خبراء: فرض عقوبات على "سبوتنيك" يكشف زيف الولايات المتحدة

Sputnik
فرضت الولايات المتحدة عقوبات على مجموعة "روسيا سيغودنيا" الإعلامية و"ريا نوفوستي" و"آر تي" و"سبوتنيك"، بحسب بيان صادر عن وزارة الخزانة الأمريكية.
بهذا الخصوص، قال مسؤول العلاقات الدولية في التيار الوطني الحر اللبناني الدكتور طارق صادق لـ"سبوتنيك" :"نرسل رسالة تضامن مع "سبوتنيك"، ومع كل وسائل الإعلام التي تتعرض لضغوطات لإسكاتها ولتكميم صوت الحرية في العالم، لا يمكن تكميم "سبوتنيك" وأنصار الحرية بهذه الطريقة، نحن نرى أن سلاح العقوبات لم يجد نفعا ولن يجد نفعا مستقبلا لإسكات الصوت الحر فكان من المفترض على الولايات المتحدة أن تصل لقناعة أن هذه السياسة غير مجدية وهي تدفع البلدان والمنظمات لإيجاد البدائل".
وأضاف صادق: "رأينا كيف أن العقوبات الاقتصادية أحادية الجانب على الدول فرضت الاتجاه نحو بدائل مثل الـ"بريكس" والابتعاد عن الدولة الأمريكية فنحن لم نعد في عالم أحادي القطبية، لذلك أنا أعتبر أن سلاح العقوبات ليس نافعا بل بالعكس هو مضر لصورة الولايات المتحدة الأمريكية في العالم لا سيما وأننا نرى أن وسائل الإعلام الأمريكية تتدخل في شؤون البلدان ولا أحد يفرض عليها عقوبات".
وتابع صادق: " صوت الإعلام هو صوت حر يمكن للإنسان أن يعبر عن رأيه فالأعذار التي أعطيت لفرض هذه العقوبات كالتدخل في السياسة والانتخابات الرئاسية الأمريكية أو غيرها يعني العالم كله يعرف أنها أسباب غير مقنعة بل هي سياسية للضغط على وسائل الإعلام الحرة مثل "سبوتنيك" و "أر تي" والوسائل الأخرى فأنا أقول أنه يجب على العالم الحر أن يبقى متضامناً ضد القمع الإعلامي والقمع الذي أصبح ميزة من ميزات السياسة الأمريكية مؤخراً وهذا يضر بأمريكا وبما يسمى العالم الحر أكثر ما يضر بوسائل الإعلام المستهدفة".
الخارجية الروسية تتوعد باتخاذ إجراءات الرد المناسبة بعد العقوبات الأمريكية ضد وكالة "سبوتنيك"
وعن ردود الفعل الروسية، قال صادق: "طبعا أنا متابع كيف كانت الردود الروسية في ظل الهجمات والضغوطات في السنوات الأخيرة. أتوقع أن رد روسيا ربما لن يكون بنفس الطريقة بل بإعطاء حرية الرأي والرأي الآخر وإعطاء صورة عن حرية أكبر للإعلام وهذا ما أتمنى من الدولة الروسية".
بدوره، قال الإعلامي والمذيع في قناة "الميادين" الأستاذ كمال خلف: " تحية لـ"سبوتنيك" ولكل العاملين فيها وكل الإعلام الروسي بلغاته كافة. طبيعي أن تخرج الولايات المتحدة الأمريكية هذه العقوبات وهذا القمع ضد الصحفيين وحرية التعبير. لأنه يتساوى تمامًا مع السياسة الأمريكية بالعسكر والسياسة. يعني هم في المجال العسكري يؤمنون بالحروب، وتدمير الشعوب، و الأوطان، واحتلال الأرض، وفي السياسة يؤمنون بالهيمنة والأتباع والخضوع وليس الشراكات والتعاون. ومن الطبيعي أن ينعكس ذلك على التصرف أو التعاطي مع الإعلام المختلف. أولاً، أصبح أعلامها دعائي بشكل فاضح. وكل الأخطاء التي ارتكبوها في المرحلة السابقة، وفي هذه الحرب التي تدار هنا في منطقتنا. الإعلام الأمريكي روج لكثير من الأكاذيب".
