العملية العسكرية الروسية الخاصة

خبير سياسي: هجوم كورسك افتضح ملامح زيلنسكي كمتزعم تنظيم إرهابي

محاولة أوكرانية لعدم التفاوض وتم بتنسيق مع الناتو وأمريكا.. لا فرق بين زيلينسكي وزعماء الإرهاب.. لن تستطيع أوكرانيا تأمين غطاء للحرب الإلكترونية والدفاع الجوي.. روسيا ستتحرك دبلوماسياً وقانونياً ضد أوكرانيا
Sputnik
أكد الباحث والمحلل السياسي الدكتور عبد القادر عزوز، أن الهجوم الأوكراني يحاول وضع فاصلة في اندفاع العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا لالتقاط أنفاسه المتهالكة منذ شباط عام 2022.
وقال الدكتور عزوز في حوار خاص مع "سبوتنيك": إن هجوم كورسك يأتي عملياً في إطار محاولة أوكرانيا عدم الجلوس إلى أي طاولة مفاوضات لأن زيلنسكي لم يصل إلى السلطة إلا لتنفيذ استراتيجية الغرب في نقل التهديد إلى داخل روسيا، مشيرا إلى أوكرانيا تريد القول إن قواتها قادرة على مواصلة القتال وبالتالي هي تبحث عن كيفية تعزيز قوتها التفاوضية من خلال طمس الحقائق وعدم الأخذ بعين الاعتبار متطلبات إحلال الأمن والسلام في المنطقة.

لا فرق بين زيلينسكي وزعماء الإرهاب

وأضاف المحلل السياسي: رغم هذا الهجوم وهذا الغزو في كورسك إلا أنه على المدى المتوسط سيتسبب في استنزاف الكثير من الوحدات الأوكرانية حيث سيترك القوات الأوكرانية في دونيتسك دون تعزيزات حيوية كما أن محاولة تأسيس وجود أوكراني دائم في منطقة كورسك قد يشكل تحدياً للقوات الأوكرانية التي ستغدو خطوط إمدادها عرضة للنيران الروسية.
وأكد الدكتور عزوز بأن ما قامت به أوكرانيا مجرد مغامرة يائسة تسعى لنقل الحرب إلى داخل روسيا، وهنا يظهر وجه زيلنسكي بملامح زعماء التنظيمات الإرهابية الذين لا يكترثون للوجود الإنساني وحياة البشر، ولا وازع يمنعهم من ارتكاب جرائم دولية وجرائم ضد الإنسانية كما فعلت القوات الأوكرانية المتطرفة.
العملية العسكرية الروسية الخاصة
خبير أمريكي: الهجوم على مقاطعة كورسك سيذكره التاريخ كعملية محكوم عليها بالفشل

أوكرانيا تسعى للاستيلاء على محطة كورسك

وأوضح الدكتور عزوز أنه لا شك في أن أحد أهداف اختراق الحدود الروسية الأوكرانية هي الاستيلاء على محطة كورسك التي تقع تبعد حوالي 85 كيلومتراً عن منطقة تسودها المعارك، مشيرا إلى طبيعة التقدم والمناورة تشير إلى أن هذا من بين الأهداف الموضوعة والمتوخاة من غزو كورسك.

زيلنسكي ينفذ خطط الناتو

وأشار المحلل السياسي إلى أن أوكرانيا لم تكن لتستطيع وحدها القيام بهذا الهجوم المباغت دون تخطيط وتنسيق مع حلف الأطلسي وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية وأجهزتها الاستخبارية ولربما كان ذلك منبع الفكرة من أساسها بالإضافة إلى اعتبار تجميع أوكراني قتالي محدود ولكنه يحتوي على أهم الأسلحة الغربية المتطورة "دبابات وصواريخ ميدان وأخرى مضادة للطائرات والدبابات" إضافة إلى مسيرات متنوعة وأسلحة إلكترونية سيبرانية للتخفي والخداع وكانت تلك الأسلحة هي سبب محور تقدم القوات الأوكرانية ومواجهه ترسانة الأسلحة الروسية.

سيناريوهات كورسك

وقال الدكتور عزوز: إن تطور الأحداث في كورسك في سيناريو أول مبالغ به أكثر اندفاعاً هو محاولة التمسك بالأراضي التي أمكن الاستيلاء عليها من قبل القوات الأوكرانية الغازية حتى التقدم أكثر من أجل سحب المزيد من القوات الروسية من أوكرانيا، والحصول على أوراق مساومة في المفاوضات المستقبلية وهذا الأمر محفوف بالمخاطر لأنه من الصعب على القوات الأوكرانية تأمين غطاء للحرب الإلكترونية والدفاع الجوي حتى للقوات المتمركزة جيدا في مثل هذه المنطقة الواسعة.
وأضاف المحلل السياسي أن هناك سيناريو ثاني هو التراجع وإنقاذ القوات والمعدات، وهناك خيار ثالث وهو الانسحاب جزئيا إلى مواقع أكثر أمنا وأقرب إلى الحدود الأوكرانية ويتطلب الأمر قوات أقل عددا وتوفير دعم مدفعي أفضل ولوجستيات أفضل وتأمين قاعدة للمزيد من الهجمات في المستقبل.

روسيا ستتحرك دبلوماسياً وقانونياً ضد أوكرانيا

وقال الدكتور عزوز: يتوقع أن تقوم روسيا بتجهيز ملفات ادعاءات على القوات الأوكرانية الغازية لارتكابها جرائم إبادة جماعية وجرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب من خلال استهداف المدنيين وعدم الالتزام بقواعد القانون الدولي الإنساني، وكذلك أمام منظمات دولية أي إطلاع المنظمات الحكومية وغير الحكومية على تلك الجرائم وتحريك دعاوى أمام المحاكم الدولية محكمة العدل الدولية والمحكمة الجنائية الدولية أو المحاكم ذات اختصاص القضاء العالمي التي يمكن لها النظر في الجرائم ذات الطابع الدولي، يعني تحركاً دبلوماسياً روسياً وتحركاً قانونياً في المسار الموازي من خلال رصد كل الانتهاكات التي قامت بها القوات الغازية الأوكرانية.
مناقشة