مجتمع

عالمة روسية تكشف طريقة استنادا إليها يمكن إعادة ملامح جثة بدقة

كشفت الدكتورة الروسية المختصة في العلوم التاريخية ومديرة مختبر إعادة البناء الأنثروبولوجي في معهد الإثنولوجيا التابع لأكاديمية العلوم الروسية، إيليزافيتا فالينتينوفنا فاسيلوفسكايا، عن طريقة معتمدة يمكن من خلالها إعادة تشكيل وجوه الجثث، الأمر الذي قد يقدم مزايا كبيرة في عالم التحري والكشف عن الجرائم والضحايا.
Sputnik
وتحدثت الباحثة الروسية خلال المقابلة مع المجلة الدورية "روسيا العلمية" عن علم الأنثرولوجيا وتطبيقه وتاريخه في روسيا وكشفت عن طرق تطبيقية لهذا العلم الفريد.

وفي إجابتها حول سؤال لماذا يعتبر منهج إعادة ملامح البشر الذي قدمه ميخائيل ميخائيلوفيج غيراسيموف فريدا من نوعه في العالم، قالت الدكتورة الروسية: "جرت محاولات استعادة المظهر بناء على الجمجمة من قبل، لكن ميخائيل ميخائيلوفيج غيراسيموف كان قد وضع الأساس العلمي لهذه الطريقة حيث إنه كان يدرس التشريح البشري وتشريح الجثث ويجمع المواد الإحصائية حول سمك الأنسجة الرخوة في مناطق مختلفة من الوجه البشري فابتكر طريقته الفريدة كخوارزمية للانتقال من الجمجمة إلى المظهر مدى الحياة لشخص معين".

واضافت الباحثة الروسية: "تُرجمت الأعمال العلمية لغيراسيموف إلى لغات أجنبية وحصلت على الاعتراف العالمي. ومن السمات المهمة لهذه الطريقة أنه يكاد يكون من المستحيل إتقانها من الكتاب المدرسي".
إعادات ملامح شخصيات تاريخية مشهورة نفذها الدكتور غيراسيموف بناء على طريقته العلمية. حتى الآن تعد هذه الإعادات من إعادات الأشخاص التاريخية الأكثر دقة
وحول الوقت الذي تتطلبه عملية الإعادة لملامح وجه جثة، قالت الدكتورة الروسية، إن الإعادة تقتضي وقتا طويلا. مثلا تستغرق إعادة ملامح وجه شخص واحد شهرا. فأما إعادة بناء الرسوم البيانية على شكل رسم مستو فهي تستغرق وقتًا أقل بكثير.

وتابعت الباحثة: "وفي هذه الحالة، لا نستخدم الجمجمة ذاتها، بل صورتها المستوية إذ نقوم بعمل مخطط تفصيلي على طول محيط الجمجمة، إشارة إلى حدود المدارات والقوس الوجني والهياكل الأخرى. ثم، باستخدام تقنية خاصة، يتم بناء محيط الأنسجة داخل الرأس. وثمة تقنية خاصة لبناء الجزء الخلفي من الأنف وفقًا لشكل الفتحة على شكل كمثرى في الجمجمة، ويتم استعادة موضع مقلة العين بناءً على دراسة بنية الحجاج، وإلى آخره. ثم يتم نقل ملامح الرأس مع رسم الأنف وتكوين الشفاه وملامح منطقة العين إلى ورقة بيضاء. وبعد ذلك، على هذا الأساس، يتم عمل صورة رسم بياني مستو، مع تحديد مستويات الوجه، وتطبيق الظلال والتظليل. يتم استخدام إعادة البناء هذه، عندما يكون من الممكن إنشاء سلسلة من الصور بناءً على جماجم من موقع أثري واحد، وبالتالي تقديم نطاق التباين في النوع الأنثروبولوجي للأشخاص الذين غادروا أرض الدفن هذه، في علم الجريمة وعلم الإنسان القديم".

نماذج إعادة ملامح وجوه الأشخاص البدائيين التي تم تنفيذها باستخدام منهج العالم غيراسيموف العلمي

وحول تعاملها مع مختبرين جنائيين، قالت الباحثة الروسية: "اليوم، أصبح العديد من علماء الجريمة على دراية بإعادة البناء الرسومي باستخدام طريقة غيراسيموف. هذه الطريقة منتشرة على نطاق واسع في جميع أنحاء العالم. لكن وكالات إنفاذ القانون لا تعمل دائمًا بشكل مستقل".

وتابعت الباحثة: "غالبًا ما يلجأون إلينا من أجل خلق مظهر مدى الحياة يعتمد على جمجمة مجهولة الهوية. تم العثور على الكثير من هذه الجماجم المجهولة للأشخاص المفقودين. نقوم بإجراء إعادة بناء بيانية للوجه استنادًا إلى الجمجمة، ثم يعمل المحقق مع قاعدة بيانات الأشخاص المفقودين ويقارن الصورة التي التقطناها مع الصور الموجودة لديه. تساعد عملية إعادة البناء الأنثروبولوجية على تضييق دائرة الأفراد الذين كان من الممكن أن يمتلكوا هذه الجمجمة بالذات. يتيح لنا عملنا تحديد جنس الشخص وعمره، وبعض الأمراض التي تؤثر على الجمجمة، وخصائص نظام الأسنان. لكن تحديد الهوية الحقيقي والكامل، بالطبع، يجب أن يعتمد على البيانات الجينية".
مناقشة