وأضاف خلف: "الولايات المتحدة الأمريكية، والمنظومة الغربية بشكل عام، والتي تدعي حرية التعبير، لا تريد للناس ولا للرأي العام في العالم أن يستمع لصوت غير صوتها. وأي صوت آخر يجب أن يقمع. إعلام روسي. إعلام فينزويلي. إعلام عربي. إعلام غير عربي. أي صوت في أي منطقة في العالم يكون مختلفا عما تريده الولايات المتحدة و يعاكس سياساتها يجب أن يختفي ويمنع ويقمع. والحقيقة أن تطور وسائل الإعلام، والروسية بشكل كبير في الفترة الأخيرة، وتعدد لغاتها وانتشارها ومصداقيتها، أثرت بالرأي العام حتى في الغرب والدول الأوروبية وما يقوله الإعلام في روسيا بعد حرب أوكرانيا، جعل الولايات المتحدة الأمريكية تشعر بالخوف من هذا الإعلام وأن يصل إلى الرأي العام في الولايات المتحدة والغرب وأن يؤثر و هو بدأ يؤثر فعلا".
وتابع خلف: "شاهدنا تأثير ما يجري في غزة على الداخل الأوروبي وفي الولايات المتحدة. اليوم الحزب الديمقراطي لديه مشكلة وقف الحرب في غزة للتحول الانتخابات لأن الرأي العام في الولايات المتحدة رغم الضخ والدعاية والأكاذيب، التي روجها الإعلام الأمريكي طوال 11 شهرا لم يستطع هذا الإعلام التأثير على الرأي العام الأمريكي وأصبح هناك تيار كبير حتى داخل الحزب الديمقراطي يعارض هذه الحرب ويدينها ويعتبر أن الولايات المتحدة الأمريكية شريكة في الدم الذي يسفك في غزة".
راديو
خبراء متضامنون مع "سبوتنيك" ضد العقوبات الأمريكية
واعتبر خلف أن " الولايات المتحدة تتصرف كبلطجي للعالم. هذا البلطجي بدأت يده ترتجف، وبدأ يشعر بالوهن و بالتراجع لذلك لم يعد يتصرف بثقة ومنع وسائل الإعلام الروسية وقمع الصحفيين الروس ومحاولة إسكات الأصوات المختلفة في دول كثيرة في العالم تعاكس الولايات المتحدة. هذا دليل ضعف وليس قوة. والقوى الدولية ومنها روسيا التي بدأت تريد أن تخرج من العصر الأمريكي باتجاه عالم جديد وعصر جديد تتشكل فيه القوة على أساس التعاون والتجمع في تشاركات ومصالح اقتصادية و سياسية. ".
ورأى خلف أن "المستقبل ليس للعصر الأمريكي هذا العصر بدأ بالأفول ونحن أمام قوى بدأت تطل على المستقبل لديها عناصر قوتها وأحدها هو الإعلام الذي بدأ يؤثر بالرأي العام في كل أنحاء العالم.ماذا فعلت هذه القنوات الإعلامية؟ لم تفعل سوى أنها تحاول أن تنقل الواقع والحقيقة وأنها تحاول أن تنقل الصورة الحقيقية وتتحدث بموضوعية وليس بالتحيز".
وأوضح خلف " أن وجه الولايات المتحدة الأمريكية في العالم أصبح قبيحا بعد قتل 41 ألف فلسطيني استشهدوا في قطاع غزة غالبيتهم من الأطفال والنساء والمدنيين وبأسلحة أمريكية ولا تزال تزود إسرائيل بالأسلحة ، والآن يتم تدمير الضفة الغربية ومحاولة تهجير سكانها، وأعداد الشهداء يرتفع وهذا كله تحت رعاية الولايات المتحدة التي وعدت الفلسطينيين بأنهم سيحصلون على دولة فلسطينية وأنها راعية السلام انظرو كيف تقف الولايات المتحدة مع آلة القتل الإسرائيليه تزودها بالأسلحة بينما خدعت الفلسطينيين وخدعت الشعوب العربية بأنها ستكون وسيطا لإنشاء دولة فلسطينية وتقرير مصير الشعب الفلسطيني".
