باحث سياسي: خطاب بوتين كشف زيف الرواية الأميركية التي تحاول تخويف الناس من روسيا

رأى الباحث السياسي في الشأن الدولي الدكتور باسم عساف أنّ "خطاب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال المنتدى الاقتصادي في الشرق الأقصى هو خطاب شامل وكامل، كما أنّه يمثّل انقلابًا أبيضًا في السياسة الروسية، وفي العمل الاقتصادي والاجتماعي، وفي منهج الحكم الروسي الحالي".
Sputnik
واعتبر في حديث لـ إذاعة "سبوتنيك"، أنّ "خطاب بوتين كشف زيف الرواية الأميركية التي تحاول تخويف الناس من روسيا"، مشيرًا إلى أنّ " بوتين أظهر للعالم أنّ بلاده دولة سلمية اقتصاديًا واجتماعيًا، وتسعى لتعزيز اقتصادها واقتصاد الدول المحيطة بها والدول المتعاونة معها في مختلف المناطق، وقد أثبتت اليوم أنها دولة عظمى تسعى إلى السلام والاستقرار بعيدًا عن الصراع والحرب".

ولفت الدكتور عساف إلى أنّ "الحضور الهائل من ماليزيا والصين ودول عربية وأفريقية في المنتدى الاقتصادي، يُعطي انطباعًا واضحًا بأنّ روسيا تنتعش اقتصاديًا على جميع الأصعدة، وليس فقط على الصعيد العسكري".

وشدّد الدكتور عساف على أنّ "روسيا ليست دولة توسعية أو استعمارية"، مؤكدا أنها "تعمل من أجل تعزيز التضامن الاقتصادي بين الدول، ويظهر ذلك بوضوح من خلال تجربتها مع تركيا، حيث ساهمت في تسويق البضائع التركية وسمحت بمرور السفن عبر المضائق في البحر الأسود".
وأشار إلى أنّ "الرئيس الروسي شدّد في خطابه على أهمية القطاع الشبابي، مناشدًا الشباب بأنهم هم من سيقودون العملية الاقتصادية، في إشارة منه إلى تعويله الكبير على دور الشباب في تحقيق النهضة والتنمية، كما دعا بوتين الداخل والخارج، بما في ذلك الشركات الكبرى والمستثمرين، إلى الاستثمار في المشاريع التي تسهم في النهوض والتنمية في الشرق الأقصى".

وشدّد الباحث السياسي في الشأن الدولي على أنّ "العديد من الدول التي تتعامل اقتصاديًا وتجاريًا مع روسيا بدأت في إجراء عملياتها بالروبل، مما أدّى إلى ارتفاع كبير في قيمة الروبل مقارنة بالدولار، الذي شهد انخفاضًا كبيرًا"، مضيفاً أنّ "أمريكا وحلفاءها في "الناتو" لا تستطيع فرض حصار اقتصادي على روسيا من خلال الدولار، وذلك بفضل الروبل والتعاون مع الصين ودول أخرى، إذ تمكنت روسيا من تجاوز حصار الدولار، مما يدل على أنها ليست دولة يمكن لأمريكا هيمنتها عبر الاقتصاد".

أما بالنسبة للاتهامات التي توجه لروسيا حول عرقلة مساعي السلام والاقتصاد الحر، قال الدكتور عساف: "ارتدت هذه الاتهامات على من أطلقها، حيث أثبتت روسيا أنها تعمل على النهوض وتصدير المواد إلى العالم باستخدام أي وسيلة مريحة للآخرين، وليس عبر الهجوم أو فرض حصار اقتصادي، وبذلك، من الواضح أنّ العالم، حتى خلال الأزمة الأوكرانية، تمكن من الحصول على بضائع روسية، مع تأمين ممرات السفن التي تخرج من روسيا إلى الممرات العالمية".
أستاذ علاقات دولية: روسيا حاضرة على الساحة العالمية ومنطق العقوبات ارتد على أصحابه
كما تطرق الباحث السياسي للحديث عن المفاوضات حول الملف الأوكراني، معتبرًا أنّ "أوكرانيا تُقَاد اليوم من قبل أشباه الرجال، حيث يُعتبرالرئيس الأوكراني المنتهية ولايته زيلينسكي مجرد دمية في يد القوى الغربية وحلف "الناتو"، يتم استخدامه لمواجهة روسيا من جهة، وإدارة العملية العسكرية والتفاوضية من جهة أخرى"، مضيفاً أنّ "زيلينسكي ليس صاحب القرار الفعلي، بل يتلقى الأوامر لتحقيق مزيد من المكاسب التفاوضية مع روسيا، لكنه، في الواقع، لا يمتلك القدرة على اتخاذ القرارات بنفسه، وقد شهدنا عقد عدة اجتماعات حيث تراجع عن قرارات في أكثر من مكان".

وتابع: "عندما يتلقى زيلينسكي صواريخ ودبابات وطائرات من حلف الناتو، نرى أنه يستخدم هذه المعدات لتنفيذ هجمات هنا وهناك، في محاولة لتحقيق إنجازات يمكن أن يستغلها في المفاوضات للخروج من هذه الحرب العبثية، كما أنّه لا يهتم لمصلحة شعبه"، مشيراً إلى أنّ "نسبة كبيرة جدًا من الشعب الأوكراني قد هاجرت إلى بلاد أخرى ولا ترغب في الحرب، كما أن هناك نسبة كبيرة من الشعب الأوكراني ذات أصول روسية، حيث كانت أوكرانيا جزءًا من السيادة الروسية تحت حكم الاتحاد السوفياتي، وما يثير هذا الأمر استغرابًا كبيرًا لدى الشعب الأوكراني، هو أن الحكم الأوكراني يخوض حربًا ضد روسيا، في حين أن الشعبين مرتبطان ارتباطًا وثيقًا".

وإذا أشار عساف إلى أنّ "سقوط طائرة F-16 التي أعطيت لأوكرانيا حديثًا ، يُعتبر درسًا للأمريكيين و للأوكرانيين بأن هذا النوع من السلاح لا ينبغي استخدامه ضد المدنيين أو في الهجمات على روسيا"، شدّد على أنّ "هذا الحدث سبب خيبة أمل كبيرة بالنسبة لأوكرانيا و من خلفها الغرب، خاصةً لأن الطيار الذي قاد هذه الطائرة كان من بين أفضل الطيارين، وبالتالي من هنا، يظهر أن هناك اضطرابًا واضحًا لدى الأوكرانيين، مما يشير إلى أنهم يخوضون حربًا عبثية، وهذا الوضع يعزز من قدرة بوتين على إصدار الأوامر للجيش الروسي بتدمير كييف إذا أراد ذلك".
مناقشة