برلمانية سورية لـ"سبوتنيك": الغرب بدأ كتابة صفحاته السوداء في تاريخ حرية الصحافة
أفادت البرلمانية السورية ورئيسة لجنة الحريات الإعلامية في اتحاد الصحفيين السوريين، رائدة وقاف، بأن التضليل الغربي والإرهاب المعلوماتي والإعلامي ضد روسيا والعالم بشكل عام ليس جديداً، مؤكدة أنه يأتي ضمن الحملة الغربية المحمومة ضد وسائل الإعلام التي لا تخضع لهيمنتها ولا تنصاع لرؤاها الأحادية الجانب.
Sputnikوأشارت وقاف إلى أن السياسة الغربية تسعى بشكل محموم للسيطرة على تدفق المعلومات، ومنع أصحاب القضايا الكبرى من إيصال صوتهم، وتنزع إلى الاستفراد بضخ الآراء وتوجيهها نحو مساحات مضللة ومفبركة.
العقوبات سلاح الغرب لفرض آرائه
وأوضحت وقاف في حديث خاص لـ "سبوتنيك" أن العقوبات التي فرضتها الخزانة الأمريكية على وكالة "سبوتنيك" و"آر تي" قد سبق وأن فُرضَ مثلها من قبل الاتحاد الأوروبي ضد وسائل إعلام روسية بهدف منع تسلل المعلومات الصحيحة إلى جمهور الاتحاد الأوروبي، وهذا إن دل على شيء فهو يدل على ازدواجية المعايير في ما يتعلق بحرية الصحافة وحرية التعبير وحرية الإعلام، ومحاولة فرض تصور الغرب ومقولاته وآرائه المغلوطة على العقول.
وأشارت وقاف إلى أن هذا كله يفضح عجزا حقيقيا في مساعي تضليل العالم وفرض الحصار السياسي والميداني والبحث عن أوراق ضغط مفقودة.
الغرب يصطدم بمبادئه وجها لوجه
وأضافت وقاف: "هناك عجز أمريكي يأتي وسط زلزال عالمي يهز الحكومات الغربية وحكومة الولايات المتحدة على وجه الخصوص من الداخل، وهي أزمة حقيقية بين جمهور اكتشف التضليل الكبير الذي يتعرض له من قبل إداراته المتعاقبة، تضليل عن الحقائق التي ترسخت على الأرض ووصلت وتصل إليه رغم كل هذه العوائق".
وأشارت وقاف إلى أن الغرب الذي لطالما استخدم سلاح حرية التعبير لغزو البلدان وتجريد الشعوب من سيادة أوطانها، بات قاب قوسين أو أدنى من أن يصطدم بمبادئه هذه وجها لوجه، لافتة إلى أن هذه الانتهاكات والمضايقات التي تتعرض لها وسائل الإعلام الروسية والصحفيون العاملون فيها والقائمون عليها في تزايد مستمر، الأمر الذي يبرز فعاليتها المحققة في تقديم رسالة الحقيقة.
الغرب يكتب صفحاته السوداء
وقالت وقاف: "إننا مقتنعون وعلى يقين بأن مسيرة الصحافة ستبقى مستمرة وهي تزخر وتعلو بالكلمة الصادقة وصوت الحق وصورة الحقيقة توصل القضايا العادلة وفق حقيقتها الساطعة التي ستتخطى حواجز القمع والإخماد مستنهضة كل خلايا المجتمع الغربي بشكل عام والأمريكي على وجه الخصوص ومعمقة قلق الغرب وساسته وزعمائه الواقعين في الجهة المناقضة للتاريخ، وهم يحاربون قيما إنسانية ويحاربون حرية تعبير لطالما تشدق بها".
وأشارت وقاف إلى أن الغرب بدأ مع أول معركة لصحافة الحقيقة، بكتابة صفحات سوداء في السجل الإنساني خزيا وعارا وخيبة وهزيمة بينما يستمر صوت الحق في وسائل الإعلام في وكلمه الحق في وسائل الإعلام الروسية رقياً وثباتاً ودحراً لكل المحاولات المستميتة لإجهاض حرية الرأي والتعبير.
الناخب الأمريكي فقد الثقة بمؤسساته الديمقراطية
وأضافت وقاف أن اتهامات واشنطن بسعي روسيا للتأثير على الانتخابات الأمريكية عبر وسائل إعلامها ليست بالجديدة وهي تنبع من الشعور العميق بفقدان ثقه المواطن بشكل عام والناخب على وجه الخصوص بمؤسساته الديمقراطية والفجوة العميقة والشرخ بين المجتمع الأمريكي وقيادته السياسية لذلك تضطر الولايات المتحدة إلى ابتكار مسببات خارجية لهذه الأزمة العميقة المتعمقة موجهة أصابع الاتهام لروسيا ووسائل إعلامها دون أن تتمكن من تقديم أي دليل ملموس على هذه المزاعم، أي تصب في خانة البحث عن مسببات خارجية لأزمات داخلية تأزمت وتعمقت بحيث يصعب تطويقها من قبل الإدارة الأمريكية.
