وأوضح في حديث لـ إذاعة "سبوتنيك"، أن "هذه الجماعات تتلقى دعما غير محدود من القوى الغربية، وأن حلف شمال الأطلسي يقدم إمدادات ضخمة لأوكرانيا يوميا، سواء من خلال الأسلحة أو المرتزقة. ومع ذلك، فإن ما يحدث في الواقع هو مؤشر على الفشل الذريع للجيش الأوكراني في الميدان، في الوقت الذي يعاني فيه الأوروبيون من عجز كبير سياسي واقتصادي، خاصة بعد تورطهم العميق في السياسات الأمريكية".
ولفت بوشماخ إلى أن "هذه الجماعات تتلقى دعما هائلا من الإدارة الأمريكية منذ عهد الرئيس السابق باراك أوباما، إذ يستخدم الغرب هذه الجماعات لزعزعة الاستقرار الدولي، خاصة وأنها تحصل على تمويلها بالدولار من قوى غربية داعمة لها".
وأضاف بوشماخ أن "قوة هذه الجماعات تكمن في الأنشطة الحربية التي تقوم بها، والخطورة تتزايد عندما يتصدى لها جيش نظامي. لكن روسيا تمتلك خبرة واسعة في محاربة هذه الجماعات بفضل سجلها في سوريا".
ولاحظ بوشماخ "تطور العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا"، وقال إنه "تم توظيف العديد من المرتزقة من قبل أوكرانيا في هذه الحرب، خاصة بعد الخسائر الكبيرة التي تكبدتها أوكرانيا دفاعا عن الغرب".
كما علق أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية على خطاب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي شدد فيه على أن بلاده مستمرة في تطوير فروع جيشها، معتبرًا أن "معركة روسيا عادلة للغاية، ومنذ بداية هذه العمليات، أكدت روسيا عدم رغبتها في دخول "'المنطقة الحمراء" بالنسبة لها، ولكن المشكلة تكمن في أن الغرب يعتبر روسيا تحديا له، ولا يعتمد فقط على الجماعات الإرهابية، بل أيضا على القوانين والأعراف الدبلوماسية لمحاصرة روسيا".
وأضاف بوشماخ: "ومع ذلك، أثبتت موسكو من خلال خبرتها في التعامل مع هذه الأزمات أنها قادرة على الثبات، وقد حصنت مؤسساتها، وهي المنتصرة في هذه المعركة وليس الغرب".
وأردف بوشماخ أن "التحولات الجيوسياسية في النظام الدولي تشكل مصدر قلق للغرب، وخصوصا الدور الذي تلعبه روسيا كقاعدة صلبة لهذه التحولات، إذ يعتقد الغرب أنه قادر على عزل روسيا، ولكن المشكلة تكمن في أن الغرب ينظر إلى روسيا على أنها تعرقل نظامه الدولي الذي يفتقر إلى العدالة، في حين أن النظام الدولي الجديد المتعدد الأقطاب يقدم بديلا أكثر توازنا وعادلا".
وشدد بوشماخ على أن "القواعد الدبلوماسية تشير إلى أن القوة على الأرض تعزز القوة على طاولة المفاوضات"، رأى أن "موسكو متقدمة في الميدان، وبالتالي هي الأكثر قوة على طاولة المفاوضات، ومن هنا جاءت تصريحات سكرتير مجلس الأمن الروسي سيرغي شويغو المحقة، لأن الغرب يسعى لكسب المعركة من خلال التوقيت والاستنزاف، لذا يجب أن يكون التفاوض بشروط عادلة، ويجب العودة إلى المرحلة الأولى".