راديو

ما هي حدود التدخل الإيراني في المواجهة إذا هاجمت إسرائيل لبنان؟

أعرب الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، خلال اتصال هاتفي مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، أمس الاثنين، عن قلقه البالغ إزاء تصاعد التوتر على حدود لبنان الجنوبية، محذرًا من أي هجوم إسرائيلي محتمل على لبنان.
Sputnik
وفي بيان صادر عن الرئاسة الإيرانية، أعرب بزشكيان لنظيره لماكرون، عن قلقه البالغ إزاء تصاعد التوتر على حدود لبنان الجنوبية مع إسرائيل، وحذر من أي هجوم إسرائيلي محتمل على لبنان، مؤكدا أنه سيكون له عواقب وخيمة على إسرائيل.

وفي حديثه لـ"سبوتنيك"، قال الخبير في الشؤون الإيرانية، صالح القزويني، إنه "لن تكون هناك مواجهة مباشرة بين إيران وإسرائيل إذا لم تبادر إسرائيل بالعدوان على إيران، وهذا لا يعني أن إيران ستدير ظهرها لحلفائها في المنطقة، وفي مقدمتهم "حزب الله"، بل ستفعل المستحيل من أجل الإبقاء على المقاومة وعلى التفوق العسكري لـ"حزب الله"، وبالتالي لن تسمح بقيام إسرائيل بتوجيه ضربات قاصمة للحزب خاصة أن هناك مؤشرات على أن إسرائيل لن تفعل ذلك، ربما بسبب التهديدات الإيرانية".

واستبعد الكاتب تماما أن "يتم استخدام "حزب الله" كورقة تسوية في الملف النووي"، وقال إن "هذه من الأوراق الاستراتيجية المهمة والقوية لدى إيران، ومن المستحيل أن تتخلى عنها، حيث يعتبر ذلك تخلٍ عن ركيزة أساسية من قدرات وقوة النظام الإيراني في المنطقة والعالم، ولهذا لن تتم تسويات في هذا الخصوص، ولن تقدم إيران أبدا على هذه الخطوة حتى لو وصل الأمر إلى أن تعيش إلى الأبد تحت ظل العقوبات والضغوط الدولية".

وأوضح الباحث السياسي، ميخائيل عوض، أن "احتمالات المواجهة المفتوحة قائمة في أي لحظة، ولأي سبب أو لأي خطأ يتم ارتكابه أو لعمل غير محسوب نتائجه أو لقرار من إسرائيل بتوسيع دائرة الاشتباك وتحويل الحرب الجارية إلى حرب عاصفة على جبهة الشمال والشرق"، مشيرًا إلى أن "حدود المشاركة الإيرانية مفتوحة من الإمداد والإسناد إلى الانخراط في هذه المواجهة بصورة مباشرة، وهو أمر محقق عملياتيا في الوقت الراهن، فإن تم فتح الجبهة من الناقورة إلى البحر العربي والبحر الأحمر يُفهم من ذلك أن إيران طرفا أساسيا بالتأمين والتذخير والتمويل، وسيجري الاشتباك المباشر بين إسرائيل والحلف الأطلسي من جهة وبين بعض الدول العربية وإيران".

وأكد أن "الجبهة إذا فُتحت وعصفت الحرب، ستمتد الحرب على نطاق 3 مليون كيلو متر مربع من جنوب لبنان إلى اليمن والمحيط الهندي وعمق الهضبة الإيرانية، إلا أنه من المنطقي أن يكون حجم المشاركة مقترن بأحد أمرين، إما بحجم الاعتداء الإسرائيلي أو بطبيعة قرار محور المقاومة، وإن كان قرار المقاومة هو أن زمن تحرير فلسطين من البحر إلى النهر قد أزف ويجب أن يبدأ الأمر الآن فستكون المشاركة بأعلى درجاتها، وإذا قامت إسرائيل بعدوان فاضح وألحقت خسائر حقيقية بالجبهة في سوريا أو لبنان فسيكون الرد الإيراني بكل القدرات، وعاصفا".
إعداد وتقديم: جيهان لطفي
مناقشة