وقال عبد العاطي في حديثه لـ"سبوتنيك"، اليوم الثلاثاء، "إن الاعتراف الأمريكي بالبرهان لا يكفي لقبول الدعوة للمفاوضات في جنيف، لأن الدعوة ينبغي أن توجه للحكومة، وأن لا تشمل أي طرف تتهمه حكومة السودان بتزويد التمرد بالسلاح تحت أي صفة ولوكان مراقبا، وان تعترف الحكومة الأمريكية بأن ما حدث تمرد قامت به مليشيا عسكرية تم حلها، وأن تقوم المبادرة على تنفيذ ما تم في منبر جدة، وخلافا لما ذكرناه فإن المبادرة برمتها ستكون كذر الرماد في العيون".
وتابع: "أن أي اعترافات تتحول إلى كلمات معسولة دون أفعال، هي عبارات جوفاء للمماطلة والخداع، والمشاورات الجارية لم تسفر عن أي مواقف جديدة، وإن لم يتم تنفيذ مقررات منبر جدة، فلا أتوقع لهذه المبادرة سوى النتيجة التي تشبه السراب الذي يحسبه الظمآن ماءً.
وقال عبد العاطي: "لا أرى أن أي قرار أو حل يأتي من الخارج سوف يكون له أثر، إن لم يلتق برغبة الشعب ويتسق مع الرأي العام، ويشفي غليل المواطن السوداني الذي يشهد له التاريخ بأنه لا يقبل الدنية أو ينحني للضغوط مهما كانت".
وطالب عبد العاطي: " المحاور الخارجية أن لا تصطدم بصخرة هذا الواقع الذي أضعف من يواجهه قرون طويلة، مشيرا إلى أن التصريحات الخارجية والداخلية ليس لها فائدة إن لم تقم بالقضاء على التمرد واستئصاله، فلا مجال لوعود ليست إلا كوعد عرقوب".
أعلن الفريق عبد الفتاح البرهان، رئيس المجلس السيادة السوداني، قائد الجيش، أمس الإثنين، تلقيه اتصالا هاتفيا من وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن.
وقال البرهان، عبر حسابه على منصة "إكس"، إنه تحدث مع بلينكن عن "ضرورة معالجة شواغل الحكومة السودانية قبل بدء أي مفاوضات"، مشيرًا إلى أنه "أبلغ وزير الخارجية الأمريكي، بأن المليشيا المتمردة تحاصر وتهاجم الفاشر وتمنع مرور الغذاء لنازحي معسكر زمزم".
وكان رئيس مجلس السيادة السوداني، قد دعا الأربعاء الماضي، السعودية والولايات المتحدة إلى الحديث مع الحكومة السودانية.
ونقلت صحيفة "السوداني"، عن البرهان، قوله إن "السعودية والولايات المتحدة ينبغي عليهما الحديث مع حكومة السودان، وأن تقر بسيادتها والاستماع لوجهة نظرها بشأن وقف الحرب إذا أرادوا المساعدة في تحقيق السلام".
في السياق ذاته، طالب البرهان المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة للسودان رمطان لعمامرة، بعدم "تبني أي رؤية للمتمردين والتشاور مع حكومة السودان بشأن أي مبادرة".
واستبعد البرهان أن تتوقف الحرب و"العدو متواجد في منازل المواطنين ومحاصر بابنوسة وقرى الجزيرة والفاشر، طالما يتواجد المتمردون (قوات الدعم السريع) في هذه المناطق فإن الحرب مستمرة ولن تتوقف"، على حد تعبيره.
وفي وقت سابق، أعلنت القيادة العامة للقوات المسلحة السودانية، أن مضاداتها الأرضية تصدت لـ"مسيرتين معاديتين" استهدفتا موقع الاحتفال بتخريج دفعات من الكليات الحربية والجوية والبحرية في القوات السودانية.
وأوضح الجيش السوداني، في بيان له، أن "الهجوم أسفر عن مقتل خمسة ووقوع إصابات طفيفة جاري حصرها"، إلا أن قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، والذي كان يحضر الاحتفال، نجا من الهجوم.
أكدت وزارة الخارجية الأميركية الاعتراف بالفريق أول عبد الفتاح البرهان كرئيس لمجلس السيادة الانتقالي واستعدادها لاستخدام الصفة فى الدعوات الرسمية "بحسب صحيفة الرأي السوداني" .
وقال بلينكن للبرهان "إن عقد محادثات وطنية لوقف إطلاق النار هو السبيل الوحيد لإنهاء الصراع السوداني ومنع انتشار المجاعة، مؤكدا على ضرورة مشاركة القوات المسلحة السودانية بمحادثات وقف النار في سويسرا".
وتتواصل المعارك بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، منذ منتصف أبريل/ نيسان 2023، ما أسفر عن مقتل عشرات الآلاف وتشريد أكثر من 10 ملايين شخص، بما في ذلك مليوني شخص فروا عبر الحدود، وفقًا للأمم المتحدة.