واشأر خلف إلى أن " الشعب الفلسطيني هو أحد الأمثلة وأن أمريكا اللاتينية أيضا عانت وكذلك سوريا التي تعاني من حالات الجوع والفقر والناس بلا كهرباء أو ماء لأن الولايات المتحدة تفرض عليهم عقوبات قيصر لذلك سنقاوم بالكلمة وبالصورة وبالمعلومة وبالحوار والنقاش كصحفيين ونحن في نهاية المطاف وسائل إعلام لسنا أسلحة ولا صواريخ ولا قنابل".
من جانبه، قال الدكتور محمد كمال مدير تحرير بوابة أخبار اليوم والباحث في الإعلام الرقمي: "لا أعتقد أن هذا الأمر متعلق فقط بسبوتنيك والموظفين بل رسالة معناها أننا لن نترك روسيا تتمتع بالحرية الكاملة أو الكافية وتهديد الصحفيين الروس أمر خطير جدا ، والماكينة الإعلامية الأمريكية تثبت يوما بعد الأخر أنا سياسية وليست حرة بل منقادة لتوجهات الدولة خاصة أن هذه العقوبات صدرت من بلد يدعي الأمن والحريات".
وتحدث الإعلامي المحاضر الأستاذ أحمد شبيب عن هذه العقوبات بقوله لـ"سبوتنيك": "تفاجأنا بهذا القرار ضد "سبوتنيك" هذه المنصة الإعلامية الجميلة التي نأخذ منها الخبر والمصداقية والغريب بالموضوع بأن القرار من دولة تدعي بأنها تدعم دائماً حرية الصحافة والتعددية الصحافية وحرية التعبير. وبما أن سلاحنا الكلمة والكاميرا فإذاً الهجوم اليوم ليس فقط على هذا الشخص أو ذلك بل على الكلمة الصادقة والحرة ولكن دائما تبقى الحقيقة كالشمس مهما حاول الكثير من الأشخاص أن يحجبوها لم ولن يستطيعوا أبدا فستبقى دائما إن شاء الله "سبوتنيك" هي شمس الصحافة والكلمة".
وقالت الصحافية السورية خلود عيوش: "لم أستغرب فرض عقوبات أميركية على "سبوتنيك" أو على المواقع الروسية بشكل عام لأنها تعمل على تبيان الحقيقة ونقلها للناس كما هي وسط هذا الضخ الإعلامي الأمريكي المضلل والبعد عن المهنية الإعلامية منذ بداية الحرب الإعلامية الإرهابية على سوريا ومرورا بالعملية الروسية في أوكرانيا ووصولا إلى عملية طوفان الأقصى والمجازر الإرهابية التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق أهلنا في غزة".
وأضافت عيوش: "الولايات المتحدة لا تعترف بالأسباب الحقيقة لفرض هذه العقوبات بل وضعت ذرائع أخرى كالتدخل بالإنتخابات الأمريكية وغيرها وهذا الأمر عانت منه وما زالت تعاني منه وسائل الإعلام في سوريا، ونسأل هنا أين هي حرية الكلمة والصحافة التي صدعوا رؤوسنا بها؟ العقوبات دليل واضح وقوي على تأثير نقل الإعلام الروسي لما يحدث حول العالم على الناس وهذا بحد ذاته وسام للكلمة والصحافة الروسية".
وكذلك قال المستشار الإعلامي قيس رمضان: "هذا أحد أساليب الإدارة الأمريكية المتنوعة للحفاظ على مصالحها ومحاولة عزل روسيا. بالتأكيد هذا لن يؤثر على شبكات الإعلم في روسيا كونها متقدمة ولها كيانها وسياستها الخاصة التي تبث الحقيقة بشكل موثوق ومن السخف أن نسمع بأن روسيا سيغودنيا الإعلامية تقوم بالتأثير على سياسات دول سواء داخلية أو خارجية".
من ناحيته، قال الإعلامي المصري بلال شعبان: "هذا تناقض كبير في سياسات الولايات المتحدة تجاه حرية الرأي والتعبير خاصة فيما يتعلق بوسائل الإعلام وهي بهذه الممارسات تنتهك حقوق الرأي والتعبير خاصة في ظل اتهامات غير مثبتة بقيام وسائل الإعلام الروسية كـ"سبوتنيك" و"روسيا اليوم" بالعمل أو التدخل في الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقرر في نوفمبر المقبل".
مناقشة