محلل سوداني لـ"سبوتنيك": مفاوضات "جنيف" الفرصة الأخيرة لسلام قريب ولا يجب إهدارها

أكد عثمان ميرغني، الكاتب والمحلل السياسي السوداني، لا يوجد أي تحول في الموقف الأمريكي تجاه السودان، والتصريحات الأخيرة عبرت عن نفس المواقف، لكن بصورة دبلوماسية وبشكل واضح لاعتبارات تتعلق بمحاولة اقناع البرهان بضرورة مشاركة الجيش في مفاوضات جنيف.
Sputnik
وأضاف ميرغني في حديثه لـ"سبوتنيك"، اليوم الخميس: "أعتقد أن ما قاله الجانب الأمريكي في تلك التصريحات سواء من الخارجية أو المبعوث الأمريكي الخاص، هو نفس الكلام الذي كان سيقال إذا ما التقى الأمريكيون بالبرهان وجها لوجه، بحسب الترتيبات التي كان يتم الإعداد لها في السابق، بأن تكون هناك رحلة للمبعوث الأمريكي الخاص لبورتسودان يلتقي خلالها البرهان".
هل يغير السودان تحالفاته الإقليمية والدولية ومصادر تسليحه بعد تصريحات ياسر العطا؟
وقال المحلل السياسي: "نظرا لضيق الوقت المتبقي على موعد مفاوضات جنيف أعتقد أن واشنطن أرسلت رسالتها مباشرة للسودان، الأمر الذي دفع الحكومة السودانية للموافقة على المشاركة في مفاوضات جنيف وإن لم يتم الإعلان بشكل مباشر ورسمي ولم ترسل إلى الجانب الأمريكي صاحب الدعوة، حيث أن عدم مشاركة الجيش سوف يهدر آخر فرصة ربما لسلام قريب وإنقاذ الوضع".
وأشار ميرغني، إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية حاولت قبل فترة أن تحل المشكلة من بعيد دون التدخل المباشر عن طريق منبر جدة الذي كانت ترعاه الرياض وواشنطن، والذي بحث إمكانية الوصول إلى وقف إطلاق النار وإيجاد ممرات آمنة لوصول المساعدات الإنسانية، لكن يبدو أن ما تم التوصل إليه لم يكن كافيا في وقتها لتغيير الوضع في السودان.
السودان ينفي وجود مجاعة في معسكر "زمزم" بولاية شمال دارفور
وأوضح المحلل السياسي، أن الأوضاع الهيكلية تغيرت بالنسبة لواشنطن بعد قيامها بتعيين مبعوث خاص بدلا من السفير الأمريكي، وهنا وضعت واشنطن خارطة طريق مختلفة منذ فبراير/شباط من العام الحالي، حيث بدأت تحركات المبعوث الجديد بالتواصل مع الخارجية المصرية والاتفاق على خارطة طريق تتضمن تغييرات مباشرة فيما يتعلق بمخرجات منبر جدة، وكان من أهم التغييرات على مقررات منبر جدا، إدخال الجانب السياسي في المفاوضات والذي تكفلت به مصر وتمثل في مؤتمر القاهرة الذي عقد الشهر الماضي.
وقال ميرغني، إن المؤتمر الذي سيعقد في سويسرا هو من استضافة المملكة العربية السعودية وبإشراف مباشر ورئاسة لكل الجلسات من الخارجية الأمريكية، ولأول مرة سيكون هناك مراقبين لعملية التفاوض من مصر والإمارات والأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي، هذه المجموعة مؤثرة جدا في الشأن السوداني قد تساعد كثيرا في فرص الوصول إلى حل.
وأكد المحلل السياسي، أن الترتيبات الجارية يمكن أن تقود إلى الحل، إذا استطاع الجانب السوداني التعامل مع هذه الجولة بالجدية والمسؤولية اللازمة.
أعلن الفريق عبد الفتاح البرهان، رئيس المجلس السيادة السوداني، قائد الجيش، الأسبوع الماضي، تلقيه اتصالا هاتفيا من وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن.
وقال البرهان، عبر حسابه على منصة "إكس"، إنه تحدث مع بلينكن عن "ضرورة معالجة شواغل الحكومة السودانية قبل بدء أي مفاوضات"، مشيرًا إلى أنه "أبلغ وزير الخارجية الأمريكي، بأن المليشيا المتمردة تحاصر وتهاجم الفاشر وتمنع مرور الغذاء لنازحي معسكر زمزم".
السودان يتهم الإمارات بالدعوة لانتهاك سيادته تحت غطاء المساعدات
وكان رئيس مجلس السيادة السوداني، قد دعا، الأربعاء الماضي، السعودية والولايات المتحدة إلى الحديث مع الحكومة السودانية.
ونقلت صحيفة "السوداني"، عن البرهان، قوله إن "السعودية والولايات المتحدة ينبغي عليهما الحديث مع حكومة السودان، وأن تقر بسيادتها والاستماع لوجهة نظرها بشأن وقف الحرب إذا أرادوا المساعدة في تحقيق السلام".
في السياق ذاته، طالب البرهان المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة للسودان رمطان لعمامرة، بعدم "تبني أي رؤية للمتمردين والتشاور مع حكومة السودان بشأن أي مبادرة".
واستبعد البرهان أن تتوقف الحرب و"العدو متواجد في منازل المواطنين ومحاصر بابنوسة وقرى الجزيرة والفاشر، طالما يتواجد المتمردون (قوات الدعم السريع) في هذه المناطق فإن الحرب مستمرة ولن تتوقف"، على حد تعبيره.
وتتواصل المعارك بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، منذ منتصف أبريل/ نيسان 2023، ما أسفر عن مقتل عشرات الآلاف وتشريد أكثر من 10 ملايين شخص، بما في ذلك مليوني شخص فروا عبر الحدود، وفقا للأمم المتحدة.
مناقشة