مجتمع

علماء روس يقترحون طرقا حديثة لتوليد الطاقة في القطب الشمالي

انتهى علماء في جامعة سان بطرسبورغ الحكومية للفنون التطبيقية الروسية، اليوم الاثنين، من العمل على اختراع جهاز يعمل بطاقة الرياح المتكيف مع ظروف القطب الشمالي والذي يعمل بناء على نظام الوحدات، الذي من شأنه إيصال الطاقة الكهربائية إلى المناطق النائية.
Sputnik
ووفقا للعلماء، فسوف يمكّن هذا الجهاز المصمم من زيادة كفاءة إمدادات الطاقة إلى المجمعات السكنية النائية والمواقع الصناعية في المناطق الشمالية، حيث إن المشكلة الكبيرة تتمثل في إمدادات الطاقة في القطب الشمالي في التعقيد الكبير لنقل الوقود لمحطات توليد الطاقة التي تعمل بالديزل والتي تزود بالكهرباء نقاطا لوجستية نائية على طول طريق محيط الشمال والمجمعات السكنية ونقاط إنتاج النفط. ولذلك، تزيد تكلفة الوقود ذاته للمستهلكين والكهرباء المولدة بمساعدته بشكل كبير.
وفي الوقت نفسه، تتمتع المناطق الساحلية لروسيا وجزر القطب الشمالي ومناطق الجرف في المحيط المتجمد الشمالي بإمكانيات عالية في مجال طاقة الرياح.
واقترح علماء من جامعة سان بطرسبورغ للفنون التطبيقية استخدام مجمعات طاقة الرياح والديزل مع وحدات محطات طاقة الرياح بقدرة 100 كيلوواط لتوليد الكهرباء، بحسب البحث الذي نشرت نتائجه في مجلة "الهندسة الحرارية" (Thermal Engineering) العلمية.
وفي رأي العلماء، فسيؤدي ذلك إلى زيادة كفاءة استخدام الطاقة بشكل كبير وتقليل تكاليف إمدادات الطاقة، وتقليل الانبعاثات الضارة والغازات الدفيئة في المناطق النائية ذات الطبيعة القطبية الشمالية الضعيفة.

وقال أستاذ المدرسة العليا للإنشاءات الهيدروليكية والطاقة بجامعة سانت بطرسبرغ للفنون التطبيقية، ورئيس مختبر الأبحاث "التصميم الرقمي لهياكل الطاقة في القطب الشمالي" بالمركز العلمي العالمي "التقنيات الرقمية المتقدمة" فيكتور إليستراتوف: "ثمة طلب كبير على محطات طاقة الرياح كذلك في القطب الشمالي إذ أظهرت أبحاث السوق المتخصصة لدينا أن حجم سوق طاقة الرياح يمكن أن يصل إلى أكثر من 4500 منتج ".

وقام العلماء بتقسيم الأجهزة إلى وحدات يمكن جمعها دون استخدام المعدات الثقيلة الأمر الذي يساعد على جمعها في المناطق المتجمدة دون الحاجة إلى المعدات الثقيلة.
و، وفقًا للمطورين فإن الشكل الأمثل لشفرات عجلة الرياح واستخدام المواد الحديثة يسمح للجهاز المركب بتوليد الكهرباء حتى عند سرعات الرياح المنخفضة نسبيًا البالغة 6-9 م/ث ويزيد إنتاج الكهرباء بنسبة 20٪ على الأقل مقارنة بمولدات الرياح التقليدية.
وبالإضافة إلى ذلك طور العلماء حلاً هيكليًا مبتكرًا للأساسات من وحدات معدنية أو خرسانية خاصة يمكن توصيلها إلى موقع التركيب وتركيبها في الموقع دون استخدام رافعات عالية الوصول.وقد تم استلام براءتَي اختراع لهذا الحل.

وأشار الأستاذ إليستراتوف إلى أنه "لا بد من أن تتمتع عناصر محطة طاقة الرياح بخصائص النقل والوزن التي تضمن النقل في حاويات قياسية، وأن تتمتع بجاهزية عالية للمصنع أي يتم تصنيعها في البر الرئيسي. ومن الضرورة أن تعمل المواد والطلاءات المستخدمة بشكل موثوق في ظروف القطب الشمالي، ويتم التثبيت دون استخدام أعمال الخرسانة الكثيفة العمالة، واستخدام معدات اللحام والرافعات الثقيلة".

وطور العلماء توأمًا رقميًا لمحطة طاقة الرياح من أجل تحسين عملية التصميم وزيادة كفاءة تشغيل المعدات في الظروف المناخية الصعبة. ويمكّن هذا الجهاز من محاكاة عملها بالتفصيل في ظل ظروف مختلفة وتحسينَ التصميم، ما يؤدي إلى موثوقيتها وكفاءتها.
مجتمع
دراسة تكشف عن تمتع محبي السهر بـ"وظيفة إدراكية متفوقة" مقارنة بمن يستيقظون باكرا
ووفقا للعالم إليستراتوف فستعتمد الفائدة الاقتصادية الإجمالية من تنفيذ المشروع على ظروف الموقع المحددة، وكيفية تأثرها بإمكانيات الرياح في المنطقة ومسافة نقل الوقود.

وأوضح: "وبشكل عام، فإن استخدام مجمعات طاقة الرياح والديزل في القطب الشمالي مع الحلول المبتكرة ومعايير التثبيت وأنماط التشغيل المحسنة سيوفر أكثر من 50% من استهلاك وقود الديزل، وهي نسبة عالية من الاستبدال. وعلى سبيل المثال، بالنسبة لقرية "أمديرما" في المنطقة القطبية في كيانة أوكروغ نينيتس الذاتية الروسية، تمكنا من تقليل استهلاك وقود الديزل بمقدار 500 طن سنويًا".

وأضاف إليستراتوف أن قوة التثبيت المثالية التي تبلغ 100 كيلووات تعد مثالية لتزويد المجمعات السكنية الصغيرة في القطب الشمالي بالطاقة، كما أن الأبعاد المدمجة لعناصر توربينات الرياح تسهل نقلها وتركيبها..
تم تنفيذ المشروع من قبل فريق مختبر الأبحاث "التصميم الرقمي لهياكل الطاقة في القطب الشمالي"، الذي تم إنشاؤه في إطار المركز العلمي العالمي "التقنيات الرقمية المتقدمة" التابع للمؤسسة التعليمية الحكومية الفيدرالية للتعليم العالي بجامعة سانت بطرسبرج الحكومية للفنون التطبيقية الروسية
مناقشة