راديو

الدور المصري ومحادثات جنيف في البحث عن حل للأزمة السودانية وتدهور الوضع الإنساني

من دون مشاركة وفد يمثل الجيش السوداني، تستمر محادثات جنيف حول تقديم حلول جديدة للأزمة السوداني والتي دعت إليها الولايات المتحدة الأمريكية واستجابت لها قوات الدعم السريع، بينما اشترطت الحكومة السودانية تنفيذ "إعلان جدة" الذي صدر في مايو/أيار 2023، في ختام مباحثات استضافتها مدينة جدة السعودية بين طرفي النزاع.
Sputnik
الولايات المتحدة وصفت المفاوضات الجارية في مدينة جنيف السويسرية بشأن الحرب في السودان بأنها نموذج جديد تريد مواصلة البناء عليه، مؤكدة أن هدف المباحثات هو توسيع نطاق إيصال المساعدات وإعادة فتح الممرات الإنسانية.
ووصف المبعوث الأمريكي إلى السودان توم بيرييلو في مؤتمر صحفي بجنيف المحادثات بأنها "نموذج جديد" لمحادثات السودان.
وشدد بيرييلو على أن الرئيس الأمريكي جو بايدن ووزير الخارجية أنتوني بلينكن يدعمان هذا المسار.
وقال إن المفاوضين يواصلون التركيز على الأزمة خلال المفاوضات التي لم يحضرها ممثل للحكومة، مضيفا "نواصل العمل مع الشركاء الدوليين الذين يمثلون الأمم المتحدة وسويسرا والسعودية ومصر والإمارات، والاتحاد الأفريقي".

وأشار بيرييلو إلى أنهم يعملون على "حل مشكلات أكثر من 20 مليون سوداني يواجهون ظروف المجاعة والجوع والنقص الحاد في الغذاء".

وأوضح أن الأطراف تركز أيضا على القضايا المتعلقة بالمساعدات الإنسانية وحماية المدنيين وإنهاء الاشتباكات، بما يتماشى مع التزاماتها في "إعلان جدة".
وذكر بيرييلو أنهم يواصلون الحوار وجها لوجه مع وفد قوات الدعم السريع وعبر الاتصال المرئي مع ممثلي الجيش، مؤكدا أنهم سيواصلون المفاوضات لتحقيق نتائج مهمة للسودانيين.

في حديثه لـ"لقاء سبوتنيك"، قال السفير عزت سعد، المدير التنفيذي للمجلس المصري للشؤون الخارجية: "ربما يكون من قبيل التزيد أن نتحدث عن العلاقة الخاصة بين مصر والسودان بحكم التاريخ والجغرافيا، لكن يمكن القول إن المبدأ الحاكم لسياسة مصر الخارجية تجاه السودان يتمثل في ضرورة إعلاء قيمة الدولة فوق القبلية والطائفية والجهوية، فوجود دولة موحدة تتمتع بتماسك إقليمي، لا شك أنه يساهم في تعميق العلاقات بين مصر والسودان، ومن صميم الأمن القومي المصري، ومن ثم من المهم النهوض بالسودان ومؤسساته والربط بالحكومة المركزية من خلال المشاريع المختلفة والبنية التحتية".

وفي هذا السياق، ترى مصر أن هناك حاجة ملحة لسرعة تجاوز هذه الأزمة بسبب تبعاتها ليس فقط على الصعيد الإنساني ولكن أيضا على صعيد تماسك ووحدة الأراضي السودانية وسلامتها الإقليمية.
وبالتالي هذه التحركات المصرية الدبلوماسية المكثفة لضرورة احتواء التوتر - تجيء في توقيت تمر به الأزمة السودانية بأوضاع كارثية إنسانية متفاقمة بما في ذلك انتشار الأمراض والتدهور الصحي بصفة عامة سواء بسبب الحرب أو الفيضانات الأخيرة، ومع تحركات مصر المكثفة تبرز جهود إقليمية ودولية متضافرة، وكل ذلك يبعث على قدر من التفاؤل بإمكانية التوصل إلى حل.
في السياق نفسه، عبر أعضاء مجلس الأمن الدولي عن قلقهم البالغ إزاء الوضع الإنساني المتردي وانعدام الأمن الغذائي الحاد في السودان، والانتهاكات المستمرة للقانون الدولي والخسائر الفادحة للصراع الدائر بين المدنيين، بما في ذلك النساء والأطفال.
جاء ذلك في بيان أصدره أعضاء المجلس، رحبوا خلاله بالمحادثات غير المباشرة التي عقدها المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، رمضان لعمامرة، في جنيف في الآونة الأخيرة بين الأطراف السودانية المتحاربة.
وحث البيان الأطراف السودانية المتحاربة على تهدئة التوترات ووقف الأعمال العدائية وضمان حماية المدنيين، بما في ذلك في الفاشر، وفقا للقانون الإنساني الدولي، وقانون حقوق الإنسان، حسب الاقتضاء.
من جانبه، قال رئيس منظمة شباب من أجل دارفور، أحمد عبد الله إسماعيل، إن منظمته لديها أدوار إنسانية في الصحة والإغاثة والدعم المادي المباشر إضافة إلى دورها في رصد الانتهاكات التي يقوم بها طرفي الحرب.
ووصف هذه الفترة بالصعبة على منظمات الإغاثة، نظرا للعراقيل التي وضعتها الحرب وطرفي الصراع، منها التهديد الأمني والاعتداء على قوافل المساعدات وأفراد المنظمات الإغاثية.

ولفت إلى أن كل السودان بحاجة إلى أبسط مقومات الحياة، حيث يتعرض السكان في عموم البلاد إلى سوء التغذية "مما سيؤدي إلى موت جماعي"، مشددا على ضرورة التدخل العاجل لإنقاذ الناس في كل المستويات.

وأثنى إسماعيل على الدور المصري من خلال المساهمة في عودة السلام للسودان، وكذلك احتضانها لملايين اللاجئين الفارين من الحرب، مشيرا إلى أنه على الأطراف الأخرى لعب دور مناسب ينهي الحرب من دون دعم طرف على حساب الآخر.
مناقشة