مجتمع

عالم روسي يتحدث عن السياسة المناخية وآثارها على الاقتصاد

أفاد الدكتورفي العلوم الاقتصادية والعضو المراسل في أكاديمية العلوم الروسية، ألكسندر ألكسندروفيتش شيروف، أن أجندة المناخ والحد من انبعاث الغازات الدفيئة والحفاظ على درجات الحرارة العالمية هي سلاح ذو حدين، وعلى كلا الجانبين هي إيجابية إذا اتبعت نهجا متوازنا في حل المشاكل، وبهذه الطريقة يمكنك تحفيز الاقتصاد وحماية الكوكب حقًا.
Sputnik
وتحدث شيروف خلال مقابلة مع المجلة الدورية "روسيا العلمية" بأن سياسة المناخ أصبحت مثل هذا الاتجاه العالمي، ويرجع ذلك في المقام الأول إلى تأثيرها القوي على الاقتصاد، ولقد وصل عدد كبير من البلدان ذات الاقتصادات المتقدمة إلى حدود معينة من تشبع احتياجاتها سواء في البنية التحتية أو في استهلاك السكان، ولكن لكي يتمكنوا من العمل بشكل طبيعي وتوفير معايير اجتماعية عالية، فإنهم يحتاجون إلى دخل إضافي، والذي لا يمكن أن ينشأ إلا في ظروف التحولات في هيكل الإنتاج والأسعار، وعلى خلفية تطور صناعات جديدة في الاقتصاد، وإن أجندة المناخ هي التي تحرك هذه التغييرات الهيكلية.
ألكسندر الكسندروفيتش شيروف، الدكتورفي العلوم الاقتصادية والعضو المراسل في أكاديمية العلوم الروسية، ومدير المعهد التنبؤ الاقتصادي الوطني
وتابع شيروف أنه ونتيجة لذلك، فإننا نرى اهتماما متزايدا به من جانب البلدان التي تمتلك التكنولوجيات المناسبة، وهذا الاهتمام لا يشمل تدريجياً الاقتصادات الكبيرة والمتقدمة فحسب، بل يشمل أيضاً الاقتصادات النامية، مثل الاقتصاد الصيني، لذلك نحن اليوم في المرحلة التي تبدأ فيها أجندة المناخ إلى حد كبير في استبدال الأجندة التقليدية والمفاوضات التجارية المتعلقة بالتغيرات في الرسوم التجارية.

وأشار إلى أنه "من المؤكد أن ظاهرة الاحتباس الحراري موجودة، والأهداف العالمية للحد من التأثير البشري على المناخ ترتبط بالحاجة إلى حماية الكوكب، وتؤثر الإنسانية على تغير المناخ، على الرغم من أن مسألة حجم مساهمتها في تشكيل ظاهرة الانحباس الحراري تظل محل نقاش".

ألكسندر الكسندروفيتش شيروف، الدكتورفي العلوم الاقتصادية والعضو المراسل في أكاديمية العلوم الروسية، ومدير المعهد التنبؤ الاقتصادي الوطني
وأكد شيروف أنه من ناحية يجعل من الممكن الحد من التأثير السلبي على المناخ، ومن ناحية أخرى، فإن عددا من البلدان قادر على حل المشاكل الاقتصادية في وقت واحد بهذه الطريقة.
ألكسندر الكسندروفيتش شيروف، الدكتورفي العلوم الاقتصادية والعضو المراسل في أكاديمية العلوم الروسية، ومدير المعهد التنبؤ الاقتصادي الوطني
وأوضح شيروف أن مهمة روسيا لا تقتصر على الامتثال لالتزاماتها المتعلقة بالحد من انبعاثات الغازات الدفيئة فحسب، بل تشمل أيضاً صياغة أجندتها المناخية بطريقة تسهم بشكل إضافي في تشكيل الديناميكيات الاقتصادية وتؤدي إلى عواقب إيجابية على المناخ.
وأجاب على سؤال حول إذا ما أن روسيا من أكثر الدول المهتمة بهذا الاتجاه للتنمية:

الاقتصاد الروسي يعد خامس أو سادس أكبر اقتصاد في العالم من حيث الناتج المحلي الإجمالي مقاسا بتعادل القوة الشرائية، وبطبيعة الحال، يمكن للعمليات العالمية أن تؤثر على روسيا بشكل إيجابي أو سلبي ولذلك فإن روسيا، باعتبارها واحدة من أكبر اللاعبين، قادرة على بناء سياستها الخاصة وإدخالها بطريقة معينة في الأجندة العالمية.

