القاهرة - سبوتنيك. وقالت عبد الهادي خلال إحاطة بمجلس الأمن، اليوم الخميس إن القيادة الفلسطينية "تدين بأشد العبارات اغتيال رئيس الوزراء الفلسطيني السابق، ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية".
ودعت مجلس الأمن والجمعية العامة وكل الدول الملتزمة بالقانون والمحبة للسلام إلى التحرك فوراً "لوقف الاعتداءات الإسرائيلية المروعة والإجرامية ضد الشعب الفلسطيني ومنطقتنا".
وأضافت: "نطالب بالمساءلة عن هذا الاغتيال، مثلما طالبنا باستمرار بالمساءلة عن القتل المتعمد وإصابة أكثر من 130 ألف طفل وامرأة ورجل فلسطيني، على مدار هذه الأيام الثلاثمائة الماضية من الرعب والجحيم في غزة، والمساءلة عن كل السياسات والممارسات الإجرامية التي تنتهجها إسرائيل في أراضينا على مدى عقود من الزمن".
وشددت على ضرورة احترام ميثاق الأمم المتحدة "ليس بالأقوال فقط، بل بالأفعال أيضاً"، مشيرة إلى أن الفشل في محاسبة إسرائيل "سمح بارتكاب هذه الجرائم ومكنها من الاستمرار فيها".
وفي إحاطتها أمام مجلس الأمن، أشارت وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية، روز ماري ديكارلو إلى "التقارير التي تفيد باغتيال إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، مع حارس شخصي في طهران"، والتي اعتبرت أنها "تأتي في أعقاب العديد من الأحداث التصعيدية الأخيرة في المنطقة. ففي حين يستمر العنف بلا هوادة في غزة بعد أشهر من الجهود الدبلوماسية المتواصلة، فإن الوضع عبر الخط الأزرق وداخل لبنان يسير على مسار مقلق بشكل متزايد".
وشددت المسؤولة الأممية على أن "هناك حاجة ماسة إلى الجهود الدبلوماسية لتغيير المسار والسعي إلى مسار نحو السلام والاستقرار الإقليمي". وكررت دعوة الأمين العام للأمم المتحدة للجميع للعمل بقوة نحو خفض التصعيد الإقليمي لصالح السلام والاستقرار على المدى الطويل للجميع.
وقالت ديكارلو: "يجب على المجتمع الدولي أن يعمل معاً لمنع أي إجراءات من شأنها أن تجعل الصراع أكبر وأوسع نطاقاً بسرعة كبيرة". وأكدت أن هناك حاجة إلى عمل دبلوماسي سريع وفعال لخفض التصعيد الإقليمي، حيث يلعب المجلس دوراً حاسماً في هذا الصدد.
وكان الحرس الثوري الإيراني قد أعلن، بساعة مبكرة من صباح أمس الأربعاء، مقتل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية وأحد مرافقيه، نتيجة قصف استهدف مقر إقامتهما في العاصمة طهران، مشيرًا إلى أن التحقيق يجري في أسباب وملابسات هذا الحادث وسيتم إعلان النتائج لاحقاً.
ونعت "حماس" رئيس مكتبها السياسي، محمّلة أمريكا وإسرائيل مسؤولية اغتياله، وأكدت إن الهجوم لن يمر دون رد.
وبدوره، توعد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان بأن "إيران ستجعل الاحتلال الإرهابي نادمًا على أعماله الجبانة"، مضيفًا أن "العلاقات بين شعبي إيران وفلسطين ستكون أقوى من أي وقت مضى".
وأعرب الناطق باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، عن إدانة موسكو الشديدة للهجوم الإسرائيلي الذي أدى إلى مقتل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس.
ووصف نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوغدانوف، اغتيال هنية بأنه جريمة قتل سياسية غير مقبولة على الإطلاق، وتهدد بمزيد من التصعيد في المنطقة.
وكان آخر ظهور علني لإسماعيل هنية خلال مراسم تنصيب بزشكيان رئيسًا لإيران، أمس الثلاثاء، والتي شارك فيها هنية بحكم العلاقة المتينة التي تربط حركة حماس بطهران.