خبير دولي لـ"سبوتنيك": ما يحصل في جورجيا مشابه لسيناريو كييف وأمريكا تستهدف أي دولة تحمي سيادتها

رأى الباحث والخبير في العلاقات الدولية الدكتور، إسكندر الكفوري، أن "ما تشهده جورجيا اليوم هو السيناريو المشابه للذي حصل في أوكرانيا حيث حاولت القوى الخارجية الدخول منها للاستيلاء على بيلاروسيا، وقد تحقق بالفعل في أوكرانيا. وتظهر تداعيات هذا الأمر بوضوح من خلال المعاناة التي يعيشها الناس هناك".
Sputnik
وأوضح في حديث لإذاعة "سبوتنيك"، أن "منطقة جنوب القوقاز، التي تشمل جورجيا، شهدت ولا تزال تشهد بشكل مستمر منذ القدم حالة من التوتر والاعتداءات المتواصلة"، لافتًا إلى أن "السيناريو الذي تطرحه الولايات المتحدة الأمريكية، والذي يعتبر مجربا في مناطق عدة تحت مسمى "الثورات الملونة"، يظهر بشكل واضح في كل استحقاق انتخابي، حيث تقوم الولايات المتحدة بدفع منظماتها غير الحكومية وتنفيذ تدخلات خارجية من الدول المحيطة بأي دولة ترغب في استهدافها، لا سيما وأن أي دولة تدافع عن حقوقها وسيادتها، وتلتزم بتقاليدها وعاداتها وشعبها، تصبح هدفا لأمريكا التي تسعى لإخضاعها والتحكم فيها، والسيطرة على مقدراتها السياسية والاقتصادية".

وأشار الكفوري إلى أن "اليوم في جورجيا يوجد شعب يملك قراره المستقل، بينما توجد معارضة مدعومة من الغرب، وهذه المعارضة غير قادرة على الوصول إلى الحكم من خلال الطرق السياسية أو الانتخابات، لذا تسعى لإثارة الفتنة بين أفراد الشعب"، معتبرًا أن "تحقيق الهدف الأمريكي أو عدم تحقيقه يعتمد على الشعب الجورجي وقدرة القادة السياسيين في جورجيا على التصدي بقوة للهيمنة أو التدخل الأمريكي في شؤونهم، وكذلك التأثيرات الغربية التي قد تفرض عليهم".

خبير: أمريكا تريد تحويل جورجيا إلى أوكرانيا ثانية وبلينكن يضغط على المعارضة
واعتبر الكفوري أن "مشاركة وزراء خارجية من الغرب في المظاهرات المعارضة في جورجيا تعتبر خرقا واضحا للسيادة ولا يتوافق مع العقل والمنطق"، لافتا إلى أنه "إذا كانت القيادة السياسية الجورجية مستعدة ومصممة على الدفاع عن سيادتها، فإنها ستتمكن من إحباط محاولات التدخل وتحقيق الأهداف الأجنبية، كما حدث في سوريا وفنزويلا، فعندما يقف الرئيس الحازم ويعلن عدم تراجعه، تكون الأمور مختلفة وتصبح محاولات التدخل أقل فعالية".
وأمل الباحث في العلاقات الدولية أن "يتحقق الاستقرار في جورجيا، لحماية الشعب الجورجي والمنطقة من التدخل الأمريكي الذي يجلب العار والبؤس والحرب"، مشيرًا إلى أن "النزاعات التي تثيرها الولايات المتحدة لا تؤدي سوى إلى الدمار والقتل والتشريد، وتترك خلفها آلاف القتلى والمهجرين، والجورجيون شهدوا معاناة الأرمن والأذربيجانيين، وهم لا يرغبون في تكرار مثل هذا الخيار".
كما لفت إلى أن "استطلاعات الرأي تشير إلى أن الجماعات التابعة للغرب، والتي تعيش في بعض الأوهام، لا تشكل أكثر من 25% من المجتمع الجورجي في أفضل الأحوال، ولم تعد الولايات المتحدة وحلفاؤها قادرين اليوم على الحديث عن الأخلاق والقيم والديمقراطية والليبرالية بعد ما انكشف من ممارساتهم في غزة".
مناقشة