وأشارت إلى أن الإدارة الأمريكية عبر الحقائق وعبر كل الخطوات التي قامت بها ضد روسيا أو غيرها من الدول ذات السيادة هي التي كانت وستبقى وتبقى هي المستمرة بذلك، المتدخل الأول بشؤون الدول ذات السيادة والساعية لزعزعة استقرارها.
اللص الأمريكي يرتدي ثياب شرطي العالم
وفي السياق ذاته، أوضح الإعلامي والكاتب السياسي، عبد الرحيم أحمد، أنها ليست المرة الأولى التي تفرض فيها الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاؤها الغربيون قيوداً وعقوبات ضد وسائل الإعلام التي تتبنى رواية تخالف الرواية الغربية للأحداث العالمية، وهي تأتي في إطار محاولة واشنطن فرض الرواية الغربية على الرأي العام العالمي.
وأشار عبد الرحيم في حوار خاص مع "سبوتنيك" إلى أن واشنطن تريد أن يبقى الرأي العام العالمي والأمريكي على وجه الخصوص أسير الرواية التي تبثها وتنشرها وتروج لها منافذ الإعلام الغربية التي تسيطر على 80% من المساحة الإعلامية العالمية والتي يسيطر عليها اللوبي الصهيوني، مبيناً أن واشنطن ترتدي لباس "شرطي العالم"، وهي اللص والمجرم في الوقت نفسه.
واشنطن تضخ روايات مفبركة للتغطية على جرائمها
وقال الكاتب السياسي إن الخطوة الأمريكية تنتهك الالتزامات التي تفرضها القوانين الدولية في مجال توفير حرية الأفراد في الوصول إلى المعلومات والتعددية الإعلامية، لكننا تعودنا أن تدّعي واشنطن الكثير من الأخلاق والفضائل والدفاع عن الحريات وتصدر سنوياً تقارير حول انتهاك حقوق الإنسان في العالم وتتهم خصومها كروسيا والصين وسوريا وإيران بانتهاك حقوق الإنسان، لكن هذه التقارير تفتقر إلى أدنى نوع من المصداقية كونها تخلو تماماً من ذكر الانتهاكات التي ترتكبها واشنطن وحلفاؤها ضد شعوب العالم في حرياتهم وفي حقهم في الحياة والسيادة.
ولفت إلى أن آخر من يحق له أن يتحدث عن الحريات ودعم حرية الرأي في العالم هي واشنطن التي أنشأت إمبراطوريات إعلامية للسيطرة على الرأي العام العالمي عبر ضخ روايات مشوهة ومفبركة عن الأحداث العالمية لتبرير سياساتها الاستعمارية والتغطية على جرائمها بحق شعوب العالم.
العقوبات على وكالة "سبوتنيك" دليل على تأثيرها داخل أمريكا
أضاف أحمد أن الإدعاءات الأمريكية بأن الوسائل الإعلامية الروسية بما فيها "سبوتنيك" تتدخل في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، هي مجرد ستار للتغطية على القرار الأمريكي بفرض قيود وعقوبات على هذه الوسائل الإعلامية التي تفضح السياسات الأمريكية والممارسات التي ترتكبها واشنطن في العالم وهي دليل على تأثير هذه الوسائل في الرأي العام الأمريكي الذي بدأ يكتشف حقيقة حكومته ومواقفها غير الصحيحة حيال الكثير من القضايا الدولية.
وأكد أحمد أن الكل يعلم أن الاتهامات الأمريكية لروسيا بالتدخل في الانتخابات الأمريكية ليست جديدة وهي جزء من الحرب ضد روسيا خصوصاً بعد بدء الحرب في أوكرانيا والتي تتولى واشنطن إدارتها وقيادتها وتهدف إلى إبقاء الرأي العام الأمريكي مخدوعاً ومسيطراً عليه عبر وسائل الإعلام الأمريكية فقط، وتلك الإجراءات الأمريكية هي جزء من الحرب التي تقودها واشنطن لترويج الأكاذيب وتشويه الحقائق ومحاولة إغلاق كل منفذ إعلامي يدافع عن الحقيقة وينشرها للرأي العام العالمي.
وأشار إلى أنه من بين الإجراءات التي يمكن أن تقوم بها روسيا رداً على الإجراءات الأمريكية فرض عقوبات مماثلة ضد وسائل الإعلام الأمريكية وفرض قيود على عملها في روسيا أو حتى فرض قيود الكترونية على وصول الإعلام الأمريكي إلى الجمهور الروسي.