وقال في حديثه لـ"سبوتنيك" اليوم الأحد، "أعتقد أن الأمريكان يُصرون على السيطرة على ناصية العلاقات الخارجية السودانية، لذلك ليس لهم سبيل آخرغير تقديم تنازلات أو الإستسلام لاستقبال الدب الروسي بالمنطقة".
وأوضح مصطفى، أن "المكالمة التي جمعت بين البرهان ووزير الخارجية الأمريكية قبل أيام لم تكن سهلة، ولم يكن البرهان متحمسا للمفاوضات في جنيف، ما لم تعتمد الوساطة مخرجات مفاوضات جدة، ولم يتراجع البرهان عن موقفه الثابت تجاه إعتماد إعلان جدة كأساس للمفاوضات، رغم محاولة وزير خارجية أمريكا إلصاق تهمة تواطؤه مع الإسلاميين وعدم قدرته على إتخاذ أي قرار دون الرجوع إليهم".
وقال رئيس الحركة الشعبية "وفقا للمعلومات الواردة من جدة فإن موقف وفد الحكومة السودانية أيضا كان ثابتا وواضحا، وتمثل في تمسكه باعتماد إعلان جدة كأساس للمفاوضات وعدم مشاركة دولة الإمارات ومنظمة الإيجاد ولو على مستوى مراقبين، وكذلك المشاركة في المفاوضات كحكومة وليس كجيش".
وأكد مصطفى، "أن كل المؤشرات تدل على أن هناك خيارين فقط لمشاركة الحكومة السودانية في المفاوضات،إما أن تقدم الوساطة الأمريكية التنازلات اللازمة لمشاركة الحكومة أو فشل المفاوضات قبل بدايتها، وإذا فشلت المفاوضات لا أعتقد أنه سيكون هناك خيار آخر سوى تأجيل المفاوضات لإجراء مزيد من المشاورات".
وأشار مصطفى، إلى أن "الحكمة تقتضي العمل لمعالجة أزمة السودان بجدية وإرادة إقليمية ودولية خالصة من أي شائبة، لأن الجيش الآن بغض النظر عن الشكوك التي تحوم حوله في أنه يستند على قاعدة إسلاموية، إستطاع أن ينتزع دعم أغلبية الشعب السوداني، كما أنه إقترب من الدخول في حلف قوي ومؤثر جدا وهو الحلف الروسي الإيراني الصيني التركي، هذه الدول عرف عنها صلابة مواقفها ومشاركتها الفاعلة مع حلفائها والتجربة السورية ليست ببعيدة، لذلك فإن البديل للدخول في فوضى غير خلاقة في المنطقة هو التريث لإقناع الحكومة بالدخول في مفاوضات جادة".
أعلن محمد بشير أبو نمو، رئيس وفد حكومة السودان في الاجتماعات التشاورية مع الولايات المتحدة بمدينة جدة السعودية، فشل التوصل إلى اتفاق على مشاركة وفد حكومي سوداني في المحادثات المقرر انطلاقها بجنيف، يوم 14 أغسطس/ آب الجاري.
وقال محمد بشير أبو نمو، اليوم الأحد، في منشور عبر "فيسبوك" (أنشطة شركة "ميتا"، التي تضم شبكتي التواصل الاجتماعي "فيسبوك" و"إنستغرام"، محظورة في روسيا، باعتبارها متطرفة): "أعلن، بصفتي رئيسا للوفـد الحكومي في الاجتماعات التشاورية مع الأمريكان في مدينة جدة السعودية، انتهاء المشاورات دون الاتفاق على مشاركة الوفد السوداني في مفاوضات جنيف، كتوصيـة للقيـادة، سـواء كان الوفد ممثلا للجيش حسب رغبتهم أو ممثل للحكومة، حسـب قـرار الحكومة من الآن وصاعدا".
واختتم نمو بيانه، قائلا إن "الأمر متروك في النهاية لقرار القيادة بتقديراتها، وهناك بالتأكيد تفاصيل كثيرة قادتنا إلى هـذا القرار بإنهاء الحوار التشاوري دون اتفاق".
وقررت الحكومة السودانية، أول أمس الجمعة، إرسال وفد إلى مدينة جدة السعودية، بهدف التشاور مع الجانب الأمريكي بشأن الدعوة المقدمة للأطراف السودانية لحضور مفاوضات سلام بجنيف، في 14 أغسطس/ آب الجاري.
ونقل موقع "المشهد السوداني"، عن مجلس السيادة الانتقالي بالسودان، بيانا أعلن فيه قراره بإرسال وفد للتفاوض برئاسة وزير المعادن السوداني محمد بشير عبد الله أبو نمو، مشيرًا إلى أن "القرار يأتي في إطار حرص الحكومة على تحقيق السلام والأمن والاستقرار في السودان ولرفع المعاناة الناتجة عن الحرب".
يأتي ذلك في أعقاب إطلاق الولايات المتحدة الأمريكية دعوة لعقد جولة جديدة للتفاوض بين الجيش وقوات الدعم السريع، يوم 14 أغسطس الجاري، في جنيف، بهدف وقف إطلاق النار وإيصال المساعدات الإنسانية وتطوير آلية مراقبة ورصد للتحقق في حال توقيع إتفاق.
وفي نهاية يوليو/ تموز الماضي، دعا رئيس مجلس السيادة السوداني، عبد الفتاح البرهان، السعودية والولايات المتحدة إلى الحديث مع الحكومة السودانية.
وتتواصل المعارك بين قوات الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ منتصف أبريل/ نيسان 2023 ما أسفر عن نحو13 ألفا و100 قتيل، فيما بلغ إجمالي النازحين في السودان نحو 7.9 مليون شخص، ونحو 2.1 مليون شخص إلى دول الجوار، بحسب بيانات الأمم المتحدة.