وبموازاة الحرب المشتعلة في غزة ، تشهد الضفة الغربية عملية عسكرية هي الأكبر والأوسع منذ عملية "السور الواقي" في عام 2002، وتقول إسرائيل إن العملية تستهدف مسلحين في جنين وطولكرم وطوباس، حيث تنشط قوات إسرائيلية كبيرة مع تحليق لمروحيات ومقاتلات.
ويواصل الجيش الإسرائيلي تجريف البنية التحتية في مخيم طولكرم، عقب اقتحامه من المدخل الغربي للمدينة، مدعوما بعشرات الآليات والجرافات الثقيلة، ويعيش سكانه حالة حصار مشددة من كافة المداخل والطرق المؤدية إليه، وقد نشرت القوات الإسرائيلية القناصة على كافة المناطق، وسط إطلاق الأعيرة النارية بشكل كثيف في مختلف أنحاء المخيم، وقد استهدفت الطائرات الإسرائيلية المسيّرة موقعا في حارة الحمام في مخيم طولكرم، ما أدى إلى وقوع عدد من الإصابات.
ودفع الجيش الإسرائيلي بتعزيزات عسكريّة وسط تحليق مكثف لطائرات الاستطلاع على ارتفاع منخفض، وفرض حصارا مشددا على مستشفيي "ثابت ثابت" الحكومي و"الإسراء التخصصي"، وأعاق عمل مركبات الإسعاف من خلال تفتيشها والتدقيق في هويات طواقمها والمرضى أثناء نقلهم للمستشفيات.
وقال المسعف توفيق غنام لوكالة "سبوتنيك": "جيش الاحتلال يحاصر مشفى الإسراء ومشفى ثابت ثابت، ومنع التحركات حول المشفى، وهذا الاقتحام هو الأصعب، ونتعامل مع الحالات بصعوبة بالغة، بسبب صعوبة التحرك، وقمنا بإسعاف طفلة أصيبت برصاصة في الوجه وهي داخل منزلها في الطابق الخامس في عمارة سكنية".
وأصيب عدد من الفلسطينيين في قصف مسيرة إسرائيلية، موقعا في مخيم طولكرم، فيما قامت جرافات إسرائيلية بتدمير البنية التحتية للمخيم ما أدى لانقطاع الكهرباء والماء، وقد دمرت خطوط الكهرباء المغذية للمخيم مما تسبب في انقطاع التيار الكهربائي عن أجزاء واسعة منه، عدا عن انقطاع المياه.
وقال حكيم أبو صفية عضو بلدية طولكرم لـ"سبوتنيك": "الأضرار التي لحقت في المدينة تمتد إلى كل الاتجاهات، وتشمل معظم مناحي الخدمات، والخسائر كبيرة جدا وخاصة البنية التحية للمياه، وأعتقد أنَّ المياه هي الأكثر دمارا، وهذا الاجتياح أطلق عليه اجتياح المياه، وكان استهداف البنية التحتية للمياه بشكل مباشر، وقد تضررت البنية التحتية للاتصالات والصرف الصحي، ولغاية الآن لا نستطيع معرفة الحجم الحقيقي للأضرار، وهناك صعوبة وخطورة للتحرك، والاجتياح لم ينتهي ولا نعلم التصعيد إلى أين سيصل".
وقال نادي الأسير الفلسطيني إن حصيلة عمليات الاعتقال في الضفة منذ إعلان إسرائيل الحملة العسكرية الأخيرة بلغت نحو 130 حالة اعتقال، مع التأكيد أن هذه الإحصائية تشمل الحالات المؤكدة لدى المؤسسات فقط، في ظل عدم المقدرة على معرفة حصيلة الاعتقالات النهائية في جنين والتي تقدر بالعشرات، وقد اعتقلت القوات الإسرائيلية أكثر من عشرة آلاف و400 فلسطيني من الضّفة بما فيها القدس، منذ السابع من أكتوبر 2023.
وفي اليوم السابع للعملية العسكرية الإسرائيلية العنيفة على الضفة الغربية، ارتفع عدد القتلى منذ بدء العملية إلى 30 مواطنا، بينهم 18 في محافظة جنين، و5 في طولكرم، و4 في طوباس، 3 في الخليل، ما يرفع حصيلة القتلى في الضفة منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 إلى 682.