خبير اقتصادي: اضطرابات الأسواق المالية مؤشر لأزمات كبرى

قال الباحث والخبير الاقتصادي اللبناني، أيمن عمر، إن التطورات الحاصلة على صعيد المنطقة سياسيا وعسكريا، تعد ضمن العوامل المؤثرة بصورة كبيرة على اضطرابات أسواق المال.
Sputnik
وأعاد الاضطراب الذي وقع الاثنين الماضي، إلى الأذهان مرة أخرى، ما حدث في العام 1987، من هبوط للأسواق العالمية المعروف بـ"الاثنين الأسود"، حيث انهارت شركة إدارة رأس المال طويل الأجل عام 1998، وكذلك ما حدث في العام 1923.
وفي العام 1987، هبطت سوق الأوراق المالية لأدنى مستوى لها في يوم واحد، إذ انخفض مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" بأكثر من 20 في المئة، الأمر أثار مخاوف عدة من تكراره في ظل اضطرابات سياسية وأمنية في بقاع عدة من العالم.
وأضاف عمر في حديثه مع "سبوتنيك"، أن هناك علاقة تبادلية بين التوترات العسكرية الكبرى وأسواق المال، قد تشير قراءة التاريخ إلى أنه عقب كل أزمة مالية كبرى، حرب كبرى أيضا.
وتابع أن المشهد ذاته حدث في 1929، حين سمي بـ "الخميس الأسود"، مع انهيار البورصة، كما تكرر في العام 1987، عندما حدث الانهيار الكبير حينها وسمي بـ "الاثنين الأسود"، إذ تكون هناك شرارة دائما وراء كل أزمة مالية.
بعد 24 ساعة من الهلع والانهيارات... البورصات العالمية تعاود الانتعاش
ولفت إلى أن الشرارة وراء الأزمة الحالية، هو تقرير المصارف الأمريكية الذي يصدر الجمعة الأولى من كل شهر، والذي يعلن من خلاله عدد الوظائف وتقارن مع الشهر الذي يسبقه، بالإضافة للوظائف المستهدفة.
وأوضح أن الأقام السلبية الصادرة عن التقرير، يشير إلى عدم خلق الوظائف، وهو مؤشر بأن الاقتصاد الأمريكي في انحدار، مما يؤدي إلى خفض قيمة الدولار، مع نزوح لهذه الأموال إلى الملاذات الأكثر أمنا، وهو ما أحدث الاضطرابات الأخيرة.
وأشار إلى أن التقرير الذي أظهر خلق 114 ألف وظيفة في شهر يوليو/ في حين أن المستهدف كان 175 ألف وظيفة، ما يعني أن 61 ألف وظيفة لم تتح، بنسبة 35 %، واتجاه الوضع إلى الركود.
ونوه بأن قيام المركزي الياباني برفع معدلات الفائدة بأكثر من الموقع بـ 25 نقطة، تزامن مع الوضع الاقتصادي السلبي الأمريكي، وهو ما أثر على ما يعرف بعمليات "كاري تريد" المرتبطة بالين الياباني، (أي الاقتراض بالين بصفر فائدة، ثم تحويل القروض إلى الدولار).
وفق الخبير الاقتصادي، فإن رفع المصرف المركزي الياباني للفائدة، أدى إلى تحويل جزء من الأموال المستثمرة، مما أثر على تريليونات الدولارات من الأموال في عمليات "الكاري تريد".
وشدد على أن قرع طبول الحرب، هي التي عززت الهلع والاضطراب الحاصل، بالإضافة إلى الأزمة الأوكرانية، حيث ساهمت العوامل مجتمعة بالاضطراب الذي حدث في أسواق المال.
ولفت إلى أن معدل البطالة ينظر له انطلاقا من "قاعدة سهم" والتي تنص على "إذا ارتفع متوسط معدل البطالة لمدة ثلاثة أشهر متتالية أعلى بنسبة نصف نقطة مئوية، عن أدنى مستوى له خلال العام السابق، فإن ذلك يشير إلى أن الاقتصاد قد دخل في ركود".
وتراجعت بورصات آسيا وأوروبا في بداية التعاملات الأسبوعية، الاثنين الماضي، على وقع بيانات اقتصادية سلبية صدرت في الولايات المتحدة الخميس والجمعة الماضيين.
وذكرت وزارة العمل الأمريكية أن الوظائف غير الزراعية زادت 114 ألف وظيفة في يوليو/ تموز، وهو رقم أقل بكثير من متوسط التوقعات البالغ عددها 175 ألف وظيفة، بحسب الخبراء.
سجلت البورصات العالمية، أمس الثلاثاء، انتعاشا بعدما سيطر الهلع على الأسواق المالية خلال الـ 24 ساعة الماضية وسط مخاوف من حدوث انكماش اقتصادي في الولايات المتحدة.
مناقشة