راديو

ماذا بعد فشل جولة مفاوضات القاهرة حول وقف الحرب في غزة؟

أفادت مصادر إعلامية بأن حركة المقاومة الفلسطينية "حماس" رفضت، يوم الأحد، الشروط الجديدة التي طرحتها إسرائيل في محادثات وقف إطلاق النار في غزة.
Sputnik
وتتضمن نقاط الخلاف الرئيسية في المحادثات الجارية بوساطة الولايات المتحدة الأمريكية ومصر وقطر "الوجود الإسرائيلي في محور فيلادلفيا".
وقالت "حماس" إن "إسرائيل تراجعت عن التزامها بسحب قواتها من هذا المحور ووضعت شروطا جديدة أخرى منها فحص الفلسطينيين النازحين أثناء عودتهم إلى شمال القطاع عندما يبدأ وقف إطلاق النار".
وفي حديثه لـ"سبوتنيك"، قال أستاذ العلوم السياسية الدكتور طارق فهمي، إن "هناك فجوات وثغرات كبيرة، وجزء مما يجري مرتبط بأننا أمام أربع صيغ كاملة لرؤية الرئيس الأمريكي جو بايدن، تم التعديل عليها في أكثر من نسخة، وهناك إشكالية تتعلق بتمسك حماس بمقترح 2 يوليو/ تموز، وهو المقترح الأساسي قبل أن تدخل عليه التعديلات"، مشيرا إلى أن "حماس طلبت فتح ممر نتساريم دون فحص وإجراءات مراقبة للفلسطينيين، أو تحديد لأعداد النازحين العائدين، أو معرفة ارتباطاتهم، وفي المقابل طلبت إسرائيل الحصول على بصماتهم وإجراءات عديدة".

وأوضح الخبير أن "هناك أيضا خلافات تتعلق بالترتيبات الأمنية في عمق القطاع، وتحفظ مصري على الأفكار التي طرحها الوفد الإسرائيلي بشأن ممر فيلادلفيا منها وضع أبراج مراقبة وكاميرات ومنظومات متابعة وإمكانية الانسحاب إلى 2 كيلو في عمق الممر، وموضوعات متعلقة بأعمال الإغاثة والشاحنات وتشغيل معبر رفح".

وأكد فهمي أن "هذه الجولة من المفاوضات تضمنت إعادة تدوير بعض النقاط والرؤى التي تم التوافق عليها في وقت سابق بما يشير إلى عدم وجود إرادة سياسية لدى الطرفين للوصول إلى اتفاق"، مشيرا إلى أن "تفاؤل الوسطاء الأمريكيين مرتبط بحجم الوساطة، ولاتريد هذه الإدارة أن تعلن فشلها لأن لها مصالح كبرى يمكن أن تتحقق من هذا الاتفاق".
وتوقع فهمي أن "يستمر هذا الأمر ما لم تحدث أحداث مفصلية، خاصة أن الوضع مستقر في ظل تبعات ما جرى بين إيران وإسرائيل في الساعات الأخيرة من مواجهات منضبطة ومحسوبة وحذر من قبل الطرفين من الانزلاق إلى مواجهة إقليمية".
وتوقع أستاذ العلوم السياسية أن "تلجأ الإدارة الأمريكية إلى الخطة الثانية وهي العمل من أعلى والدعوة لعقد مؤتمر دولي عالمي تجمع فيه الأطراف، لكن من غير الواضح ما إذا كان الوقت سيمهل واشنطن قبل الانتخابات، وفي كل الأحوال، لا تزال الاتصالات قائمة، والإدارة الأمريكية لا تزال تريد ضبط المشهد، مشيرا إلى أن "حجم التعزيزات العسكرية الأمريكية والبريطانية الموجودة في المنطقة كبيرة وخطيرة، ويمكن أن تنذر بمواجهة في أي لحظة".
وأكد المحلل السياسي الدكتور فضل طهبوب، أن رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو غير معني حتى الآن بالخروج من غزة، ويريد الاستيلاء على القطاع وإخضاعه للإسرائيليين تحت أي شرط، وهو يحتاج إلى أن يقف على الحدود المصرية وهذا ما رفضه المصريين وقوبل برفض نهائي من قبل الفلسطينيين".
وتوقع طهبوب أن "عدم الوصول إلى اتفاق، في ظل دعم المقاومة من لبنان واليمن، يمكن أن يؤدي إلى توسع المعركة في الشرق الأوسط، وهو ما تريده إسرائيل، وما يخطط له نتنياهو الذي يسعى منذ عشر سنوات إلى جر المنطقة للحرب مع إيران".
واعتبر أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الهاشمية، الدكتور جمال الشلبي، أن "هناك استراتيجية ثابتة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، تركز على إطالة أمد هذه الحرب لاعتبارين، أولهما أن هناك رغبة حقيقية لدى إسرائيل والولايات المتحدة في تحطيم البنية السياسية والعسكرية لحماس، مدعومة برغبة عربية، وثانيهما أن هناك رغبة شخصية لدى نتنياهو لمد أجل الحرب من أجل تجنب السجن على خلفية قضايا الفساد التي يواجهها، وهذا كله يخدم المصالح الأمريكية في المنطقة في ظل التعاون القائم بين حماس والمقاومة من جهة وإيران من جهة أخرى".
وأوضح الخبير السياسي أن "الموقف حرج الآن لكن الولايات المتحدة تستطيع التوصل إلى حل، فلديها دولة عميقة سياسية وعسكرية وأمنية ولن يكون تأثير التغيير في الإدارة كبيرا جدا على التوجه الاستراتيجي نحو هذه القضية وإن اختلفت جرعات الدعم لإسرائيل، وإذا لم نجد حلا سيدخل الجيل الحالي في معركة أكبر وأكثر قدرة ضد إسرائيل، ولاحظنا كيف أصبحت فكرة المقاومة ضد الاحتلال أكثر جاذبية لدى الشباب الآن".
مناقشة