير العلاقات الدولية، د. ماك شرقاوي، إن "اهتمام أمريكا بالسودان بعد عام و4 أشهر على بدء النزاع وتفاقم الأزمة يرجع إلى 3 متغيرات: أولا مصالح أمريكا في أفريقيا ووسط أفريقيا، ووجود أمريكا من خلال "أفريكوم"، خاصة بعد التطورات الجيوسياسية وطرد النفوذ الأوروبي من أفريقيا، خاصة فرنسا، والمتغير الثاني هو قلق أمريكا من تنامي النفوذ الروسي، أما المتغير الثالث الطارئ الذي دفع واشنطن إلى الإسراع بالمبادرة، فهو تنحي الرئيس الأمريكي، جو بايدن، عن خوض الانتخابات، ورغبته في أن يكون له دور في حل أزمات الشرق الأوسط كإرث له قبل انتهاء ولايته، والدليل على ذلك أن الاهتمام بالسودان هذه المرة معظَّم يشارك فيه وزير الخارجية، ومندوبة الأمم المتحدة، والاتحاد الأوروبي، والاتحاد الافريقي، وكل العناصر الفاعلة في الأزمة، سواء مصر أو السعودية أو الامارات".
وأوضح الخبير أن "السودان أيضا من المتعاونين مع أمريكا في المجال الأمني"، مشيرا إلى أنه "تم قبل أعوام قليلة افتتاح مكتب لوكالة المخابرات المركزية "سي أي آيه" ليعمل على جمع المعلومات في منطقة غرب ووسط أفريقيا، ضمن مبادرات المصالحة الأمريكية مع السودان".
من جانبه، أوضح المحلل السياسي، عمار العركي، أن "هناك عدة عوامل استدعت التحول في الموقف الأمريكي نحو منبر آخر، غير المنبر الذي كان قريبا من الحل، منها التطورات الأخيرة في السودان على المستوى العسكري والسياسي، ما دفع واشنطن للبحث عن حلول أخرى، فضلا عن المبادرة الروسية التي كان لها تأثير في تحفيز الرؤية الأمريكية نحو الحل، وتقديم واشنطن لهذه المبادرة".
وحول موقف الأطراف من الدعوة الأمريكية، أكد العركي أن "رئيس مجلس السيادة له موقف واضح هو أنه من حيث المبدأ ليس هناك أي مساعي للحل دون الحسم العسكري، الذي رجّحت كفته في الفترة الأخيرة، لكن على مستوى الحل السياسي فقد ردت وزارة الخارجية رسميا على الدعوة بطلب مزيد من التفكير والنظر في الأمر، إلا أن موقف القوات المسلحة وقياداتها والشعب السوداني يظل واضحا لا يعترف إلا بمنبر جدة، ودون ذلك لن ينظر لأي منبر إلا إذا كان من أجل استسلام (الدعم السريع) ووقف الحرب".
إعداد وتقديم: جيهان لطفي