وفي السابع من الشهر الجاري، انطلق في تونس موسم التخفيضات الصيفية والذي يتواصل حتى 17 من شهر سبتمبر/ أيلول المقبل، وهي الفترة التي حددتها وزارة التجارة في تونس.
ويعتبر موسم التخفيضات أو ما يعرف بـ "الصولد" واحدا من مواسم التسوق الكبرى في البلاد، حيث يستفيد المواطنون من التخفيضات التي توفرها العديد من العلامات الناشطة أساسا في قطاعات النسيج والملابس والأحذية.
ويعد هذا الموسم من التخفيضات الثاني في تونس منذ بداية عملية "طوفان الأقصى" بعد موسم التخفيضات الشتوية الذي كان في شهر فبراير/ شباط من السنة الحالية والذي شهد بدوره تراجعا كبيرا من حيث الإقبال، بسبب نجاح حملات المقاطعة ضد جميع المحلات الغربية التي تدعم إسرائيل.
المقاطعة تدخل في العادة الشرائية للمواطن
تنتظر فاطمة البالغة من العمر 52 سنة يوم السبت، وهو اليوم الذي تشهد فيه العديد من المحلات التجارية للملابس المستعملة حركة مكثفة نظرا لتزامنه مع عطلة نهاية الأسبوع للذهاب إلى سوق الحفصية بالعاصمة (وهو أحد الأسواق الشعبية في تونس) لشراء ما تيسر من ملابس مستعملة لها ولأبنائها الثلاثة.
تقول فاطمة: "منذ بداية الحرب على قطاع غزة قاطعت المحلات التجارية الداعمة لإسرائيل وأصبحت لا أشتري سوى من سوق الملابس المستعملة".
وتضيف لـ"سبوتنيك": "لم تعد هذه المحلات تثير اهتمامي، حتى أنني لم أكن أعرف أن موسم التخفضيات بدأ ولا يهمني ذلك".
ومن جهته، أفاد الناشط في حملة المقاطعة وائل نوار لـ"سبوتنيك" بأن حملة المقاطعة التي يقوم بها نشطاء في المجتمع المدني سواء على الميدان أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي في تونس نجحت في ترسيخ ثقافة المقاطعة ضد المحلات التجارية الداعمة لإسرائيل.
ويضيف بأن حملات المقاطعة جعلت التونسيين يبحثون عن بدائل للمحلات التجارية الداعمة لإسرائيل وباتوا يلوذون إلى سوق الملابس المستعملة "الفريب".
وتابع نوار: "لقد مرت نحو سنة على انطلاق العدوان على الأراضي الفلسطينية ولم تتوقف المقاطعة ولم تضعف حتى أنها دخلت في العادات الشرائية للمواطن التونسي".
ويؤكد نوار أنه حتى بعد إنتهاء الحرب سيكون هناك نسبة كبيرة من التونسيين الذين سيحافظون على المقاطعة ضمن عادتهم اليومية.
وأفاد نوار بأنه مع نهاية الشهر الجاري وبداية الاستعداد للعودة المدرسية والجامعية سيكثف النشطاء في المجتمع المدني من حملات المقاطعة خاصة على مستوى الأدوات المدرسية، مشيرا إلى أن "الحملة ستكون عبر وسائل التواصل الاجتماعي وعلى الميدان وتحديدا أمام العلامات التجارية الداعمة لاسرائيل".
ضعف في الإقبال
ومن جهته، أفاد رئيس منظمة إرشاد المستهلك لطفي الرياحي أن موسم التخفيضات شهد تراجعا كبيرا مقارنة بالسنة الفارطة بسبب ارتفاع الأسعار وتأثير حملات المقاطعة.
وأضاف الرياحي أن منظمة إرشاد المستهلك تقوم حاليا بحملة للتشجيع على المنتوج التونسي كبديل عن المنتوجات المستوردة.
وتابع: "هذه البادرة تهدف إلى تشجيع النسيج الصناعي التونسي خاصة وأن 80 بالمائة من المنتوجات التي يستهلكها التونسي هي منتوجات أجنبية".
كما أوضح أن الحملة ستتواصل في مرحلة أولى حتى شهر أكتوبر المقبل وسيتم تنظيم معرض للمنتوج التونسي (أيام 1 و2 و3 من هذا الشهر) يجمع كل الهياكل التي من شأنها التشجيع على استهلاك المنتوج المحلي.
وقفات تضامنية تزامنا مع موسم التخفيضات
وترى رئيسة جمعية نساء فلسطين فائزة شكندالي، أن الوقفات التضامنية والمسيرات مع الشعب الفلسطيني لا يجب أن تتوقف أبدا حتى طرد كل من تواطأ مع إسرائيل.
وتضيف: "ما يحدث في قطاع غزة هو حرب إبادة أمام مسمع ومرأى العالم قتل فيها الأطفال وعذب الأسرى وهجرت العائلات أكثر من سبع مرات في الشهر".
وتواصل فائزة الحديث مع سبوتنيك: "اليوم يطلق التونسيون صرخة أوقفوا العدوان على الشعب الفلسطيني".
وتؤكد الشكندالي أن المسيرات الداعمة لفلسطين باتت تشهد مشاركة واسعة لفئة الأطفال باعتبارها الأكثر تعبيرا عن قساوة الوضع على الأراضي الفلسطينية.
وتشارك فائزة بشكل منتظم في حملات المقاطعة، حيث تفيد بأنها تقوم بتوزيع المطويات التي تحث على مقاطعة المنتوجات الداعمة لإسرائيل في كل وقفة تضامنية قائلة :"أضحى للتونسيين وعي كبير بأهمية المقاطعة التي كبدت المحلات التجارية الداعمة لإسرائيل خسائر فادحة ستؤدي في النهاية إلى إفلاسها ومغادرتها لأرض تونس".