وفي إشارته إلى بيان "حزب الله" اللبناني ومواقف بعض كبار المسؤولين اللبنانيين، الذي نفوا أي دور في الهجوم على مجدل شمس، قال المتحدث باسم "الخارجية الإيرانية" في بيان رسمي: "بعد 10 أشهر من القتل الجماعي في قطاع غزة وذبح الأطفال والنساء الفلسطينيين، يسعى نظام الفصل العنصري الإسرائيلي، إلى صرف انتباه الرأي العام والعالم عن جرائمه الجسيمة في فلسطين، بسيناريو وهمي".
وأكد كنعاني أن "إسرائيل لا تملك الحد الأدنى من السلطة الأخلاقية للتعليق والحكم على الحادثة التي وقعت في منطقة مجدل شمس، كما أنه لن يتم سماع ادعاءات هذا النظام ضد الآخرين".
واعتبر الدبلوماسي الإيراني أنه "من مسؤولية المجتمع الدولي، ولا سيما مجلس الأمن الدولي، دعم استقرار وأمن لبنان والمنطقة في مواجهة مغامرات النظام الصهيوني المعتدي".
وتابع مشددا على أن "أي عمل جاهل من جانب إسرائيل قد يؤدي إلى توسيع نطاق عدم الاستقرار وانعدام الأمن والحرب في المنطقة، وفي هذه الحالة سيكون النظام المذكور هو المسؤول النهائي والرئيسي عن العواقب وردود الفعل غير المتوقعة لمثل هذا السلوك الغبي".
وفي ختام بيانه، أوصى المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني، الحكومة الأمريكية "بعدم استمرار تسليح إسرائيل بأسلحة الدمار الشامل، وتكريم رئيس الوزراء الإسرائيلي المجرم، بنيامين نتنياهو، بعد مرور 10 أشهر من الجرائم المتواصلة ضد الفلسطينيين، الذين يعيشون في قطاع غزة والضفة الغربية، للوفاء بمسؤوليته الدولية والأخلاقية، والعمل من أجل السلام والأمن العالميين".
كما ناشد كنعاني أمريكا "بمنع إسرائيل من إشعال نار جديدة سيمتد لهيبها إلى الصهاينة"، وفق قوله.
وأسفرت حادثة مجدل شمس في الجولان، أمس السبت، عن مقتل 12 شخصا على الأقل وإصابة أكثر من 30 آخرين، حيث وجه فيها الجيش الإسرائيلي أصابع الاتهام إلى "حزب الله"، في حين نفى الحزب نفيا قاطعا الأمر.
وتوعدت إسرائيل بالرد، فيما دعا وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير، رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى عقد مجلس الوزراء على الفور وإعلان الحرب في الشمال على الفور.
ومن جانبها، دعت الحكومة اللبنانية إلى "وقف فوري للأعمال العدائية على كل الجبهات"، مؤكدة: "ندين كل أعمال العنف ضد جميع المدنيين".
تأتي التطورات في سياق معارك متواصلة بين "حزب الله" من جهة والجيش الإسرائيلي من جهة أخرى، منذ أكثر من 9 أشهر.
وتتوسع العمليات بشكل يومي على طول الحدود الجنوبية من رأس الناقورة إلى مزارع شبعا، مما تسبب بتدمير الكثير من القرى الحدودية اللبنانية وتهجير أهالي القرى، كما تهجر سكان المستوطنات الإسرائيلية المحاذية للشريط الحدودي مع لبنان.