وتداول مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي، مقاطع مصورة، توثق لحظات تصاعد الدخان الغامضة من الشقوق الأرضية.
وعبّر الرعاة الذين يرتادون المنطقة بانتظام، عن قلقهم من تأثيرات محتملة لهذه الظاهرة على المراعي والبيئة المحلية، وفقا لصحيفة "هسبريس" المغربية.
وأكدوا أن "استمرار الأمر على حاله يهدد نشاط الرعي بالمنطقة ذاتها ويحيل على مصير مجهول".
وتابعوا مطالبين السلطات المحلية بـ"التدخل وإيضاح ما يتعلق الأمر".
ومع تصاعد الدخان من باطن الأرض منذ عدة أيام وبشكل كثيف، بحسب السكان المحليين، أصدرت السلطات المغربية أوامر بإرسال لجان متخصصة للتحقيق في مصدر الدخان، وأسباب حدوثه.
ومع غياب توضيحات رسمية لهذا الدخان المتصاعد حتى لحظة كتابة هذه السطور، راجت شائعات تفاوتت في وصف الأمر بأنه يدل على "بركان خامد"، أو "انصهار معدني"، بحسب الصحيفة المغربية.
من ناحيته، قال الخبير بالمركز الوطني للبحث العلمي والتقني، وأستاذ بكلية العلوم السملالية بمراكش، نصر الدين اليوبي، في تصريحات لصحيفة "هسبريس" المغربية، أن "مثل هذه الظواهر تجعلنا أمام نظريتين: الأولى تتعلق بإمكانية كون الدخان المتصاعد ناتجا عن احتراق نباتات الخُثّ المتحللة، والتي بقيت عالقة بجوف التراب كمواد خامة، على اعتبار أن النباتات المتحللة ذاتها تتحول إلى مادة عضوية تشبه إلى حد كبير "الشاربون" المستعمل كمصدر للطاقة، فالجفاف إذن يسهل احتراقها لكونها تحتاج فقط إلى شرارة من أجل الانخراط في عملية الاحتراق".
أما الافتراض الثاني، بحسب اليوبي، فهو "أن نكون أمام ينابيع مائية ساخنة، وهي عين مائية حرارية شبيهة بعين مولاي يعقوب المعروفة بنسبها المهمة من الكبريت، إذ يكون بذلك الدخان المتصاعد من فوهة الثقوب الموجودة على مستوى سطح الأرض بمثابة إفراز لسخونة المياه الباطنية، ولو أنها تكون قد جفّت على مستوى السطح".
ونفى نصر الدين السوبي أن يكون الحادث متعلقا بـ"نشاط بركاني مستيقظ كما يرجح البعض"، لافتا إلى أنه "في نهاية المطاف، تبقى مختلف الافتراضات في حاجة إلى دراسة علمية ميدانية معززة لها، وهو ما نعتزم القيام به، إلى جانب باحثين آخرين في هذا المجال، للوقوف مباشرة على طبيعة الظاهرة".