هل تغير الاغتيالات الإسرائيلية في لبنان من معادلات الحرب القائمة؟

الجيش الإسرائيلي بالقرب من نابلس، الضفة الغربية، فلسطين
مع جرأة رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، على تنفيذ عمليات اغتيال في لبنان وطهران، يطرح البعض تساؤلات عن تغيير مسارات ومعادلات الحرب القائمة مع إسرائيل، وإمكانية انزلاقها إلى مواجهة واسعة وشاملة.
Sputnik
ويرى مراقبون أن العمليات الأخيرة والتي جاءت بضوء أخضر أمريكي، تستوجب ردا من قبل "حزب الله" اللبناني وحركة "حماس" الفلسطينية، وهو ما يفتح الباب أمام إمكانية التصعيد، فيما لا تزال الرغبة قائمة بعدم الدخول في حرب كبرى.
وقال الأمين العام لـ"حزب الله" اللبناني، حسن نصر الله، إن مقاتليه "شركاء مع حماس في المقاومة والشهادة"، مضيفا: "سنصنع النصر المحتوم".
ولفت نصر الله، اليوم الخميس، إلى أن إسرائيل استهدفت مبنى مدنيا مليئا بالسكان في حارة حريك بالضاحية الجنوبية، مما أدى إلى مقتل 7 أشخاص من بينهم القائد فؤاد شكر إضافة إلى عشرات الجرحى.
وقال: "مقتل إسماعيل هنية في طهران يعزز قوة المقاومة، وما حدث في الضاحية الجنوبية عدوان وليس مجرد عملية اغتيال".
وقال أمين عام "حزب الله" اللبناني، حسن نصر الله: "نحن أمام معركة كبرى تجاوزت القضية فيها جبهات الإسناد ودخلت في مرحلة جديدة"، مضيفا: "إسرائيل لا تعرف أي خطوط حمراء وإيران لن تقف مكتوفة الأيدي بعد اغتيال إسماعيل هنية".
وتابع نصر الله: "نفينا سابقا مسؤوليتنا عن قصف مجدل شمس ولو كنا فعلا وراء ذلك لأعلنا، وقدمنا فرضيات لما حدث بينها احتمال سقوط صاروخ اعتراضي إسرائيلي، لكن عندما وجد الإسرائيليون أن الضحايا معظمهم أطفال ونساء قرروا المضي في توجيه الاتهام لنا".
تصويت... برأيك بعد تنفيذ إسرائيل لسلسلة اغتيالات كيف يكون رد "محور المقاومة"؟
مسارات أخرى
اعتبر المحلل السياسي اللبناني، ميخائيل عوض، أن "جرأة نتنياهو على استهداف طهران وفي موقع حصين، إضافة إلى استهداف القيادي في المقاومة بقلب الضاحية الجنوبية للبنان، هي تطورات وأحداث ذات طبيعة نوعية".
وبحسب حديثه لـ"سبوتنيك"، فإن "هذه الأحداث تستدرج ردا كبيرا ونوعيا وغير مسبوق، من شأنه أن يدخل المنطقة في الحرب، وفيما نسميه زمن العصف".
ومضى قائلا: "بكل تأكيد نحن على أبواب حقبة جديدة، وربما عصر جديد، فجرأة نتنياهو وتهوره تستوجب ردا عاصفا كاسرا، وإلا ستذهب الأمور إلى مسارات أخرى لا يجيزها لا الظرف ولا قدرات محور المقاومة".
ويرى أن "الرد سيكون كبيرا، ومزلزلا، ومغيّرا في أحوال التوازنات، وتاليا في أحوال هذه الحرب ومآلاتها".
الإذاعة الإسرائيلية: ننتظر "ثمن" اغتيال هنية
أيام فاصلة
من جانبه، اعتبر الناشط المدني اللبناني، أسامة وهبي، أن "عملية الاغتيال التي جرت أثّرت كثيرا على وتيرة الصراع الموجود، وانتقلت إلى مرحلة أكبر في التصعيد، خاصة أن نتنياهو بعدما ذهب إلى الكونغرس الأمريكي واستقبل بهذه الحفاوة وبعد أن اجتمع مع المسؤولين الأمريكيين على ما يبدو أخذ الضوء الأخضر لارتكاب هذه الجرائم من أجل كسب نصر ما أمام جمهوره بعدما كان مأزوما، وبعد أن فشل في تحقيق جميع الأهداف التي رفعها في حرب غزة".
وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، فإن "نتنياهو ذهب إلى هذه العمليات من أجل حفظ ماء الوجه، والظهور بمظهر المنتصر، لكن الجميع يعرف بأن عمليات الاغتيال تعطي بعض النشوة للعدو والانتكاسة للمقاومة، لكنها لا تغير أي شيء في المعادلات الاستراتيجية والحرب الدائرة".
وأكد أن "هناك ترقبا للرد الذي ستقبل عليه إيران وحزب الله اللبناني، والرسائل التي أرسلتها إسرائيل لحزب الله ولبنان وإيران بأنها لا تريد التوسع في هذه العمليات، لكنها مستعدة للحرب، إذا كانت الردود فوق المتوقعة".
وأضاف قائلا: "الردود ستأتي حتما، وسنشهد عمليات تصعيد قد تبقى تحت سقف عدم الذهاب إلى حرب شاملة، هناك تعديل حتمي في قواعد الاشتباك، وتعديل في مستوى التصعيد، وهذا يدل على أن المفاوضات وصلت إلى عنق الزجاجة، وبالتالي هذا الضغط على غزة ولبنان وطهران من أجل القبول بالشروط الأمريكية والإسرائيلية، وهناك رفض تام من قبل "حماس" و"حزب الله" اللبناني من القبول بمنطق ومطالب نتنياهو".
ويرى: "نحن أمام عمليات ترقب، ووقت سيكون ضاغطا على الجميع، خاصة إسرائيل، و"حزب الله" اللبناني أمام مسؤولية كبيرة للانتقام من اغتيال القيادي الكبير في الضاحية وأن يشعر من يؤيده أنه لا يزال قادرا على ردع إسرائيل، ومواجهتها وإيلامها".
وقال إن "الأيام المقبلة ستكون فاصلة في هذه الحرب، وكل الاحتمالات واردة، وقد يؤدي أي خطأ أو انزلاق إلى حرب واسعة، لكن حتى الآن يحرص كل الأطراف لعدم الذهاب إلى حرب شاملة".
وكان الجيش الإسرائيلي أعلن في بيان له عن استهدافه القيادي في "حزب الله" اللبناني، سيد محسن (فؤاد شكر)، وهو قيادي عسكري بارز ورئيس المنظومة الاستراتيجية للحزب.
من جهته، أعلن "حزب الله" اللبناني في بيان له عن مقتل القيادي فؤاد شكر بغارة إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت.
وتواصل إسرائيل حربها على قطاع غزة منذ الـ7 من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، مما تسبب في مقتل نحو 40 ألف فلسطيني وإصابة أكثر من 91 ألفا آخرين، غالبيتهم من النساء الأطفال.
مناقشة