وأوضح أردوغان، خلال مؤتمر صحفي مع نظيره المصري عبد الفتاح السيسي في أنقرة، أن "تركيا تواصل الجهود لتعزيز جسور التواصل مع مصر بكافة المجالات"، مؤكدا السعي مع مصر للعمل من أجل حفظ الأمن والاستقرار في الإقليم.
وبشأن القضية الفلسطينية، أكد أردوغان أن لدى مصر وتركيا موقف مشترك بشأن هذه القضية، مشيرا إلى أن "الأولوية الآن هي لوقف المجازر في قطاع غزة والتوصل لوقف إطلاق النار".
وأضاف الرئيس التركي أن "إلقاء إسرائيل آلاف أطنان القنابل على غزة هو لإخضاع الشعب الفلسطيني بعد أن العجز عن كسر إرادته"، متابعا: "إسرائيل أظهرت بقتلها المفاوض الذي تتفاوض معه العقيدة التي تحكم سياستها".
كما أكد أردوغان "مواصلة المساعي من أجل أن يحاكم المسؤولون الإسرائيليون عن ارتكاب المجازر في غزة"، متهما إسرائيل "بمنع وصول المساعدات لشعب غزة لتكون جريمة أخرى تضاف لسجل جرائمها".
وكان السيسي قد أعرب عن سعادته البالغة بزيارته الأولى للجمهورية التركية، ولقائه بالرئيس رجب طيب أردوغان، مضيفا: "تجمع بين دولتينا العريقتين علاقات تاريخية وشعبية متأصلة الجذور، كما تربطهما علاقات سياسية قوية منذ تأسيس الجمهورية التركية على يد الزعيم المؤسس مصطفى كمال أتاتورك".
وتابع السيسي: "لعل زيارتي اليوم، ومن قبلها زيارة الرئيس أردوغان للقاهرة، تعكس الإرادة المشتركة لبدء مرحلة جديدة من الصداقة والتعاون بين مصر وتركيا، استناداً لدورهما المحوري في محيطهما الإقليمي والدولي، وبما يلبي طموحات وتطلعات شعبينا الشقيقين".
وكانت الرئاسة المصرية، قد أفادت في وقت سابق اليوم من الأربعاء، أن "زيارة السيسي، التاريخية لتركيا تمثل محطة جديدة في مسار تعزيز العلاقات بين البلدين، وتأسيساً لمرحلة جديدة من الصداقة والتعاون المشترك بين البلدين، سواء ثنائياً أو على مستوى الإقليم، الذي يشهد تحديات جمة تتطلب التشاور والتنسيق بين البلدين".
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، قد زار مصر في فبراير/ شباط الماضي، في أولى زياراته للبلاد منذ تولي السيسي الحكم، والتي تعد تتويجا لمسيرة تطبيع العلاقات بين البلدين.
كما التقى الرئيسان، في شهر سبتمبر/ أيلول الماضي، على هامش قمة "مجموعة العشرين" في العاصمة الهندية نيودلهي، واستعرضا العلاقات الثنائية والتبادل التجاري والتعاون في مجال الطاقة بين البلدين.
وكانت مصر، قد أعلنت في 4 يوليو/ تموز 2023، رفع مستوى العلاقات الدبلوماسية مع تركيا إلى درجة السفراء، وذلك في إطار تحسن العلاقات بين البلدين بعد قطيعة دامت سنوات، ورشحت السفير عمرو الحمامي سفيرا لها لدى أنقرة، بينما رشحت تركيا السفير صالح موتلو شين سفيرا لها لدى القاهرة، وفق بيان الخارجية المصرية.
وفي 3 يونيو/ حزيران 2023، توجه وزير الخارجية المصري، سامح شكري، حينها إلى العاصمة التركية أنقرة، للمشاركة في مراسم تنصيب الرئيس التركي، بعد إعلان اللجنة العليا التركية للانتخابات فوزه بالانتخابات الرئاسية.
كما هنأ الرئيس المصري نظيره التركي بفوزه، واتفق الرئيسان خلال اتصال هاتفي، في 29 مايو/ أيار 2023، على تحسين العلاقات الدبلوماسية بين الدولتين وتبادل السفراء.
واتفقت القاهرة وأنقرة، خلال زيارة قام بها وزير الخارجية المصري إلى العاصمة التركية، في نيسان/ أبريل الماضي، على إطار زمني محدد للارتقاء بالعلاقات الدبلوماسية، علاوة على التحضير لعقد قمة بين الرئيسين.
وشهدت العلاقات بين مصر وتركيا، فترة غلب عليها الفتور والتوتر، بعد ثورة 30 يونيو/ حزيران 2013، التي أطاحت بالرئيس المصري الراحل، محمد مرسي، إذ اعتبرت تركيا، التي كانت من أبرز الداعمين لمرسي، ما حدث "انقلابا على الشرعية".