نازحات يواجهن الحرب بتدريبات على الملاكمة بين خيام النازحين في قطاع غزة

يواصل الجيش الإسرائيلي حربه على قطاع غزة، برا وبحرا وجوا، منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، ويتعرض القطاع لعشرات الغارات الجوية والقصف المدفعي، مع ارتكاب مجازر ضد المدنيين، وسط وضع إنساني كارثي نتيجة الحصار ونزوح غالبية من السكان.
Sputnik
ويعيش الفلسطينيون النازحون في قطاع غزة في مخيمات مكتظة، وأفادت الأمم المتحدة بأن 9 من كل 10 أشخاص في قطاع غزة نزحوا لمرة واحدة منذ بدء الحرب، مقدرةً عددهم بنحو 1.9 مليون فلسطيني من سكان القطاع البالغ عددهم قرابة 2.4 مليون نسمة تقريبا.

رياضة الملاكمة

ومع استمرار الحرب يواجه النازحون وخاصة الأطفال صدمات نفسية بحاجة إلى علاج، ووفقا لليونيسيف، فإن هناك ما لا يقل عن 17 ألف طفل في قطاع غزة غير مصحوبين بذويهم أو منفصلين عن والديهم، ويعاني الأطفال من ضغوط نفسية صعبة للغاية، وفي ظل هذه الظروف الصعبة يبادر بعضهم إلى أنشطة تساعد في تفريغ المشاهد الصعبة جراء الحرب.
نازحات يواجهن الحرب بتدريبات على الملاكمة بين خيام النازحين في خان يونس جنوب القطاع
أسامة أيوب مدرب ملاكمة، كان يمتلك ناديا كبيرا شمالي غزة لتدريب الفتيات قبل الحرب، وبسبب القصف تدمر النادي بالكامل، واضطر للنزوح إلى جنوب قطاع غزة، ولم يبق للمدرب أسامة إلا عزيمته وإصراره على مواصلة نشاطه الرياضي، فتجمعت حوله المتدربات على الرمال بين الخيام في خان يونس جنوبي القطاع.
نازحات يواجهن الحرب بتدريبات على الملاكمة بين خيام النازحين في خان يونس جنوب القطاع
وقال أسامة لوكالة "سبوتنيك":

قبل الحرب كنت أمتلك أكبر ناد لتدريب الفتيات على الملاكمة، وقد تدمر النادي بكل محتوياته جراء القصف، ولم يتبق منه شيء، لكني أريد أن أستمر في نشاطي الرياضي، وأساعد الفتيات النازحات على التفريغ من أجواء الحرب، وقد وجدت إقبالا كبيرا من الفتيات وكذلك من الأهالي.

وأضاف: "أدرب 25 فتاة من مختلف الأعمار، بوسائل بدائية بسيطة، ووجدت هذه التدريبات أنها ساعدت الفتيات في رسم الضحكة على وجوههن، وأصبح عندهن عزيمة وإرادة وشجاعة، بدلا من الخوف الذي يسيطر على الناس في قطاع غزة بسبب الحرب، وكذلك أهدف من خلال هذه المبادرة إلى إيصال رسالة للعالم أننا ما زلنا أقوياء ونستطيع الحياة".
نازحات يواجهن الحرب بتدريبات على الملاكمة بين خيام النازحين في خان يونس جنوب القطاع
وبين خيام النازحين المتراصة في منطقة مواصي خان يونس جنوبي قطاع غزة تتدرب الفتيات في أعمار مختلفة بقيادة، أسامة أيوب، على رياضة الملاكمة، في تحد للحرب الإسرائيلية المستمرة على القطاع منذ أكتوبر الماضي، ودون قفازات ولا تجهيزات رياضية، سوى بعض الأدوات البدائية كالوسائد.
وفي المخيم لا توجد معدات حماية أو حلبات أو أكياس رمل للتدريب على تسديد اللكمات في المساحة الرملية المتاحة بين الخيام في الهواء الطلق، وتواظب الفتيات على التدريب بما تيسر لهن من قوة وأدوات.
نازحات يواجهن الحرب بتدريبات على الملاكمة بين خيام النازحين في خان يونس جنوب القطاع
وقالت النازحة بيلسان محمود لـ"سبوتنيك":

هذه اللعبة تعطيني طاقة إيجابية وتفرغ الطاقة السلبية، وبالرغم من الإمكانيات القليلة، وعدم توفر التجهيزات اللازمة لهذه الرياضة، إلا أننا نواظب على ممارستها ولن نستسلم، وبسبب هذه المبادرة أصبحت شخصيتي أقوى وتعرفت من خلالها على صديقات أخريات وصرت اجتماعية أكثر.

وأضافت: "التدريب يساعد الفتيات على التغلب على خوفهن من القصف، وأتمنى أن تنتهي الحرب، وأحترف هذه الرياضة، وأصبح لاعبة ملاكمة وأشارك في مسابقات دولية".
نازحات يواجهن الحرب بتدريبات على الملاكمة بين خيام النازحين في خان يونس جنوب القطاع
ويأمل المدرب أسامة تطوير هذه الرياضة وبناء ناديه من جديد، وقال:

الإمكانيات المتوفرة شبه معدومة، ندرب على أيدينا، نستخدم الوسادات، الأوضاع صعبة جدا في كل شيء خصوصا أننا نعيش في جو الحرب، ولكن رغم ذلك نستمر في لعبة الملاكمة.

وأضاف: "هذه المبادرة لاقت استحسان الكبار في السن، وأقوم حاليا بتنظيم مبادرة لهم لمساعدتهم في ظل هذه الظروف الصعبة، وأطالب بكل من لديه مبادرة تجاه النازحين، أن يبادر ويحاول أن يخفف عنهم من أجواء الحرب".
نازحات يواجهن الحرب بتدريبات على الملاكمة بين خيام النازحين في خان يونس جنوب القطاع
ويواصل الجيش الإسرائيلي حربه على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023، وفي اليوم الـ 308 ارتفع عدد القتلى منذ بداية الحرب على القطاع إلى نحو 40 ألف قتيل غالبيتهم من النساء والأطفال، وإصابة نحو 92 ألفًا آخرين.
وفي 7 أكتوبر، شنّ مقاتلون من حماس هجوما على جنوب إسرائيل أدى لمقتل 1200 إسرائيلي، وفقا لبيانات إسرائيلية رسمية، ورداً على هجوم حماس، تعهدت إسرائيل بـ"القضاء" على الحركة، وتقول إسرائيل إن 130 أسيراً ما زالوا محتجزين في غزة، بينهم 30 ماتوا، من إجمالي 250 شخصاً خطفوا في 7 أكتوبر.
مناقشة