راديو

ليبيا... ماذا وراء لقاء حفتر بقائد القيادة العسكرية الأمريكية في أفريقيا؟

التقى قائد القيادة العسكرية الأمريكية في أفريقيا (أفريكوم)، الجنرال مايكل لانغلي، والقائم بالأعمال في السفارة الأمريكية بطرابلس جيريمي برنت، مع اللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر في بنغازي شرقي ليبيا، الثلاثاء الماضي.
Sputnik
وقالت السفارة الأمريكية في بيان عبر منصة "إكس"، إن المحادثات تناولت التزام الولايات المتحدة بتعزيز شراكتها مع الليبيين من جميع أنحاء البلاد، ودعمها للجهود الليبية الرامية إلى حماية سيادة ليبيا في ظل التحديات الأمنية الإقليمية.
وأضافت أن لانغلي وبرنت شددا على أهمية الحفاظ على استقرار ليبيا وخفض التصعيد في ظل التوترات الحالية.
كما قالت السفارة الأمريكية إن الولايات المتحدة تحث جميع الأطراف الليبية على المشاركة بشكل بناء في حوار بدعم من المجتمع الدولي.
ويأتي لقاء المسؤولين الأمريكيين بحفتر بعد إعلان الحكومة المكلفة من قبل مجلس النواب في شرق ليبيا إغلاق حقول النفط والغاز، احتجاجا على قرار المجلس الرئاسي الليبي تعيين مجلس إدارة جديد للمصرف المركزي بدلا من مجلس الإدارة الحالي الذي يرأسه الصديق الكبير.
في هذا السياق، قال كامل المرعاش الكاتب والمحلل السياسي الليبي، إن الولايات المتحدة تعاني انفصاما في سياستها الخارجية، مشيرا إلى أن هناك السياسة الأمنية التي تعتمد على استقرار الدول ومحاربة الإرهاب، ومنع انزلاق المنطقة إلى الفوضى والانقسامات، لكن هناك في نفس الوقت إدارة عاجزة عن تحديد السياسات ورسمها وتستغل الفوضى حتى تستثمرها في الهيمنة والسيطرة على البلدان، وهو ما يحدث في تعامل واشنطن مع الملف الليبي، خاصة في عهد الرئيس الحالي جو بايدن، العجوز المريض، على حد وصفه.
وأضاف المرعاش لراديو "سبوتنيك" أن "أمريكا لا تعمل على حل النزاع في ليبيا وإنما تعمل على توجيهه حتى تظل ليبيا تحت الهيمنة دون قرار ليبي مستقل، مشيرا إلى أن النزاع على النفط موجود وليس وليد اللحظة، لكن النزاع الحالي لا يتعلق بالنفط فقط وإنما يتعلق بالفساد في حكومة الدبيبة وعائلة الدبيبة وهو أمر داخلي ليبي لكن له بعدا دوليا لأنه يؤثر على إمدادت النفط العالمية.
وأشار المرعاش إلى أن "الدور الأمريكي الآن يتمثل في إقناع حكومة الدبيبة الفاقدة للشرعية أصلا ، حتى تزيل كل العقبات التي يضعها الدبيبة لتعود إمدادات النفط كما كانت، وهو أمر سياسي اقتصادي وليس عسكريا".
من جهته، قال الدكتور محمود إسماعيل، الكاتب والمحلل السياسي، إن الولايات المتحدة تحاول أن تزيد اهتمامها بالدولة الليبية، وكذلك إرسال رسالة بمخاوف الولايات المتحدة من علاقة روسية متنامية بحفتر، ومنع النفوذ الروسي في أفريقيا عبر ليبيا، مع أن حفتر تلاحقه قضايا في الولايات المتحدة نفسها.
وأشار إسماعيل إلى أن ليبيا تعاني من مشاكل غير مسبوقة تتعلق بتنازع الأجسام السياسية حول صلاحياتها واختصاصاتها، مشيرا إلى أن الصراع على سلطة البنك المركزي جزء من مشكلة أكبر، عجز المجتمع الدولى وعجز الليبيون عن حلها.
وأضاف إسماعيل أن أمريكا حريصة على مصالحها النفطية وليست حريصة على مصلحة ليبيا، لافتا إلى أن كلام واشنطن في لقاء حفتر عن حوار بين الليبيين هدفه ذر الرماد في العيون.
إلى ذلك، قال الدكتور عبد العزيز إغنية، الكاتب والمحلل السياسي، إن المنظومة الغربية بما فيها المبعوث الأممي تتعامل على أساس إدارة الأزمة الليبية وليس حل الأزمة، مشيرا إلى أن "قرار ضخ النفط هو للضغط على المجموعات السياسية في طرابلس التي يسودها الفساد وللأسف تسيطر على مؤسسات الدولة في العاصمة".
وأضاف إغنية أن هذا الضغط يؤتي ثماره، حيث يجري الحديث الآن عن آلية التسليم فيما بعد التشاور حول من يخلف محافظ البنك المركزي وضرورة أن يكون شخصية توافقية.
مناقشة