وذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي، صباح اليوم الجمعة، أن قوات الجيش الإسرائيلي انسحبت من مدينة جنين ومخيمها بعد عملية عسكرية موسعة هي الأطول والأكثر عنفا منذ عام 2002.
ولفتت الإذاعة الإسرائيلية إلى أن قوات الجيش الإسرائيلي أجرت عملية عسكرية موسعة في مدينة جنين ومخيمها لمدة 10 أيام متواصلة، وهي الأطول منذ عملية السور الواقي، مشيرةً إلى قتل الجيش الإسرائيلي لنحو 36 فلسطينيا واعتقال 46 آخرين.
وقال قياديان في حركة فتح لـ"سبوتنيك"، إن الاعتداءات الإسرائيلية على مخيمات ومحافظات الضفة الغربية لا تزال مستمرة، ضمن مخطط إسرائيل لتهجير المواطنين الفلسطينيين، وتوسيع الاستيطان، وإنهاء حل الدولتين.
خدعة إعلامية
اعتبرت عضو المجلس الثوري لحركة "فتح"، كفاح حرب، أن إعلان إسرائيل الانسحاب من جنين وطولكرم من جانب، واستمرار العملية العسكرية في الضفة من جانب آخر، هي "خدعة إعلامية إسرائيلية".
وبحسب تصريحاتها لـ"سبوتنيك"، فإن "الواقع على الأرض يشير إلى عدوان إسرائيل سافر ومستمر على الشعب الفلسطيني، مرتبط برؤية الحكومة اليمنية المتطرفة التي يقودها، بنيامين نتنياهو، والتي أعلنت عنها مرارا وتكرارا بتهجير الشعب الفلسطيني، أو إبادته، وتدمير أي حل سياسي يقوم على الشرعية الدولية بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة".
وأكدت حرب أن "تقطيع أواصل المدن الفلسطينية، ومصادرة الأراضي والتوسع الاستيطاني، والاعتقالات والاقتحامات، وما يترتّب عليها من قتل وتنكيل، وتدمير للبنية التحتية، والمنازل وقرصنة أموال المقاصة، ومحاولة تجويع الشعب الفلسطيني، هي الأهداف الرئيسية لسياسة نتنياهو وحكومته تجاه الضفة الغربية".
ولفتت إلى أن "ما عرضه نتنياهو من خريطة خلال مؤتمره الصحفي الأخير، والتي تضم الضفة لإسرائيل، تؤكد هذه التحركات"، مؤكدة أن "الشعب الفلسطيني يبقى له بالمرصاد، عبر صموده وثباته ونضاله المستمر".
استمرار التهجير
بدوره، اعتبر عضو المجلس الثوري لحركة فتح، الدكتور تيسير نصر الله، أن "إسرائيل أطلقت على عمليتها في الضفة الغربية اسم "المخيمات الصيفية"، وهي استهدفت مدن شمال الضفة، واعتبرت الأطول من حيث استمرار عملية الاجتياح والتخريب منذ حملة "السور الواقي" عام 2002".
وبحسب تصريحاته لـ"سبوتنيك"، فقد "رافق الحملة الجديدة استخدام الطائرات والمسيّرات والجرّافات لإحداث أكبر عملية تدمير للبنية التحتية، وقتل أكبر قدر ممكن من المواطنين الفلسطينيين، في محاولة لعزل المقاومين عن حاضنتهم الشعبية، وجعل البيئة الفلسطينية غير صالحة للحياة الآدمية من أجل فتح باب التهجير".
ويعتقد نصر الله أن "حكومة بنيامين نتنياهو المتطرفة ماضية في مسلسل الاقتحامات وهدم المنازل وقتل المواطنين، كما حدث اليوم مع المتضامنة الأمريكية من أصول تركية، التي كانت تشارك في فعالية سلمية للمقاومة الشعبية في قرية بيتا جنوب نابلس، حيث تم إطلاق الرصاص على رأسها مما أدى إلى وفاتها".
وأضاف أن "هذا الاعتداء قابل للزيادة، في ظل صمت دولي رهيب، ودعم أمريكي غير مسبوق".
وشهدت الضفة الغربية عملية عسكرية هي الأكبر والأوسع منذ عملية "السور الواقي"، في عام 2002، وتقول إسرائيل إن "العملية تستهدف مسلحين في جنين وطولكرم وطوباس"، حيث تنشط قوات إسرائيلية كبيرة مع تحليق لمروحيات ومقاتلات.
واستمر الجيش الإسرائيلي في حملته العسكرية العنيفة على مدن وبلدات الضفة الغربية، فيما حذرت مقررة الأمم المتحدة الخاصة في الأراضي الفلسطينية، فرانشيسكا ألبانيز، من امتداد "العنف الإبادي الإسرائيلي" في غزة إلى الضفة الغربية، وقالت في بيان، إن "العنف الإبادي الذي ترتكبه إسرائيل قد يتجاوز غزة ويمتد إلى جميع أنحاء الأراضي الفلسطينية المحتلة"، موضحة أن "الفصل العنصري الإسرائيلي يستهدف غزة والضفة الغربية، في إطار عملية شاملة للتصفية والإحلال والتوسع".
وأفاد "نادي الأسير الفلسطيني"، بأن "حصيلة عمليات الاعتقال في الضفة، منذ إعلان إسرائيل الحملة العسكرية الأخيرة بلغت نحو 130 حالة اعتقال"، مع التأكيد أن "هذه الإحصائية تشمل الحالات المؤكدة لدى المؤسسات فقط، في ظل عدم المقدرة على معرفة حصيلة الاعتقالات النهائية في جنين والتي تقدر بالعشرات، وقد اعتقلت القوات الإسرائيلية أكثر من 10 آلاف و400 فلسطيني من الضفة بما فيها القدس، منذ السابع من أكتوبر 2023".
وفي اليوم السابع للعملية العسكرية الإسرائيلية العنيفة على الضفة الغربية، ارتفع عدد القتلى منذ بدء العملية إلى 30 مواطنا، بينهم 18 في محافظة جنين و5 في طولكرم و4 في طوباس و3 في الخليل، ما يرفع حصيلة القتلى في الضفة منذ السابع من أكتوبر 2023، إلى 682 شخصا.