مسؤول سوداني سابق يكشف لـ"سبوتنيك" عن مبررات حكومة الخرطوم لرفض المبادرة الأمريكية لإيقاف الحرب

أكد المستشار السابق للحكومة السودانية، الدكتور ربيع عبد العاطي، أن "رفض السودان للمبادرة الأمريكية كان بسبب عدم التشاور مع الخرطوم حول أجندة الحوار وتوجيه الدعوة للجيش كطرف بينما هو مؤسسة للحكومة السودانية".
Sputnik
وقال في حديثه لـ"سبوتنيك"، اليوم الخميس، إن الحكومة السودانية اعتبرت أن عدم التشاور معها فيما سوف يتم تناوله في مفاوضات جنيف وتوجيه الدعوة لها هو بمثابة عدم اعتراف بشرعيتها، وأنها ساوت بين التمرد والجيش السوداني.
البرهان يدعو السعودية والولايات المتحدة إلى الحديث مع حكومة السودان
وأضاف عبد العاطي، علاوة على ما سبق "فإن الحكومة رأت عدم قبولها بمن دعتهم المبادرة وهم يتماهون مع التمرد، وتم اتهامهم بأنهم يمدون التمرد بالسلاح، ومن المنطقي والطبيعي أن لا يتم القبول بهؤلاء كمراقبين".
وتابع عبد العاطي: "الرفض السوداني لم يكن متعنتا أو أنه لا يرغب في السلام ووقف الحرب، لكن كانت هناك مخرجات سابقة لمفاوضات منبر جدة والتي قضت بخروج التمرد من منازل المواطنين وغير ذلك من شروط، لكنها لم تنفذ ولا يجوز الحوار مع طرف ما زال يُصر على عدم تنفيذ ما خلص إليه منبر جدة".
وحول دعوة البرهان للولايات المتحدة الأمريكية بضرورة التشاور مع الحكومة السودانية، يقول عبد العاطي: "تصريح الفريق البرهان بضرورة الحوار مع الولايات المتحدة فيما يبدو له علاقة بمبررات الحكومة لرفضها للمبادرة، وهو حق يقضي بضرورة أن تكون الحكومة السودانية على رضى تام بشكل المبادرة وأطرافها ومن يتم دعوته لها أصيلا كان أو مراقبا، لأن المبادرة إن كانت من حيث موضوعها مقبولة لكنها باطلة و مرفوضة من حيث الشكل و التصميم".
ما تداعيات الرفض غير المعلن من الجيش السوداني للمبادرة الأمريكية ومفاوضات جنيف؟
دعا رئيس مجلس السيادة السوداني، عبد الفتاح البرهان، أمس الأربعاء، السعودية والولايات المتحدة إلى الحديث مع الحكومة السودانية.
ونقلت صحيفة "السوداني" عن البرهان، قوله إن "السعودية والولايات المتحدة ينبغي عليهما الحديث مع حكومة السودان، وأن تقر بسيادتها والاستماع لوجهة نظرها بشأن وقف الحرب إذا أرادوا المساعدة في تحقيق السلام".
جاءت تصريحات البرهان، خلال كلمته في حفل تخريج دفعات من طلبة كليات عسكرية، أكد خلالها أن "أي جهة تدعو للتفاوض يجب أن تعترف بحكومة السودان وسيادته على أراضيه".
في السياق ذاته، طالب البرهان المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة للسودان رمطان لعمامرة، بعدم "تبني أي رؤية للمتمردين والتشاور مع حكومة السودان بشأن أي مبادرة".
وتتواصل المعارك بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، منذ منتصف أبريل/ نيسان 2023، ما أسفر عن مقتل عشرات الآلاف وتشريد أكثر من 10 ملايين شخص، بما في ذلك مليوني شخص فروا عبر الحدود، وفقًا للأمم المتحدة.
واستبعد البرهان أن تتوقف الحرب و"العدو متواجد في منازل المواطنين ومحاصر بابنوسة وقرى الجزيرة والفاشر، طالما يتواجد المتمردون (قوات الدعم السريع) في هذه المناطق فإن الحرب مستمرة ولن تتوقف"، على حد تعبيره.
مناقشة