وأوضحت مؤسسة العلوم الروسية لوكالة "سبوتنيك"، أنه عند زراعة معظم المحاصيل الزراعية، بما في ذلك القمح، يتم استخدام المبيدات الحشرية على نطاق واسع، وهي مركبات كيميائية تساعد في التخلص من الآفات والأمراض الفطرية والأعشاب الضارة.
وأشارت إلى أن للمبيدات الحشرية أيضًا تأثير سلبي على النباتات التي من المفترض أن تحميها، حيث تحت تأثيرها يتم تعطيل عمل الميتوكوندريا في النباتات "محطات الطاقة" للخلايا الحية، مما يؤدي إلى تدهور عملية التنفس والإجهاد التأكسدي، ولذلك يبحث العلماء عن بدائل آمنة وفعالة للمبيدات الحشرية.
وتوصل موظفو جامعة ولاية "فورونيج" والمركز العلمي الجنوبي التابع لأكاديمية العلوم الروسية (روستوف على الدون)، في إطار مشروع مدعوم بمنحة من مؤسسة العلوم الروسية، إلى أن بكتيريا التربة من جنس الأزوسبيريلوم يمكن أن تحييد التأثيرات السامة للمبيدات الحشرية جزئيًا.
واختار الباحثون هذه الكائنات الحية الدقيقة للدراسة لأنها، كما هو موضح سابقًا، تزيد من إنتاجية القمح ومقاومته للظروف غير المواتية.
وتبين خلال التجارب أن النباتات المعالجة بالبكتيريا والمبيدات الحشرية تكاد لا تتأخر في النمو مقارنة بالقمح دون معالجة.
وقالت رئيسة المشروع، الأستاذة المشاركة في قسم الكيمياء الحيوية وفسيولوجيا الخلية في جامعة ولاية فورونيج، ماريا غوريفا: "على الرغم من الاتجاه العالمي الناشئ نحو "التكنولوجيا الحيوية الخضراء"، فمن السابق لأوانه القول إنه في العقد المقبل سيكون هناك تخلي كامل عن استخدام المبيدات الحشرية الكيميائية، لأن الأمن الغذائي في جميع أنحاء العالم يعتمد عليها".
وختمت بالقول: "من المهم تطوير أساليب لتقليل الضرر الذي تطبقه المبيدات الحشرية على المحاصيل الزراعية نفسها، والنتائج التي تم الحصول عليها ليست ذات أهمية أساسية فحسب، بل ذات أهمية عملية أيضًا، لأنها يمكن أن تساعد في تطوير منتجات بيولوجية جديدة يمكنها زيادة الغلة وزيادة مقاومة القمح لتأثيرات المبيدات الحشرية".