وقال في حديثه لـ"سبوتنيك"،اليوم الأربعاء، إن "حديث المبعوث الأمريكي الخاص للسودان، توم بريللو، هو حديث أتى من شخص لا يملك مثل تلك الصلاحيات، وهذا ينم عن الصلف و الاستكبار، لأن الوسيط لا يمكن أن يهدد أويحذر أو يعطي مهلة وعبارات، لأن مثل تلك التصريحات تكشف ما الذي تريده أمريكا من السودان، وترغب في أن يصبح حملا وديعا ومطيعا، الأمر الذي يتنافى مع تاريخ شعب وأمة عرفت بالعزة و الشمم والإباء".
وأشار عبد العاطي، إلى أن "قرار حكومة السودان يعبر عن إرادة الجماهير التي لا تقهر، وهو نهائي لا يحتمل الرجوع أو يستجيب لأي نوع من التخويف و التهديد، وعلى الولايات المتحدة ومن شايعها والتمرد ومن أتت بهم كمراقبين، أن يشربوا جميعا من البحر كما يقول المثل السوداني، ولن يذهبن كيدهم ما يغيظ".
وتابع أن "انطلاق مفاوضات بشأن السودان تناقض إرادة الشعب وتصادم سيادته لا تعني حكومة السودان، وأي نتائج عنها مردودة في وجه من كان طرفا فيها وسيعود إثرها بالخيبة والخسران".
وشدد المستشار السابق للحكومة، على أنه "من واقع التجربة مع الولايات المتحدة، أنها تنتهج سياسة العصا والجزرة، كما أنها معروفة بازدواجية المعايير، لكنها لا تملك فرض إرادة أو قهر شعب، وإذا فعلت فستجرجر أذيال الهزيمة كما حدث في الصومال وأفغانستان وغير ذلك من الأمثلة في التاريخ الحديث".
وأكد عبد العاطي، أن "أي عقوبات أو ضغوط تتبناها أمريكا ضد الشعوب، كأنما تود الحرث في البحر، وهو أمر لا يفعله إلا من يعاني من الجنون، وسينتهي أمر هذه المبادرة بالنتائج الصفرية، إلا إذا رأينا التمرد قد انصاع لمقررات جدة وانسحب من المنازل والأعيان المدنية وبقي في معسكرات تمهيدا لنزع السلاح والتسريح".
أعلن المبعوث الأمريكي الخاص إلى السودان، توم بريللو، اليوم الأربعاء، انطلاق الجلسات الافتتاحية لمفاوضات جنيف بشأن وقف الحرب في السودان.
وأوضح بريللو عبر منصة "إكس" أن مفاوضات جنيف انطلقت بمشاركة عدد من الشركاء الدوليين، من بينهم سويسرا، السعودية، مصر، الإمارات، بالإضافة إلى الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة.
وشدد بريللو على ضرورة ضمان التزام الأطراف المعنية بالاتفاقات الموقعة في جدة، وكذلك ضرورة تنفيذ هذه الالتزامات بشكل فعّال.
يشار إلى أن هذه المباحثات في إطار الجهود الدولية الرامية إلى تحقيق السلام والاستقرار في السودان، حيث تعد خطوة مهمة نحو معالجة الأوضاع المتدهورة في البلاد.
وفي وقت سابق، أعلن محمد بشير أبو نمو، رئيس وفد حكومة السودان في الاجتماعات التشاورية مع الولايات المتحدة بمدينة جدة السعودية، فشل التوصل إلى اتفاق على مشاركة وفد حكومي سوداني في المحادثات المقرر انطلاقها بجنيف.
وقال محمد بشير أبو نمو، يوم الأحد الماضي، في منشور عبر "فيسبوك" (أنشطة شركة "ميتا"، التي تضم شبكتي التواصل الاجتماعي "فيسبوك" و"إنستغرام"، محظورة في روسيا، باعتبارها متطرفة): "أعلن، بصفتي رئيسا للوفـد الحكومي في الاجتماعات التشاورية مع الأمريكان في مدينة جدة السعودية، انتهاء المشاورات دون الاتفاق على مشاركة الوفد السوداني في مفاوضات جنيف، كتوصيـة للقيـادة، سـواء كان الوفد ممثلا للجيش حسب رغبتهم أو ممثل للحكومة، حسـب قـرار الحكومة من الآن فصاعدا".
واختتم نمو بيانه، قائلا إن "الأمر متروك في النهاية لقرار القيادة بتقديراتها، وهناك بالتأكيـد تفاصيل كثيرة قادتنا إلى هـذا القرار بإنهاء الحوار التشاوري دون اتفاق".
وكانت تقارير سودانية، قد كشفت عن واشنطن تتمسك بالدعوة التي قدمتها لقائد الجيش السوداني، الفريق أول عبد الفتاح البرهان، لمشاركة الجيش في مفاوضات جنيف، التي ستنعقد في 14 أغسطس/ آب الجاري، وليس من خلال وفد حكومي.
وأفادت مصادر لصحيفة "السوداني"، بأن "الحكومة السودانية ترهن مُشاركتها في مفاوضات سويسرا عبر وفد حكومي، وليس عبر وفد الجيش كما تطلب واشنطن".
وتابعت موضحة أن "أمريكا أسست مفاوضات سويسرا بناءا على منبري جدة (1 و2)، إذ تقوم على مباحثات وقف إطلاق النار بين الطرفين المتحاربين (الجيش السوداني و"قوات الدعم السريع")، ووجوب تنفيذ الاتفاقيات العامة السابقة من قبل الطرفين، بينما ترى واشنطن أن مناقشة القضايا الأخرى والخطاب السياسي تعود لمنابر أخرى تشارك فيها الحكومة السودانية".
وتتواصل المعارك بين قوات الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ منتصف أبريل/ نيسان 2023 ما أسفر عن نحو13 ألفا و100 قتيل، فيما بلغ إجمالي النازحين في السودان نحو 7.9 مليون شخص، ونحو 2.1 مليون شخص إلى دول الجوار، بحسب بيانات الأمم المتحدة.