وبشكل عام، يرتبط قضاء وقت أطول في التعليم بارتفاع الدخول وتحسين صحة الأفراد. والآن يبدو أن التأثير المتسلسل يمكن أن يمتد لأجيال، وهو الأمر الذي تم ربطه سابقًا بالنظام الغذائي، وذلك وفقا لدراسة نشرت في موقع "ساينس أليرت" العلمي.
ويقول عالم الأوبئة أجوس سوراشمان، من جامعة دريكسل في الولايات المتحدة: "نعلم من الدراسات التي أجريت على الحيوانات أن الصحة تنتقل عبر عدة أجيال، من الأجداد إلى الأحفاد".
وأضاف سوراشمان: "لدينا الآن بيانات بشرية قوية تُظهر أن العوامل الاجتماعية والاقتصادية للوالدين لا تلعب دورًا في صحة أطفالهم فحسب، بل إن هذا التأثير يعود أيضًا إلى جيل إضافي".
وتابع: "مع تعرض خلايا الانسان للضغوط اليومية، فإنها تقوم بشكل متزايد بإغلاق تسلسلات الحمض النووي باستخدام عمليات كيميائية، لا يمكن لمقاييس العمليات الجينية أن تعكس درجة من العمر البيولوجي فحسب، بل يمكنها أيضًا أن تشير إلى الضغوط التي تسببت في تعديلات وراثية مماثلة في الأجيال الماضية".
لم يكن الاختلاف كبيرًا، وفقا للدراسة فإن "الأطفال والشباب في الجزء الأول من حياتهم، وقد ينتهي الأمر بهذه الاختلافات إلى أن تكون أكثر أهمية في وقت لاحق من الحياة، وربما تؤثر حتى على معدلات الوفيات".
تم التحكم في بعض العوامل، بما في ذلك العمر ومؤشر كتلة الجسم (BMI)، ووجد الباحثون أيضًا أن 14.5 في المائة من التباين في الشيخوخة الجينية يتأثر بالمستوى التعليمي للأم نفسها، فضلاً عن عوامل صحية مثل صحتها القلبية الوعائية والالتهابات.
تقول إليسا إيبيل من جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو: "إن الارتباط بين الوضع الاجتماعي والاقتصادي للأجداد والعمر الجيني للحفيد هو اكتشاف رائع عبر الأجيال".
يقول سوراشمان: "هناك الكثير من اللوم على الناس بسبب صحتهم السيئة. لكن الحقيقة هي أن الصحة أكثر تعقيدًا من ذلك بكثير".
وأضاف سوراشمان: "إن بعض العوامل خارجة عن سيطرتنا، مثل العوامل الوراثية والجينات الوراثية التي نولد بها. وآمل أن يساعدنا هذا في منح أنفسنا ومجتمعاتنا المزيد من الرحمة والشفقة".