وأضاف العلي في حديث لإذاعة "سبوتنيك": "أوكرانيا قامت بالاعتداء على الهيبة والسيادة الروسية، وعليه لا أعتقد أنها قادرة على تحمل الثمن الباهظ لهذه الممارسات، لا سيما وأن الشعور الوطني الثائر هو المحرك الأساسي لدى الروس، مما يستوجب ردا قاسيا جدا على هذا الهجوم".
وأشار المستشار إلى أن "نظام كييف ينفذ الشروط الأمريكية بعيدا عن مصلحة الشعب الأوكراني في حربه الشعواء على روسيا، وهي القطب الذي يعول عليه ليكون رائدا في كافة المجالات على الساحة الدولية في المستقبل".
أما عن الهدف الأمريكي من هذا الهجوم قال العلي: "الدولة العميقة في الولايات المتحدة تقود الصراع على جبهتين، هما غزة وكييف، وبالتالي عندما وصلت الأمور إلى خواتيمها في غزة، حيث تم تدمير آلاف الكيلومترات ولكن حركة "حماس" لم تنته، أرادت الدولة العميقة الإبقاء على الجبهات المشتعلة في العالم للتفاوض على الملفات الدولية، لذلك، سعت واشنطن لاستهداف موسكو من زاوية كييف وتحريك النظام في أوكرانيا ضد السيادة الروسية، وذلك لصرف الأنظار عن غزة، خصوصا أن المفاوضات وصلت إلى مراحل متقدمة هناك".
وحذر مستشار وزير الاعلام اللبناني من "الجنون في النظام الأوكراني بتعاطيه مع الحرب العبثية ضد روسيا والذي قد يدفعه إلى اللجوء إلى خيارات مدمرة، مثل استخدام أسلحة محظورة دوليا"، معتبرا "الهجوم الارهابي على كورسك بمثابة إشارة إلى المنشآت النووية وقدرة النظام الأوكراني على تجاوز الخطوط الحمراء، وعليه إن دعوة الوكالة الدولية للطاقة الذرية يعتبر تطورا إيجابيا لأنه يمكن أن يساعد في ضبط الأمور".
وتابع العلي بالقول: "ومع ذلك، لا أستبعد أن تلجأ كييف إلى خيارات مدمرة بسبب استنزافها للعديد من الأسلحة التقليدية على جبهة القتال دون تحقيق أيّ إنجاز".
وشدد العلي على أنه "لا يمكن لروسيا أن تقود مفاوضات بعد الاعتداء على أراضيها وسيادتها"، مؤكدا أن "إمكانية التوصل إلى اتفاقية مع أوكرانيا باتت معدومة ليس فقط بسبب هجوم كورسك بل لأن الرئيس الأوكراني المنتهية ولايته، فلاديمير زيلينسكي، أحرق كل المراكب تجاه أي تسوية لمصلحة الشعبين الروسي والأوكراني، ليبقي نفسه بانتظار استقرار الوضع الميداني والحصول على تسوية تضمنه على المستوى الشخصي".
وأشار إلى أن "زيلينسكي اتخذ قرارا انتحاريا بالهجوم على كورسك"،مضيفاً أن "فشله العسكري في الميدان دفعه إلى اتخاذ هذا القرار في محاولة لتحقيق شيء يمكنّه من الحفاظ على ما تبقى من نظامه، لا سيّما وأن الوضع الاقتصادي والإنساني في أوكرانيا مدمر نتيجة لسياسات الغرب الذي بدأ يعي عمق خسارته في تلك الجبهة، إضافة إلى أن نسبة الهروب من الخدمة العسكرية في اوكرانيا باتت تسجل معدلات مرتفعة".
وأظهر مستشار وزير الإعلام اللبناني أن "المعركة اليوم تشير إلى أن روسيا ستصبح قلب العالم في المرحلة المقبلة عبر تحالفاتها الاستراتيجية مع عمالقة الاقتصاد مثل الصين والهند، وتسعى هذه القوى لبناء نظام عالمي قائم على التنمية البشرية، على عكس الدولة العميقة في الولايات المتحدة التي تسعى إلى سرقة ثروات وموارد الشعوب"، موضحا أنه "لا فرق بين الجمهوريين والديمقراطيين في أمريكا بقدر ما أن هناك دولة عميقة تريد إدارة شؤون العالم وفقًا لمصالحها".