ومن أبرز المخاوف التي ارتبطت بانتشار المرض إمكانية تحوله إلى وباء عالمي واسع النطاق، حسب وسائل إعلام أمريكية، تناول طبيعة المرض وطريقة انتشاره وأسباب هذا الإعلان وما إذا كان يستدعي القلق بالفعل.
ويعرف جدري القردة اختصارا بـ"إم بوكس" وهو مرض فيروس، وفقا لمنظمة الصحة العالمية، التي أشارت إلى أن الفيروس الناقل له يتميز بقدرته على الانتشار المباشر بين البشر وأيضا عبر البيئة المحيطة، من خلال ملامسة الأسطح الملوثة أو الاتصال المباشر مع الحيوانات المصابة.
ويوجد نوعان رئيسيان من الفيروسات الناقلة لهذا المرض هما "سلالة حوض الكونغو" و"سلالة غرب أفريقيا". على الرغم من أن كلا السلالتين قد تكون قاتلة، إلا أن السلالة الأولى الخاصة بـ"حوض الكونغو" هي الأكثر فتكا وفقا لتاريخ المرض.
وفي العادة، تظهر أعراض كطفح جلدي يستمر من أسبوع إلى أربعة أسابيع، ويبدأ غالبا بالحمى والصداع وآلام العضلات، وقد يتطور إلى ظهور قروح على الوجه واليدين وباطن القدمين والمناطق التناسلية.
وتكون مضاعفات المرض أكثر خطورة على النساء الحوامل والأطفال والأفراد، الذين يعانون من ضعف المناعة، وخاصة المصابين بفيروس الإيدز في مراحله المتقدمة.
ورغم أن معظم الحالات تتحسن بالأدوية المخصصة لهذا المرض، إلا أن بعضها قد يواجه مضاعفات خطيرة.
ووفقاً لمراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها في أفريقيا، فإنه 34 دولة في القارة إما سجلت إصابات بجدري القردة أو تعتبر معرضة لخطر انتشاره.
ومنذ يناير/ كانون الثاني 2022، تم تسجيل أكثر من 38 ألف إصابة و1456 وفاة، مع زيادة بنسبة 160 في المئة في الإصابات لعام 2024 مقارنة بـ2023.
وتشهد الكونغو الديمقراطية تفشيا حادا، حيث سجلت أكثر من 14 ألف حالة و511 وفاة هذا العام، وهو رقم يعادل إجمالي حالات العام الماضي.
ويرجع تزايد انتشار المرض في الكونغو وأماكن أخرى إلى ظهور سلالة جديدة من الفيروس أكثر فتكا وانتشارا، تم رصدها لأول مرة في سبتمبر 2023، وهي سلالة تنتقل بشكل رئيسي عبر الاتصال الجنسي أو ملامسة أسطح ملوثة.
وقد أعلنت المراكز الأفريقية لمكافحة الأمراض حالة الطوارئ الصحية بسبب الزيادة الكبيرة في الإصابات، وجاء هذا الإعلان كدعوة للتحرك بشكل استباقي لمكافحة المرض.
ويعقد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، اجتماعاً مع الخبراء لتحديد مستوى التأهب اللازم، حيث تواجه جهود مكافحة المرض تحديات كبيرة، من بينها نقص اللقاحات والعلاجات.
وبينما تطلب مراكز مكافحة الأمراض في أفريقيا 10 ملايين جرعة لقاح، فإن المتاح حاليا لا يتجاوز 200 ألف جرعة، ومن المرجح أن تتأخر حملات التطعيم في الكونغو حتى أكتوبر/ تشرين الأول المقبل، في ظل الصعوبات المتعلقة بالتمويل وإمداد اللقاحات.