وأشار شيروف إلى أنه من المرجح أن يتم تحديد توازن الطاقة خلال الثلاثين عامًا المقبلة بواسطة الهيدروكربونات، ومع ذلك، فإن هيكل توليد الطاقة وتكوين هذا التوازن سوف يتغير، ويظل الفحم مصدر الطاقة الأكثر عرضة للخطر من وجهة نظر الانخفاض المحتمل في الطلب، على الرغم من التقنيات الحديثة لاحتراقه مع انخفاض انبعاثات الغازات
ألكسندر الكسندروفيتش شيروف، الدكتورفي العلوم الاقتصادية والعضو المراسل في أكاديمية العلوم الروسية، ومدير المعهد التنبؤ الاقتصادي الوطني
وأجاب شيروف على سؤال حول كيف يمكن مقارنة القرارات المتخذة في مجال السياسة المناخية الفعالة مع المجالات الأخرى للاقتصاد الروسي بأن روسيا طورت بالفعل مجموعة من الوثائق التي تجعل من الممكن إدارة أجندة المناخ بشكل فعال، وهذه هي استراتيجية التنمية الاجتماعية والاقتصادية مع انخفاض انبعاثات غازات الدفيئة للفترة حتى عام 2050.

وأوضح أن هناك عقيدة مناخية ومراسيم مقابلة صادرة عن الرئيس الروسي بوتين، والخطة التنفيذية لتنفيذ استراتيجية التنمية منخفضة الكربون، كل هذا يخلق إطارًا لاتخاذ قرارات فعالة في مجال تنظيم المناخ.

ألكسندر الكسندروفيتش شيروف، الدكتورفي العلوم الاقتصادية والعضو المراسل في أكاديمية العلوم الروسية، ومدير المعهد التنبؤ الاقتصادي الوطني
وأكد شيروف أن كل ما تفعله الشركات والمصانع الروسية بشكل يومي يعمل على الحد من انبعاثات الغازات الدفيئة، ويفصل جزء من مجتمع الخبراء بين سياسة إزالة الكربون وسياسة التحديث الاقتصادي، ولكن في الواقع، فإن 90% من الانخفاض في انبعاثات الغازات الدفيئة لا يأتي من إجراءات متخصصة، بل من التنمية الاقتصادية، فنحن نكتسب إمكانات نمو اقتصادي جديدة مع تقليل بصمتنا الكربونية.

وبيّن أنه هناك حاجة إلى تدابير متخصصة منفصلة، ​​ولهذا الغرض تم اعتماد خطة تنفيذية لتنفيذ استراتيجية التنمية منخفضة الكربون، والاتجاه الأكثر أهمية هنا هو هيكل توليد الكهرباء ومجمع الوقود والطاقة ومن الضروري تحديث الوحدات الحالية العاملة بالفحم والغاز.

ألكسندر الكسندروفيتش شيروف، الدكتورفي العلوم الاقتصادية والعضو المراسل في أكاديمية العلوم الروسية، ومدير المعهد التنبؤ الاقتصادي الوطني

وأكد شيروف أن هناك علاقة مباشرة بين الاستثمار وإزالة الكربون، حيث مُنعت روسيا من الوصول إلى جزء كبير من التقنيات في مختلف قطاعات الاقتصاد، وهذا يعني أن حكومات الدول الغربية التي اعتمدت العقوبات تمنع عملية إزالة الكربون من روسيا بهذه القرارات، لأن عدم الوصول إلى التكنولوجيات الأكثر فعالية في مجالات الطاقة والهندسة الميكانيكية والكيمياء والتعدين، بالطبع، يعيق عملنا مرة أخرى، وعلاوة على ذلك، فهو لا يؤدي فقط إلى إبطاء تطور الاقتصاد الروسي، بل يعيق حل المهمة العالمية المتمثلة في الحد من انبعاثات غازات الدفيئة.

وختم أنه من المهم أن نفهم ذلك، إذا كانت هناك شكاوى ضدنا في هذا المجال على المنصات الدولية، فيمكن الإشارة بشكل معقول إلى أن الشركاء الغربيين السابقين هم الذين قادوا إلى هذا الوضع، دون مشاركة القيود على التقنيات المدنية والعسكرية والانتقالية، كل شيء مغلق، وهذا يؤثر بالتأكيد على تحقيق روسيا لحياد الكربون، ولكن سيتعين علينا حل مشكلة النقص التكنولوجي بمساعدة الدول الصديقة أو بشكل مستقل.
مناقشة