وأشار زغيب في حديث عبر أثير إذاعة "سبوتنيك"، إلى أن "الأوكران يعيشون حالة من الضياع، إذ أن مركز الديانة الروسية الأرثوذوكسية انطلقت من كييف ولكن في الوقت نفسه هناك تأثير بولوني نمساوي كاثوليكي على الفئة الغربية من السكان، وبالتالي فإن هؤلاء السكان لديهم انجذاب نحو الغرب من جهة وعلاقات وثيقة وقومية ودينية مع روسيا من جهة ثانية، مقابل سكان المناطق الشرقية في أوكرانيا وهم من القومية الروسية ويدينون بالولاء والحنين الثقافي والاجتماعي إلى روسيا، وهؤلاء أنفسهم يشعرون بأن حقوقهم مهدورة وبدأوا يطالبون باحترامها ولكن سلطات كييف لم تستجب لمطالبهم، فضلاً عن اتخاذ أوكرانيا خيارات خارجية سيئة بدلاً من البقاء على الحياد، ما جعل روسيا تتخذ موقفًا حاسمًا للدفاع تجاه انتهاكات نظام كييف".
وأضاف زغيب: "أعتقد أن الجرح الحاصل بين الشعبين الروسي والأوكراني سيندمل، ويجب أن لا ننسى مآسي الحرب العالمية الثانية حينما استُعمل جزء من الشعب الأوكراني لضرب السلطة المركزية في روسيا لتعود بعدها الأمور إلى مجراها الطبيعي بسبب متانة الروابط الثقافية والعرقية التاريخية بين الجانبين"، متّهمًا "الولايات المتحدة الأميركية بزرع الشقاق للحفاظ على مصالحها مهما كلّف الأمر وعلى حساب جميع الشعوب، وعليه يجب على أصحاب القرار في هذه الدول الاتعاظ من تجربة الحروب السابقة وأن يرأفوا بشعوبهم ويبحثوا عن الحلول الممكنة لتجنب هذه المواجهات".
واعتبر الدكتور زغيب أن "الهجوم الإرهابي الأوكراني على كورسك له دلالات رمزية واستراتيجية على اعتبار أن هذه الأراضي شهدت أكبر معركة دبابات في الحرب العالمية الثانية، وعليه لا يمكن أن تترك أثاراً سلبيةً على الشعب الروسي لا بل على العكس ستزيد من لحمته، ولن تؤثر في مسار العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا".