وقال الخبير العسكري، اللواء علي مقصود، إن "ما شهدته منطقة مصياف يوم الإثنين الماضي، هو (معركة متكاملة المعالم)، إذ تصدت الدفاعات السورية بشكل مذهل لعدوان إسرائيلي متمرحل هو الأغنف والأكثف من نوعه على الإطلاق، تخلله موجات متتالية من الصواريخ الموجهة تلاها الدفع بأسراب من المسيرات القتالية التي حاولت الوصول إلى مواقع حساسة، حاول الإسرائيلي مرارا وتكرارا الوصول إليها.
وأشار اللواء مقصود إلى أن مراكز الأبحاث الوطنية محمية بطريقة نوعي، ولن يكون من السهل على أي كان الوصول إليها لا عبر القصف ولا عبر مثل هذه التسريبات المجهولة المصادر.
وكشف الخبير العسكري السوري عن أن الدفاعات الجوية السورية تمكنت بطريقة مذهلة من التصدي لـ 49 صاروخ كروز من أصل 57 أطلقتها إسرائيل باتجاه مواقع علمية في ريف حماة، ومواقع للدفاع الجوي السوري.
كما أكد الخبير العسكري أيضا، إسقاط 13 مسيرة من طراز (هارب)، التي تعد درّة سلاح المسيرات الإسرائيلية التي تحلق على ارتفاع 19 كم، وإطلاق صواريخ موجهة على ارتفاع 9 كم.
كما دحض اللواء مقصود بعض الرويات التي شاعت خلال اليومين الماضيين عن إسقاط طائرة (إف 16) إسرائيلية شمال الحدود اللبنانية، مؤكدا في الوقت نفسه عدم صحة المعلومات التي تداولتها بعض المصادر الإعلامية السورية ومفادها أن المروحية التي أعلن الجيش الإسرائيلي تحطمها في قطاع غزة، تم إسقاطها في سوريا، مشيرا إلى أن هذه المعلومات لا تعدو كونها تكهنات لا أساس لها من الصحة.
واستنتج اللواء مقصود بأن الحديث عن إنزال كوماندوس في هذه البيئة المشتعلة أرضا، بما في ذلك حالة إغراق السماء بالصواريخ والصواريخ المضادة، إنما يتماشى مع الطبيعة الهوليوودية التي بدأت تتفشى في الوحدة (8200) بشكل خاص إبان الحرب على غزة، ناهيك عن أن سكان القرى المحيطة بمركز البحوث العلمية، ممن أطلعونا على تفاصيل ذلك اليوم العنيف، لم يلاحظ أي منهم ما يدل على رواية الإنزال، وبالطبع فالجميع يعلم بأن مثل هذه الروايات لا يمكن لأي كان ضبط تسربها في حال عاينتها مجاميع بشرية.
وأضاف اللواء مقصود بأن الحرب النفسية المستمرة التي تمارسها الوحدة (8200) في الجيش الإسرائيلي، تفتقت قريحتها هذه المرة عن رواية هوليوودية فريدة لشراء مزيد من التشجيع الشعبي لمجازر نتنياهو، وجدوى استمرار جيشه بنهحه الدموي في غرة".
مستدركا قوله: "لكن بطبيعة الحال، وبغض النظر عن تأكيد أو نفي وزارة الدفاع السورية لكل ما أشاعته بعض المصادر الإسرائيلية، فإذا تحدثنا بلغة عسكرية فسيسهل على كل من لديه بعضا من خبراتها، أن يكتشف زيف الرواية الإسرائيلية التي لا تتماشى مع أدبيات المعارك وخصوصية وقائعها المرتبطة بالأرض والأجواء التي جرت عليها وفيها.
أما في الشق السياسي، فبين اللواء مقصود بأن نتنياهو ما كان ليوفر رواية الإنزال ولكان ليصنع منها عرسا استخباراتيا حقيقيا، في معرض استخدامها كرافعة يحتاجها أيما حاجة لالتقاط أنفاسه أمام جمهوره المتداعي، إذ أن اختطاف إيرانيين وأجهزة ما إلى ذلك من (الرواية الأمنية الإسرائيلية) المفترضة، كان له أن يحققق لإسرائيل نقلة نوعية بمواجهة محور المقاومة، أقله على الصعيد المعنوي من خلال إظهار هذه الجبهة كجبهة رخوة تستطيع إسرائيل ان تفعل فيها تريده، وفي أي وقت تريده.
وختم الخبير السوري بالقول: العدو الإسرائيلي يحاول اليوم بكل ما أوتي من مراوغة وكذب راكمه عبر التاريخ أن يقلص من تبعات العبور التاريخي الذي جرى في السابع من أكتوبر، نحو منطقة ذات ستبدو ملامحها الجديدة كليا خلال وقت ليس بالبعيد.